لأول مرة في تاريخها.. مصر تطلق مدينة زراعية ذكية بالواحات | ثورة خضراء لتأمين مستقبل الغذاء

مصر تطلق مشروع “الواحة الذكية”، أول مدينة زراعية متكاملة تستخدم الذكاء الاصطناعي والري الذكي في الواحات البحرية بالجيزة. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة البيئية، محولًا الصحراء إلى مركز إنتاج زراعي حديث قادر على توفير ملايين الأطنان من الخضروات والفواكه سنويًا.

“الواحة الذكية”: رؤية مصرية لتحويل الصحراء إلى مركز إنتاج

أعلنت الحكومة المصرية عن بدء تنفيذ مشروع “الواحة الذكية” في الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، كخطوة غير مسبوقة نحو تحقيق الأمن الغذائي المستدام. يهدف المشروع إلى زراعة أكثر من 100 ألف فدان، معتمدًا على أحدث التقنيات لضمان إنتاج زراعي مستمر على مدار العام. هذه المدينة الزراعية المتكاملة ليست مجرد مزارع، بل هي مجتمع حيوي يضم مرافق متكاملة لدعم منظومة العمل والإنتاج.

اقرأ أيضًا: مفاجأة سعر الأرز الشعير اليوم في مصر بعد التحديث الأخير

  • مجتمعات سكنية مجهزة للعمال والمهندسين.
  • مراكز بحثية متخصصة في تطوير الزراعة الدقيقة.
  • مصانع حديثة لتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية.
  • أسواق تصديرية تربط مباشرة بموانئ البحر الأحمر والمتوسط.

تقنيات متطورة لدعم الزراعة المستدامة في الواحات

يعتمد مشروع “الواحة الذكية” على منظومة تقنية متكاملة وغير مسبوقة لتحقيق أعلى كفاءة إنتاجية وتقليل الفاقد في استخدام الموارد. يشكل الذكاء الاصطناعي عصب هذه المدينة الزراعية، حيث يدمج مع تقنيات الري الذكي والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى طرق الزراعة الحديثة.

  • الزراعة الرأسية: لزيادة المساحة المزروعة والاستفادة القصوى من الأراضي المتاحة.
  • الطاقة الشمسية: لتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام لتشغيل مرافق المدينة بالكامل.
  • تحليل البيانات المناخية: لضمان التنبؤ الدقيق بالظروف الجوية وتحسين إدارة المحاصيل.
  • الذكاء الاصطناعي: لإدارة ومراقبة جودة التربة، والتحكم الدقيق في معدلات الري والتسميد، ومتابعة نمو المحاصيل لحظة بلحظة لضمان أفضل جودة وكمية من الإنتاج.

أهداف استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي المصري

أكد وزير الزراعة أن مشروع “الواحة الذكية” يأتي ضمن خطة الدولة الشاملة لتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية وتعزيز الاكتفاء الذاتي من الغذاء. يمثل هذا المشروع نموذجًا عالميًا في تحويل التحديات البيئية مثل التصحر إلى فرص تنموية مستدامة، كما يوفر فرص عمل نوعية في مجالات التكنولوجيا الزراعية الحديثة. يُعد هذا التوجه جزءًا من خطة أوسع لتوسيع الرقعة الزراعية في مصر، بما في ذلك مشروعات قومية كبرى مثل “الدلتا الجديدة” و”مستقبل مصر”، التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة وشاملة.

اقرأ أيضًا: رسميًا: خطة اقتصادية طموحة.. وزير الزراعة يكشف: مصر تستهدف أن تصبح مركزًا إقليميًا للزراعة وقفزة في قيمة الصادرات

تأثير اقتصادي واجتماعي واسع النطاق للمدينة الزراعية الذكية

من المتوقع أن يُحدث مشروع “الواحة الذكية” نقلة نوعية في قطاع الزراعة المصري، مع توقعات بإنتاجية ضخمة واستيعاب أعداد كبيرة من السكان في مراحله الأولى. يعكس المشروع التزام الدولة بمفاهيم التنمية المستدامة، من خلال توفير خدمات تعليمية وصحية وثقافية متكاملة داخل المدينة لضمان جودة حياة عالية للعاملين والمقيمين.

المؤشرالتفاصيل (المرحلة الأولى)
مساحة الزراعة المستهدفةأكثر من 100 ألف فدان
عدد السكان المستوعبينأكثر من 50 ألف نسمة
الإنتاج السنوي المتوقع (خضروات وفواكه)أكثر من 2 مليون طن

مصر تقود الابتكار الزراعي وتتجه نحو التصدير

لا يقتصر طموح “الواحة الذكية” على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء فقط، بل يمتد ليشمل وضع مصر على خريطة الابتكار الزراعي العالمي. يتجه المشروع نحو تصدير المعرفة والتقنيات الزراعية الحديثة إلى الأسواق الناشئة، مما يعكس التزام الدولة بتطبيق مفاهيم التنمية المستدامة من خلال دمج الأبعاد البيئية والاجتماعية في التخطيط العمراني. هذا التوجه يسهم في إعادة توزيع السكان وتوفير فرص عمل جديدة، محققًا تنمية متوازنة بين الريف والحضر في مصر.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. الريال القطري يسجل ارتفاعًا أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة