فتوى حاسمة.. أمين الفتوى يكشف حكم التداوي بعلاج مشتق من الخنزير
أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي، حكم استخدام الأنسولين المشتق من الخنزير، مؤكدةً أنه لا يجوز إلا في حالات الضرورة القصوى التي يقررها الطبيب المختص، وعند عدم وجود أي بديل علاجي آخر، بهدف إنقاذ حياة المريض. هذه الفتوى جاءت ردًا على استفسار حول استخدام هذا النوع من العلاج لمرضى السكري.
فتوى دار الإفتاء بشأن الأنسولين المستخلص من الخنزير
أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في الشريعة الإسلامية هو تحريم التعامل مع الخنزير وأجزائه المختلفة، سواء كان ذلك في الطعام أو غيره، مستشهدًا بالآية الكريمة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ”. جاء هذا التوضيح خلال مشاركته في برنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، حيث أشار إلى أن هذا التحريم يشمل الاستخدام في التداوي أيضًا، إلا في ظروف استثنائية تستدعي الرخصة الشرعية.
الضرورة تبيح المحظور بشروط شرعية محددة
أوضح أمين الفتوى أن القاعدة الشرعية “الضرورة تبيح المحظور” تُطبق هنا، ولكن بشروط دقيقة ومحددة. فإذا لم يتوفر أي علاج بديل للأنسولين المشتق من الخنزير، وكان هو الوسيلة الوحيدة والضرورية لإنقاذ حياة المريض، فإنه يجوز التداوي به في هذه الحالة فقط. هذه الرخصة تأتي من منطلق الحرص على حفظ النفس البشرية، وهو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية العليا.
متى يجوز التداوي بالأنسولين المشتق من الخنزير؟
شدد الدكتور شلبي على أن اللجوء إلى استخدام الأنسولين المشتق من الخنزير لا يكون بناءً على آراء شخصية أو توصيات غير موثقة، بل يجب أن يخضع لضوابط صارمة تضمن عدم التهاون في تطبيق الأحكام الشرعية. وتتضمن هذه الشروط ما يلي:
- تأكيد الطبيب المعالج المختص عدم وجود أي بديل علاجي آخر متاح يمكن للمريض استخدامه.
- أن يكون هذا العلاج هو الوسيلة الوحيدة والضرورية لإنقاذ حياة المريض أو الحفاظ على صحته من خطر جسيم.
- عدم الاستناد إلى تجارب شخصية أو آراء غير علمية عند اتخاذ قرار استخدام هذا الدواء.
وأكد أمين الفتوى أن استخدام الأنسولين المستخرج من الخنزير في غير حالات الضرورة الملحة، أو في حال توفر بدائل علاجية أخرى، يُعد غير جائز شرعًا. ودعا الأفراد إلى ضرورة الرجوع إلى الأطباء المتخصصين وأهل العلم والفتوى في مثل هذه المسائل المعقدة لضمان الالتزام بالأحكام الشرعية والطبية الصحيحة.