لأول مرة منذ عقود.. الكشف عن لوحة حجرية من مرسوم كانوب الشهير بموقع تل فرعون بالشرقية

في كشف أثري بارز، عثرت بعثة مصرية في موقع تل فرعون بمحافظة الشرقية على لوحة حجرية تمثل نسخة جديدة وكاملة من مرسوم كانوب الشهير، الذي أصدره الملك بطليموس الثالث عام 283 قبل الميلاد. يُعد هذا الاكتشاف هو الأكبر والأهم منذ أكثر من 150 عامًا، ويفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق للغة المصرية القديمة والمراسيم البطلمية.

لوحة مرسوم كانوب: تفرد في الكتابة الهيروغليفية

تُضاف هذه النسخة المكتشفة حديثًا إلى ست نسخ أخرى معروفة سابقًا من مرسوم كانوب، والتي عُثر على بعضها كاملًا والآخر غير مكتمل في مواقع أثرية مثل كوم الحصن وصان الحجر وتل بسطة. ما يميز هذه اللوحة الجديدة هو أنها منقوشة بالكامل بالخط الهيروغليفي فقط، على عكس معظم النسخ الأخرى التي كانت ثلاثية الخطوط وتحتوي على نصوص بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية معًا. هذا التفرد في طريقة الكتابة يتيح آفاقًا بحثية جديدة لفهم أعمق للغة المصرية القديمة، وتقديم معلومات إضافية قيمة حول المراسيم الملكية البطلمية وأنظمة الاحتفالات الدينية القديمة.

اقرأ أيضًا: مؤشرات تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. دليلك الشامل لأعلى نسب قبول وأبرز التخصصات المطلوبة

أسرار حكم بطليموس الثالث: ما يكشفه مرسوم كانوب

تحتوي النصوص المنقوشة على اللوحة على تفاصيل دقيقة وشاملة حول إنجازات وأعمال الملك بطليموس الثالث وزوجته الملكة برنيكي، اللذين كانا يُعرفان باسم “الإلهين الخيرين”. يكشف مرسوم كانوب عن عدة جوانب من حكمهما، منها:

* تقديم الهبات والعطايا السخية للمعابد المصرية.
* الحفاظ على السلام والاستقرار الداخلي في البلاد.
* تخفيف الأعباء الضريبية عن الشعب خلال فترات انخفاض منسوب النيل.
* تفاصيل أخرى تتعلق بإدارة الدولة والسياسات الملكية.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن المصروفات الدراسية 2026.. ومصير الطلاب المتخلفين عن السداد

وقد نص المرسوم أيضًا على ضرورة نسخ هذه اللوحات بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية ووضعها في أهم المعابد الكبرى المنتشرة في مصر.

وصف دقيق للوحة الأثرية المكتشفة في تل فرعون

اللوحة الحجرية التي اكتشفت في موقع تل فرعون مصنوعة من الحجر الرملي وتتميز بقمة مقوسة أنيقة. يبلغ طولها حوالي 127.5 سنتيمتر وعرضها 83 سنتيمتر، ويصل سمكها إلى حوالي 48 سنتيمتر. يتوج اللوحة قرص الشمس المجنح، الذي يتدلى منه اثنتان من حيّات الكوبرا الملكية المتوجة بالتاجين الأبيض والأحمر، ويرمز هذا التشكيل لتوحيد مصر العليا والسفلى. بين الكوبرتين، نُقش رمز “دي عنخ” الذي يعني “له الحياة”. الجزء الأوسط من اللوحة يحتوي على ثلاثين سطرًا من الكتابة الهيروغليفية، وقد نُفذت هذه النقوش بجودة نحت متوسطة، مما يعكس الأهمية الكبيرة للمرسوم في تلك الحقبة التاريخية.

اقرأ أيضًا: 106 خريجًا دفعة واحدة.. الإسماعيلية تشهد احتفال الجمعية الشرعية بتخريج حفظة القرآن الكريم