خبايا لم تروَ.. ملتقى الهناجر الثقافي يناقش الدور الخفي للأغنية الوطنية في الأحداث السياسية

شهد مركز الهناجر للفنون بوزارة الثقافة المصرية فعاليات ملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان “الأغنية الوطنية ودورها في الأحداث السياسية”، الذي نظمته إدارة المسرح بالوزارة. ناقش الملتقى الدور المحوري للأغنية في توثيق تاريخ الأمة المصرية وتشكيل وعيها الجمعي، مؤكداً على مكانة مصر كقوة ناعمة وريادتها المستمرة في المنطقة. أبرز المشاركون كيف كانت الأغنية الوطنية رفيقاً للأحداث التاريخية ووسيلة لغرس القيم الوطنية في الأجيال المتعاقبة.

الأغنية الوطنية: سجل تاريخي وداعم للضمير الجمعي

أشارت الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس الملتقى، إلى أن الأغنية الوطنية مثلت على الدوام سجلًا للأحداث المصرية الكبرى، حيث تفاعل المبدع المصري مع كل لحظة تاريخية فارقة. وشددت الدكتورة ناهد على أن هذه الأغاني ليست مجرد أعمال فنية، بل هي رسائل سلام وأداة تربوية قيمة تذكر الأجيال الحالية بتضحيات الأجداد وبطولاتهم، مؤكدة أن الوطن هو الملاذ الذي يستحق كل تضحية وفداء.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. قرارات إزالة لتجاوزات البناء في غرب بورسعيد والساحل الشمالي

تأثير الأغنية الوطنية في وجدان الشعوب

تحدث الفنان والناقد الموسيقي حسين نوح عن القيمة الكبيرة للأغنية الوطنية وتأثيرها العميق في نفوس الجماهير. استعرض كواليس أغنية “مدد مدد شدي حيلك يا بلد”، مبرزاً كيف تساهم الأغنية الوطنية في تشكيل الوجدان الجمعي لدى الشعوب. كما أشاد بجهود المخرج خالد جلال في اكتشاف المواهب بمركز الإبداع الفني، مؤكداً على أهمية المسرح كرافد للفن الوطني.

من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكري، أن الأغنية الوطنية عكست دائمًا قيم المجتمع وقوة الضمير الجمعي، مجسدة الحوار الدائم بين الوطن والمواطن. كما نوهت إلى أن الجندي المصري يتميز بشجاعته الفريدة في الدفاع عن وطنه، وأن الجيش المصري لم يشهد أي انقلاب على شعبه عبر التاريخ.

اقرأ أيضًا: قرار جديد من المهن التمثيلية بشأن أزمة الفنانة بدرية طلبة

عبد الحليم حافظ: مطرب الثورة وصوت الأمة

تناولت الناقدة الفنية سمية عبد المنعم دور الفنان عبد الحليم حافظ في إثراء الأغنية الوطنية المصرية والعربية. أوضحت الكاتبة الصحفية أن عبد الحليم حافظ، الملقب بـ”مطرب الثورة”، قدم نمطًا مختلفًا من الأغاني الوطنية، وتعاون مع فريق متميز من الملحنين والشعراء لإلهاب حماس الجماهير خلال فترة حاسمة من تاريخ مصر، امتدت من ثورة يوليو 1952 حتى نصر أكتوبر 1973. وقدّم الراحل 67 أغنية وطنية تناولت قضايا وطنية وعربية متعددة، شملت:

  • أغانيه التي خلدت نصر أكتوبر.
  • أغانيه الداعمة للقضية الفلسطينية.
  • أغانيه المخصصة لثورات عدد من الدول العربية.

سيد درويش: ثورة غنائية ضد الاحتلال

أكد الأستاذ الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي، على الدور المحوري لسيد درويش وأغانيه الوطنية في مقاومة الاحتلال الإنجليزي. أوضح أن درويش أحدث ثورة غنائية موازية لثورة 1919، حيث كانت أغانيه مصدر إزعاج كبير للمحتل. نجح درويش في تبسيط الأغنية وإيصالها للناس، مما جعله يؤدي دورًا يشبه دور وسائل التواصل والإعلام في عصرنا الحالي، مانحًا الأغنية المصرية هويتها الموسيقية العربية. استحق درويش لقب “فنان الشعب” لأنه غنى لكل فئات المجتمع.

اقرأ أيضًا: لأول مرة يصرح.. أحمد كمال: الفن لا يقدم حلولًا | ويكشف تدريبه لنيللي كريم وباسم سمرة

أم كلثوم وإشعال الحماس الوطني

انتقل الكاتب والناقد الفني هيثم أبو زيد للحديث عن دور كوكب الشرق أم كلثوم في الأغنية الوطنية، مشيرًا إلى حرصها الشديد على اختيار الكلمات. ذكر أبو زيد أن أغاني أم كلثوم كانت تلهب حماس الجماهير، مستعرضًا أمثلة مثل “أغنية الجلاء” للشاعر أحمد شوقي، وأغنية “مصر تتحدث عن نفسها”. وأشار بشكل خاص إلى تفاعل آلاف الضباط معها في إحدى الحفلات وهم يرددون بصوت عالٍ بيت الشعر “وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا” من أغنية “سلوا قلبي”.

فقرات فنية تكرم الإرث الوطني الغنائي

قدمت فرقة كنوز بقيادة الفنان محمود درويش باقة من أشهر الأغاني الوطنية الخالدة التي أرخت لأحداث هامة في تاريخ مصر، وتغنى بها كبار الفنانين، ومنها:

اقرأ أيضًا: واتساب رسميًا: روسيا تحاول حجب تواصل ملايين المستخدمين

  • “أنا المصري”.
  • “لفي البلاد يا صبية”.
  • “الأرض بتتكلم عربي”.
  • “عاش اللي قال”.
  • “عظيمة يا مصر”.
  • “بلدي يا بلدي”.

واختتم الملتقى بتقديم مداخلات قيمة من الحضور، أثرت النقاش، وكان من بين المتحدثين الكاتب الصحفي شريف عارف، والشاعر الدكتور محمد رضوان هلال، والدكتورة أماني وهبة، والكاتبة اللبنانية ابتسام تامرجي، والإعلامية أمل عبد اللطيف، والدكتور مسعد عويس.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد ومكان تشييع جثمان الفنان سيد صادق

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *