السر الخفي للمكالمات المجانية.. تطبيق يثير جدلًا واسعًا بعد دفعه للمستخدمين وبيع بياناتهم لشركات الذكاء الاصطناعي.

شهد متجر تطبيقات “أبل” في الولايات المتحدة صعودًا سريعًا لتطبيق “نيون” الاجتماعي الذي أثار جدلًا واسعًا، بعدما احتل المرتبة الثانية بين تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية. يكمن لب الجدل في ميزته الأساسية: دفع المال للمستخدمين مقابل تسجيل مكالماتهم الهاتفية، ثم بيع هذه التسجيلات لشركات الذكاء الاصطناعي بهدف تدريب نماذجها اللغوية والصوتية.

صعود سريع لتطبيق نيون وجدل الخصوصية الرقمية

ارتفع تطبيق “نيون” (Neon) بشكل ملحوظ ضمن قائمة تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية في متجر “أبل” بالولايات المتحدة الأمريكية، ليحقق المركز الثاني في فترة وجيزة. يقدم التطبيق نفسه كفرصة للربح السهل، حيث يَعِد المستخدمين بكسب مئات أو حتى آلاف الدولارات سنويًا مقابل السماح له بتسجيل محادثاتهم الصوتية. ووفقًا لبيانات شركة “Appfigures” المتخصصة في تحليل التطبيقات، قفز “نيون” من المركز 476 إلى المراتب العشر الأولى بسرعة هائلة، مما لفت انتباه وسائل الإعلام التقنية الكبرى مثل موقع “تك كرانش”. هذا الصعود الصاروخي أثار تساؤلات جدية حول خصوصية المستخدمين وسلامة بياناتهم الشخصية في ظل سعي البعض للربح السريع.

اقرأ أيضًا: أول تفاصيل.. فارس كرم ينتظر فضل شاكر؟ الكشف عن سر العلاقة الغامضة

آلية عمل تطبيق نيون ومكافآته المالية

يعمل تطبيق “نيون” على تسجيل المكالمات الهاتفية الواردة والصادرة على هواتف مستخدميه. ويوضح التطبيق في شروط استخدامه الرسمية أنه يحتفظ فقط بصوت المستخدم نفسه ما لم يكن الطرف الآخر في المكالمة يستخدم التطبيق كذلك. لغرض الربح من تسجيل المكالمات الهاتفية، تعرض الشركة للمشاركين مكافأة مالية مقابل كل دقيقة اتصال تتم بين مستخدمي “نيون”. تهدف هذه التسجيلات الصوتية إلى بيعها مباشرة لشركات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها في تطوير وتدريب وتحسين نماذجها الصوتية واللغوية، مما يفتح الباب واسعًا أمام تحديات كبيرة تتعلق بسلامة البيانات.

العنصرالتفاصيل
معدل الدفع30 سنتًا أمريكيًا لكل دقيقة اتصال بين مستخدمي نيون
الحد الأقصى للدفع اليومي30 دولارًا أمريكيًا
الهدف من التسجيلاتبيعها لشركات الذكاء الاصطناعي لتدريب وتطوير النماذج الصوتية

تداعيات أمنية وقانونية لتسجيل المكالمات الصوتية

تثير عملية بيع البيانات الصوتية لشركات الذكاء الاصطناعي مخاوف عميقة بشأن الخصوصية والأمان وإمكانية إساءة استخدام هذه المعلومات الحساسة. يشير خبراء قانونيون إلى أن التطبيق قد يستغل ثغرات قانونية تتعلق بقوانين التنصت، حيث يكتفي بتسجيل طرف واحد فقط لتجنب متطلبات الحصول على موافقة الطرفين في بعض الولايات الأميركية. لكن الخطر الحقيقي لا يقتصر على ذلك، إذ يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن تسجيلات الصوت قد تُستخدم لاحقًا في عمليات انتحال الهوية أو الاحتيال الرقمي، خاصة وأن الشركة تمنح نفسها ترخيصًا واسعًا للتصرف في هذه البيانات الشخصية. كما يوضح المختصون أن هذه التسجيلات يمكن استغلالها لإنشاء أصوات مزيفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وهو ما يعرض المستخدم وأصدقاءه لخطر كبير، بدءًا من المكالمات المزيفة وصولًا إلى سرقة البيانات الحساسة عبر الهندسة الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: بصوت إنجي علي والذكاء الاصطناعي.. عايدة الأيوبي تُفاجئ جمهورها بأسلوب ترويجي فريد لحفلها بالجامعة الأمريكية

دروس من الماضي ومستقبل البيانات الشخصية

إن قضية تطبيق “نيون” ليست الأولى من نوعها التي تسلط الضوء على تضارب المصالح بين التكنولوجيا وخصوصية المستخدمين. فهي تعيد إلى الأذهان فضائح سابقة، مثل فضيحة “فيسبوك” عام 2019 عندما كُشف أنه كان يدفع للمراهقين مقابل تثبيت تطبيق يتجسس على بياناتهم، أو التطبيقات الأخرى التي جمعت بيانات المستخدمين سرًا رغم تقديم نفسها بشكل بريء. لكن المختلف هذه المرة هو أن المستخدمين أنفسهم يشاركون بياناتهم عن وعي وإدراك، مقابل عوائد مالية قد تبدو مغرية على المدى القصير، دون إدراك أن الثمن الحقيقي لخصوصيتهم قد يكون أعلى بكثير على المدى الطويل. حتى هذه اللحظة، لم يُصدر مؤسس التطبيق “أليكس كيام” أي تعليق رسمي على موجة الانتقادات المتزايدة. يرى محللون أن انتشار “نيون” يعكس واقعًا جديدًا؛ حيث أصبح بعض الأفراد مستعدين للتخلي عن خصوصيتهم مقابل مكاسب مالية سريعة، في وقت تتزايد فيه هيمنة تقنيات الذكاء الاصطناعي على جوانب حياتنا اليومية.

اقرأ أيضًا: تطور مذهل.. GPT-5 يتفوق على GPT-4 بدقة وعمق غير مسبوقين في عالم الذكاء الاصطناعي

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *