لأول مرة تكشف الأوراق.. من هو صاحب القرار النهائي في اختيار رجل المباراة بالدوري؟

شهدت مباراة الأهلي وحرس الحدود الأخيرة، ضمن الجولة الثامنة من الدوري الممتاز، جدلاً واسعاً بعدما اعترض مدافع القلعة الحمراء ياسر إبراهيم على منح زميله مروان عطية جائزة رجل المباراة. جاء هذا الاعتراض مباشرة عقب نهاية اللقاء الذي حسمه الأهلي بنتيجة 3-2 بهدف حاسم سجله إبراهيم، مما فتح باب التساؤلات حول المعايير المتبعة في اختيار أفضل لاعب في كل مباراة.

تفاصيل واقعة اعتراض ياسر إبراهيم

انتهت المباراة بفوز مثير للأهلي متابعةلاثة أهداف مقابل هدفين على ملعب الكلية الحربية، حيث كان الهدف الثالث الحاسم من توقيع ياسر إبراهيم في الدقيقة 79، مانحاً فريقه ثلاث نقاط غالية. عقب صافرة النهاية، توجه إبراهيم إلى مراقب المباراة مستفسراً عن آلية اختيار أفضل لاعب، قائلاً: “بتدوا جائزة رجل المباراة على أساس إيه؟”. عبر إبراهيم بذلك عن شعوره بأنه الأحق بالجائزة، خاصة بعد تسجيله هدف الفوز وتقديمه أداءً دفاعياً قوياً طوال اللقاء.

ورغم الاعتراض العلني، حرص المدافع الدولي على تهنئة زميله مروان عطية عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، مؤكداً أن كلامه لم يكن موجهاً لمروان بل لـ “ناس تانية” في إشارة إلى القائمين على الاختيار، وكتب: “مبروك لأخويا وفرحان ليك والله، أنا لا أقصد مروان خالص وكلامي مكانش ليه، بالعكس كلامي لناس تانية. مبروك لجمهور الأهلي وربنا يكرم في اللي جاي إن شاء الله”. ولم يتأخر مروان عطية في الرد، حيث نشر رسالة دعم تؤكد متانة العلاقة بينهما، قال فيها: “أخويا ياسر الرجولة، مبروك يا حبيبي المكسب والهدف، وفعلاً كنت تستحق رجل المباراة. وأنا وأنت واحد”.

معايير اختيار رجل المباراة في الدوري المصري

وفقاً للائحة رابطة الأندية المصرية المحترفة، لا يتم اختيار أفضل لاعب في المباراة بشكل عشوائي، بل يتم الأمر عبر لجنة من المحللين الرياضيين في الاستوديو التحليلي الخاص بالقناة الناقلة للمباريات، وهي في هذه الحالة قناة “أون سبورت”. يتولى هؤلاء المحللون مهمة تقييم الأداء الفني للاعبين طوال مجريات اللقاء، ثم يقوم الاستوديو التحليلي بإخطار مراقب المباراة باسم اللاعب الذي تم اختياره، والذي يحصل بدوره على جائزة مقدمة من الشركة الراعية للدوري المصري الممتاز.

في مباراة الأهلي وحرس الحدود، كان الثنائي أيمن يونس ومحمد فضل ضمن أعضاء الاستوديو التحليلي المكلفين بالاختيار. وقد قررا منح الجائزة لمروان عطية تقديراً لدوره المحوري في السيطرة على منطقة وسط الملعب وصناعة الفرص الخطيرة. ورغم أن ياسر إبراهيم سجل هدفاً حاسماً، إلا أن معايير الاختيار لا تعتمد فقط على الأهداف، بل تشمل عدة جوانب فنية وتكتيكية:

• معدل التمريرات الصحيحة ودقة الأداء الفني.
• المساهمة الفاعلة على المستويين الدفاعي والهجومي.
• الانضباط التكتيكي والالتزام بالخطة الفنية طوال زمن المباراة.
• مدى تأثير اللاعب الشامل على سير المباراة ونتيجتها.

بناءً على هذه العناصر المتعددة، وقع الاختيار على مروان عطية الذي قدم أداءً متوازناً وقوياً على الصعيدين الدفاعي والهجومي.

هل يتطلب نظام اختيار الأفضل توضيحاً للجمهور؟

أعادت هذه الواقعة للأذهان جدلاً مشابهاً شهدته مواسم سابقة في الدوري المصري، حيث شعر بعض اللاعبين بأحقيتهم بجائزة رجل المباراة على حساب زملائهم. يطرح هذا الأمر تساؤلاً مهماً: هل تحتاج رابطة الأندية المحترفة إلى توضيح علني وشفاف لمعايير اختيار أفضل لاعب أمام الجماهير واللاعبين على حد سواء؟ قد يسهم هذا التوضيح في تفادي مثل هذه الأزمات المستقبلية ويعزز من مصداقية الجائزة ووضوحها للجميع.