قفزة جديدة.. أسعار الذهب اليوم بالمصنعية تخالف كل التوقعات
واصل سعر الذهب العالمي صعوده القوي لستة أسابيع متتالية، مسجلاً مستوى تاريخياً غير مسبوق هذا الأسبوع مع ارتفاع تجاوز 43% منذ بداية العام. ويعكس هذا الأداء القياسي تزايد المخاوف الاقتصادية العالمية والتوجهات السياسية للبنوك المركزية الكبرى، ما يدفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن.
أسعار الذهب المحلية تسجل مستويات قياسية جديدة
حافظت أسعار الذهب في السوق المحلية على زخم صعودها، مسجلة مستويات قياسية جديدة تتوازى مع الارتفاعات العالمية. ويأتي هذا الارتفاع ليضع ضغوطاً إضافية على المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
العيار/الوحدة | السعر (جنيه مصري) |
عيار 24 | 5800 |
عيار 21 | 5075 |
عيار 18 | 4350 |
الجنيه الذهب | 40600 |
قرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على سعر الذهب العالمي
خلال الأسبوع الماضي، تأثر أداء الذهب بشكل كبير بتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول. أوضح باول أن البنك المركزي بحاجة إلى الموازنة بين مخاطر ارتفاع التضخم وضعف سوق العمل عند اتخاذ قرارات أسعار الفائدة المستقبلية، مما يعكس حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن الاقتصاد الأمريكي. أشار باول إلى عدم وجود مسار خالٍ من المخاطر لخفض أسعار الفائدة مع كبح التضخم والحفاظ على نمو الوظائف، الأمر الذي يعمق التساؤلات حول السياسة النقدية.
جاءت هذه التعليقات بعد أسبوع واحد فقط من قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما كان متوقعاً في الأسواق. وألمح البنك إلى خطط لمزيد من التيسير النقدي. ارتفع الذهب بشكل حاد بعد هذه الخطوة، حيث أن انخفاض أسعار الفائدة يجعل الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب تبدو أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يفسر جزءاً من أسباب ارتفاع سعر الذهب عالمياً.
التعريفات الجمركية الأمريكية والمخاوف التجارية تدعم جاذبية الذهب
بالإضافة إلى العوامل النقدية، عادت المخاوف بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية إلى الواجهة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جولة جديدة من الرسوم العقابية على مجموعة واسعة من السلع المستوردة، والتي يبدأ تطبيقها في الأول من أكتوبر. كان أبرز هذه الرسوم فرض ضريبة بنسبة 100% على جميع واردات الأدوية.
أدت هذه الخطوة إلى تفاقم حالة عدم اليقين حول التأثير الاقتصادي لرسوم ترامب، وأثارت موجة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية الأوسع. هذا بدوره حفز بعض التدفقات الاستثمارية نحو الذهب، الذي يُعد ملاذاً آمناً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والتوترات التجارية، مما يوضح كيف أصبح الذهب هو الملاذ الآمن في ظل التوترات التجارية المتزايدة.
البيانات الاقتصادية وتوقعات المستثمرين لخفض أسعار الفائدة
على صعيد البيانات الاقتصادية، جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الشهرية للاقتصاد الأمريكي متوافقة مع التوقعات. ورغم أن أرقام الدخل والإنفاق الشخصي كانت أعلى من التوقعات، إلا أن هذه البيانات قد لا تمنع البنك الاحتياطي الفيدرالي من مواصلة خفض حذر آخر لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في أكتوبر.
يتوقع المستثمرون حالياً احتمالاً بنسبة 88% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع أكتوبر، واحتمالاً بنسبة 65% لخفض إضافي في ديسمبر. هذه التوقعات تشير إلى ميل السوق نحو استمرار السياسة النقدية التيسيرية، والتي غالباً ما تكون محفزاً قوياً لارتفاع أسعار الذهب على المدى المتوسط والطويل.
في سياق متصل، أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل، الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة ويغطي الأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر، ارتفاعاً في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بمقدار 6030 عقداً مقارنة بالتقرير السابق. في المقابل، ارتفعت عقود البيع بمقدار 5691 عقداً. يعكس هذا التقرير، الذي يغطي الفترة السابقة، عودة طلب المضاربة على شراء وبيع الذهب للارتفاع، مدفوعاً بشكل أساسي بتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.