قفزة مفاجئة.. النفط يتجاهل مخاوف المعروض ويرتفع بقوة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم، مدفوعة بتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في كل من أوروبا والشرق الأوسط. هذه المكاسب جاءت محدودة، حيث تترقب الأسواق بحذر تأثير زيادة المعروض النفطي العالمي وتوقعات تباطؤ الطلب، مما خلق معادلة صعبة بين دعم الأسعار وتراجعها.

أسعار النفط اليوم: تفاصيل الارتفاع

شهدت العقود الآجلة للخام ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، متأثرة بالمخاوف الجيوسياسية. ويوضح الجدول التالي تفاصيل هذه الزيادة:

التوترات الجيوسياسية في أوروبا تدعم أسعار النفط

أدت الأنباء المتداولة خلال عطلة نهاية الأسبوع حول تهديدات روسية بالقرب من الحدود البولندية، إلى إعادة المخاوف بشأن أمن الطاقة الأوروبي إلى واجهة اهتمامات المتعاملين. صرح مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لشركة “مومو” للاستثمار، أن هذه التطورات تذكر بالتهديدات المستمرة القادمة من الشمال الشرقي، وهو ما يدعم أسعار النفط العالمية.

من جانبه، أشار خبير النفط محمد الشطي في تصريحات إعلامية، إلى أن العقوبات الأوروبية المحتملة على مشتري النفط الروسي ستضع ضغطًا أكبر على الشركات الهندية مقارنة بالصينية. هذا السيناريو قد يؤدي إلى انخفاض حجم الإمدادات الروسية في الأسواق الدولية، مما يدفع أسعار النفط لمزيد من الصعود. وتأكيدًا على هذه التوترات، نشرت بولندا وحلفاؤها طائرات مقاتلة لحماية أجوائها بعد ضربات روسية استهدفت غرب أوكرانيا، بينما أعلنت إستونيا عن اختراق مقاتلات روسية لمجالها الجوي، ما استدعى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه التطورات الخطيرة.

تصاعد المخاوف بالشرق الأوسط وتأثيرها على إمدادات النفط

لم تقتصر التوترات على الساحة الأوروبية، فقد أثارت خطوة اعتراف أربع دول غربية بدولة فلسطينية ردود فعل غاضبة من إسرائيل. هذا التطور زاد من المخاوف بشأن استقرار منطقة الشرق الأوسط، التي تُعد من أبرز مراكز إنتاج وتصدير النفط عالميًا، مما يضيف طبقة أخرى من المخاطر الجيوسياسية التي تدعم أسعار النفط الخام.

تحديات المعروض النفطي العالمي تضغط على المكاسب

على الرغم من الدعم الذي تلقته أسعار النفط من التوترات الجيوسياسية، إلا أن التحديات المتعلقة بوفرة المعروض النفطي ما زالت قائمة وتحد من المكاسب. فقد تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1% عند إغلاق تعاملات الجمعة الماضية، في ظل توقعات بتباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) عن رفع العراق لصادراته تدريجيًا بعد التراجع في التخفيضات الطوعية المتفق عليها ضمن تحالف “أوبك+”. بلغ متوسط الصادرات العراقية في أغسطس نحو 3.38 مليون برميل يوميًا، مع توقعات بارتفاعها في سبتمبر لتتراوح بين 3.4 و3.45 مليون برميل يوميًا، مما يزيد من المعروض المتاح في الأسواق.

وأشار الخبير تيم إيفانز في نشرته المتخصصة “إيفانز أون إنرجي” إلى أن ارتفاع المخزونات النفطية خلال الأشهر الستة الماضية يؤكد أن العرض ما زال يتجاوز الطلب. هذا الوضع يضع الأسواق أمام معادلة صعبة تتمثل في التوازن بين التوترات الجيوسياسية التي تدفع الأسعار نحو الارتفاع، وزيادة المعروض النفطي الذي يضغط عليها نحو التراجع.