عاجل موسم الوسم والمربعانية والشبط: 7 حقائق وموعد الأمطار بالسعودية

تستعد المملكة العربية السعودية ودول الخليج لاستقبال تحولات جوهرية مع دخول مواسم الطقس الرئيسية، حيث يبدأ موسم الوسم الذي يجلب أمطار الخير والخصب، تتبعه المربعانية المعروفة ببرودتها القاسية، ثم الشبط ببرودتها العاتية ورياحها الجافة، وهي دورة طبيعية محورية تؤثر بعمق في الحياة اليومية والزراعية والرعوية للمنطقة، وتتطلب استعدادات خاصة من السكان لمواجهة تقلبات الطقس.

موسم الوسم: مطر الخير وبداية الخصب

يبدأ موسم الوسم عادة في أواخر شهر أكتوبر أو أوائل نوفمبر، وبالتحديد في ٢٤ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ هذا العام، ويتميز بوفرة الأمطار الغزيرة التي تروي الأرض وتنعش المراعي، وهو ما يجعله الوقت الأمثل لزراعة العديد من المحاصيل الشتوية، حيث يتطلع الفلاحون والمزارعون إلى هذا الموسم بفارغ الصبر لما له من أثر مباشر على ازدهار الغطاء النباتي وتجدد الحياة البرية، الأمر الذي يدعم الإنتاج الزراعي والحيواني للمنطقة.

المربعانية: برودة قاسية واستعدادات شتوية

تلي الوسم مباشرة فترة المربعانية التي تبدأ تقريبًا في ١٦ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ، وتمتد لحوالي ٤٠ يومًا، ومن هنا جاء اسمها، وتتسم هذه الفترة بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، قد تصل في بعض المناطق إلى الصفر المئوي، وهو ما يستدعي من السكان الاستعداد الجيد لمواجهة البرد القارس، وتوفير وسائل التدفئة وتخزين الوقود والملابس الشتوية، حفاظًا على صحتهم وراحتهم خلال هذا الموسم البارد.

موسم الشبط: ذروة الصقيع ورياحها العاتية

فور انتهاء المربعانية، يحل موسم الشبط الذي يمتد لحوالي ٢٦ يومًا، وتشتهر هذه الفترة برياحها الباردة والجافة التي تزيد من الإحساس بالبرودة الشديدة، والتي توصف أحيانًا بـ«مقرقع البيبان» بسبب قوة هبوبها، الأمر الذي يدعو إلى المزيد من الحيطة والحذر، والالتزام بالإجراءات الوقائية من الطقس البارد، حيث يمثل هذا الموسم ذروة البرد ويستمر تأثيره على الأجواء بوضوح، مما يتطلب تكيُّفًا مستمرًا مع الظروف الجوية.

الأهمية الحيوية للمواسم المناخية في حياة المجتمع

تؤثر هذه المواسم الثلاثة بشكل مباشر وحيوي على مختلف جوانب الحياة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وهو ما يجعلها محط اهتمام وترقب دائم، حيث تتشكل الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية بناءً على خصائص كل فترة:

• الزراعة: تحدد أمطار موسم الوسم توقيت نجاح المحاصيل الزراعية الشتوية مثل القمح والشعير، مما يؤثر على الأمن الغذائي للمنطقة بشكل مباشر.
• الرعي: تنشط المراعي وتزدهر بفضل أمطار الوسم، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على صحة الماشية وزيادة إنتاجها من الحليب واللحوم، مما يدعم الثروة الحيوانية.
• الحياة اليومية: يستعد الأهالي لبرودة المربعانية والشبط بتجهيز الملابس الثقيلة وأدوات التدفئة الضرورية للحماية من الصقيع، ويزداد استهلاك المشروبات الدافئة.
• التراث الشعبي: شكلت هذه المواسم جزءًا لا يتجزأ من التراث الشفهي للمنطقة، وارتبطت بالعديد من الأمثال والحكايات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تعكس خبرة الناس في التعامل مع الطبيعة.

يشكل تعاقب موسم الوسم، ثم المربعانية، فالشبط، دورة طبيعية متجددة تعكس الارتباط العميق للإنسان في الخليج العربي والنجد بالطقس والمناخ، حيث تتجاوز هذه المواسم كونها مجرد ظواهر جوية، لتصبح جزءًا أصيلًا من ذاكرة الناس وحياتهم اليومية، الأمر الذي يجعل استقبال أمطار موسم الوسم مصدر فرح، بينما يُتهيأ لبرد المربعانية والشبط بوعي وخبرة متوارثة.