قرار حاسم يلوح في الأفق.. سعر الذهب الآن يثير تساؤلات المستثمرين الكبرى | هل الفرصة للشراء أم البيع؟
شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعات متتالية للأسبوع السادس على التوالي، مسجلاً مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3791 دولارًا للأونصة، مدعومًا بتوقعات استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة. يأتي هذا الصعود بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التوقعات، مما يعزز فكرة التيسير النقدي، لكن المحللين يحذرون من توقيت الشراء وسط حالة عدم اليقين في السوق.
الذهب العالمي يحقق قمة تاريخية جديدة
واصل سعر أونصة الذهب العالمي مساره الصاعد محققًا قفزة بنسبة 2% خلال الأسبوع الماضي ليبلغ مستوى تاريخيًا غير مسبوق عند 3791 دولارًا. كانت تداولات الأسبوع قد افتتحت عند 3687 دولارًا للأونصة، لتغلق عند 3759 دولارًا. هذا الارتفاع المتواصل يعكس موجة صعود حادة استمرت لستة أسابيع متتالية، مما دفع المعدن الأصفر لتحقيق مكاسب تتجاوز 43% منذ بداية العام.
أسعار الذهب في السوق المحلي اليوم
العيار/الوحدة | السعر (بالجنيه المصري) |
عيار 24 | 5800 |
عيار 21 | 5075 |
عيار 18 | 4350 |
الجنيه الذهب | 40600 |
محفزات الصعود القوي للذهب العالمي
تأثر سعر الذهب بعدة عوامل رئيسية خلال الأسبوع الماضي ساهمت في ارتفاعه اللافت. كان أبرزها تصريحات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول. حيث شدد باول على ضرورة الموازنة المستمرة بين مخاطر ارتفاع التضخم وتراجع سوق العمل عند اتخاذ قرارات أسعار الفائدة المستقبلية. كما أشار إلى تزايد حالة عدم اليقين التي تكتنف الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا عدم وجود مسار خالٍ من المخاطر يمكن من خلاله خفض أسعار الفائدة مع كبح جماح التضخم والحفاظ على نمو الوظائف.
جاءت هذه التعليقات بعد أسبوع واحد من قرار الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما كان متوقعًا، بالإضافة إلى تلميحاته بخطط لمزيد من التيسير النقدي. عادة ما يرتفع الذهب بشكل حاد بعد خفض أسعار الفائدة، لأن ذلك يجعل الأصول التي لا تدر عائدًا، مثل الذهب، أكثر جاذبية مقارنة بالسندات والودائع ذات العوائد المنخفضة.
بالإضافة إلى ذلك، عادت المخاوف بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية لتجدد نفسها مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية. هذه الرسوم التي تستهدف مجموعة واسعة من السلع المستوردة، بدءًا من الأول من أكتوبر، كان من أبرزها فرض رسوم بنسبة 100% على جميع واردات الأدوية. وقد أدت هذه الخطوة إلى تفاقم حالة عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الاقتصادية، ما أثار موجة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية الأوسع. وهذا بدوره حفز تدفقات الملاذ الآمن نحو الذهب، مما عزز من قوته كملجأ آمن في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
توقعات أسعار الفائدة ومستقبل الذهب
جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الشهرية للاقتصاد الأمريكي متوافقة مع التوقعات، على الرغم من أن أرقام الدخل والإنفاق الشخصي كانت أعلى مما كان متوقعًا. هذه البيانات قد لا تمنع البنك الاحتياطي الفيدرالي من مواصلة خفض حذر آخر لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في أكتوبر.
يتوقع المستثمرون حاليًا احتمالية بنسبة 88% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع أكتوبر، مع احتمالية 65% لخفض إضافي في ديسمبر. هذه التوقعات تعكس ميل السوق نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في الفترة القادمة، مما قد يدعم استمرار جاذبية الذهب كاستثمار.
وفي سياق متصل، أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC)، والذي يغطي الأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر، ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بغرض المضاربة بمقدار 6030 عقدًا مقارنة بالتقرير السابق. في المقابل، ارتفعت عقود البيع بمقدار 5691 عقدًا. يعكس هذا التقرير تزايد الطلب المضاربي على كل من الشراء والبيع في سوق الذهب، مدفوعًا بتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.