بشرى للتعليم.. عبداللطيف يكشف سر المدارس الألمانية في بناء الإنسان المبدع المتكامل
أعرب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، عن سعادته بافتتاح أول مدرسة مصرية ألمانية بمدينة السادس من أكتوبر، في خطوة رائدة نحو تعزيز الشراكة التعليمية بين مصر وألمانيا. وتأتي هذه المدرسة باكورة لمبادرة طموحة تستهدف إنشاء مائة مدرسة مصرية ألمانية في مختلف محافظات الجمهورية، بهدف تقديم خدمة تعليمية متميزة تواكب المعايير العالمية وتساهم في بناء أجيال قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
تعزيز الشراكة التعليمية المصرية الألمانية
تعد مبادرة المدارس المصرية الألمانية، التي تنطلق اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026، ثمرة للتعاون البناء بين جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية. وتأتي هذه الخطوة في إطار توجيهات القيادة السياسية التي تولي المنظومة التعليمية أهمية كبرى، وتعتبر التعليم مشروعًا وطنيًا ذا أولوية متقدمة. وتسعى الدولة المصرية من خلال هذه المدارس إلى تقديم خدمة تعليمية بمعايير جودة عالمية، تمكن أبناء الوطن من الإسهام الفعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادهم.
نموذج تعليمي جديد بمواصفات عالمية
تمثل هذه المدارس نموذجًا تعليميًا جديدًا يجمع بين المواصفات العالمية المتميزة والهوية الوطنية المصرية الأصيلة. وتتم هذه الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية والسفارة الألمانية، بدعم من معهد جوته، والإدارة المركزية للمدارس الألمانية بالخارج بجمهورية ألمانيا الاتحادية. وستتولى الإدارة المصرية مسؤولية تشغيل هذه المدارس، بينما سيقدم الجانب الألماني الدعم اللازم من خلال:
- تقديم الاستشارات والخبرات التربوية والمنهجية والإدارية.
- متابعة ورصد وتقييم الأداء التعليمي باستمرار.
- التطوير المهني المستمر للمعلمين عبر برامج تدريبية متخصصة.
يهدف هذا التكامل إلى تعزيز جودة التعليم ونتائج التعلم، وبناء إنسان مصري قادر على الإبداع والابتكار والمنافسة في مختلف مجالات الحياة.
نظام الدراسة والشهادات المعتمدة
تعتمد المدارس المصرية الألمانية نظامًا تعليميًا متكاملًا يبدأ من مرحلة رياض الأطفال ويستمر حتى نهاية المرحلة الثانوية، لتكون بذلك مدارسًا مكتملة المراحل تضم جميع الصفوف الدراسية. وتتبع هذه المدارس نظام اليوم الدراسي الكامل، الذي أثبتت الدراسات التربوية فعاليته في دمج التحصيل الأكاديمي مع تنمية المهارات الحياتية والأنشطة التربوية الشاملة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات البدنية للطلاب للتأقلم مع متطلبات الحياة العملية. عند التخرج، يحصل الطالب على شهادتين:
- شهادة الثانوية العامة المصرية أو البكالوريا المصرية.
- شهادة في اللغة الألمانية معتمدة من معهد جوته.
تفتح هذه الشهادات المزدوجة آفاقًا واسعة للطلاب لمواصلة الدراسة والتدريب في كل من جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
خطوات التنفيذ والتوسع المستقبلي للمبادرة
لضمان جودة التنفيذ ودقة التطبيق، تبدأ المبادرة بافتتاح هذه المدرسة في مدينة السادس من أكتوبر، التي تمثل باكورة المدارس المصرية الألمانية في مصر. وبعد التأكد من نجاح هذا النموذج التجريبي، سيتم التوسع في افتتاح المدارس الجديدة في مختلف محافظات الجمهورية، وصولًا إلى الهدف المتمثل في إنشاء مائة مدرسة. وتسعى هذه المبادرة إلى إعداد خريجين متميزين تتواكب مهاراتهم وقدراتهم مع التطورات العالمية المتسارعة في مجال التعليم.
جسر حضاري نحو مستقبل مشرق لأبناء مصر
تعتبر هذه المدارس أكثر من مجرد صرح تعليمي، فهي جسر للتواصل الحضاري والفكري، وبوابة تفتح أمام أبنائنا آفاقًا أرحب للمعرفة والعلم والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق نحو مزيد من التعاون المثمر في المجال التعليمي، وبذرة خير تثمر أجيالًا مبدعة تساهم في بناء المستقبل، وتدعم مسيرة التنمية المستدامة في وطننا الغالي مصر.