لسبب غير متوقع.. استبعاد طالب متفوق من التعيين بجامعة سوهاج بكلمة واحدة: “غير لائق”

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقوة قصة الشاب يوسف خلاف، الأول على دفعته بكلية الآداب بجامعة سوهاج، بعد استبعاده من التعيين كمعيد بالجامعة. يأتي هذا الاستبعاد عقب قرار تعيينه، والسبب المعلن هو ضعف شديد في بصره، ما أثار تساؤلات حول معايير اللياقة الطبية للمتفوقين أكاديميًا. هذه القضية تصدرت “التريند” وأثارت تعاطفًا واسعًا مع يوسف خلاف ومطالبة بحقه.

تفوق أكاديمي وصدمة الاستبعاد من التعيين

عبر يوسف خلاف عن شعوره العميق بالحزن والألم، فبعد صدور قرار تعيينه معيدًا بقسم التاريخ والحضارة بكلية الآداب بجامعة سوهاج، غمرته الفرحة الغامرة التي طالما انتظرها. هذا التعيين كان تتويجًا لسنوات طويلة من الجهد والسعي والصبر، حيث حافظ يوسف على صدارة دفعته الأكاديمية طوال سنوات دراسته الجامعية. وبمجرد صدور القرار، باشر يوسف إجراءات تسليم أوراق استلام العمل، وأكمل كل المتطلبات باستثناء ورقة الكشف الطبي التي كانت هي العائق الأكبر.

اقرأ أيضًا: قبول مفاجئ.. نتيجة المدينة الجامعية جامعة الأزهر 2026 | هل اسمك ضمن قائمة المقبولين؟

ضعف البصر بسبب “المهق” وعقبة الكشف الطبي

توجه يوسف خلاف إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج لإجراء الفحص الطبي، حيث كانت جميع الفحوصات سليمة باستثناء فحص طبيب العيون. كشف الفحص عن ضعف شديد في قوة الإبصار لديه، وهي حالة يعرفها يوسف جيدًا لارتباطها بوضعه الصحي المعروف باسم “المهق” أو “الألبينو” أو “الألبينزم”. هذه الحالة تتميز بغياب صبغة الميلانين في الجلد والشعر والعينين، مما يمنح البشرة والشعر لونًا أبيض ويسبب ضعفًا حادًا في النظر. هذا الضعف الشديد جعل الأمل في الحصول على تقرير “لائق” ضئيلًا جدًا، حتى أن إحدى الطبيبات اقترحت عليه الحصول على “استثناء من المحافظ” بعد مراجعة قياسات نظره.

محاولات يوسف خلاف لتقديم التماس وتظلم

شعر يوسف بخيبة أمل كبيرة وتساءل كيف يمكن لإنسان اجتهد وتفوق وكان الأول على دفعته أن يحتاج إلى استثناء لكي يحصل على حقه في التعيين. لم يستسلم يوسف وقام بعدة خطوات لمواجهة هذا القرار:

اقرأ أيضًا: توجيه جديد في المنيا.. محافظ المنيا: شراكات الدولة والمجتمع المدني قلب التنمية المستدامة بالصعيد

  • تقدم بالتماس إلى مكتب رئيس الجامعة، وكان الرد عليه بضرورة تقديم تظلم في القومسيون الطبي.
  • ذهب إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج لإبلاغ رئيس اللجنة الطبية برغبته في عمل تظلم، لكنه قوبل بالرفض حيث أخبره رئيس اللجنة بأن استمارة الكشف نهائية ولا مجال للتظلم، وأنه من الصعب جدًا أن يكون “لائقًا” بسبب ضعف بصره الشديد.
  • حاول مقابلة رئيس الجامعة شخصيًا لإيجاد حل بديل أو لإنهاء هذا المأزق الذي أصبح متأزمًا، لكنه لم يتمكن من ذلك رغم انتظاره لأيام عديدة أمام مكتبه.

تلقى يوسف إفادة بأن مشكلته تكمن مع القومسيون الطبي وليس مع الجامعة، وفي المقابل، كان القومسيون يخبره بأن الأمر انتهى لديهم ويعود للجامعة. هذا الوضع ترك يوسف في حلقة مفرغة، وشعر بالتمييز عن زملائه الذين استلموا أعمالهم كمعيدين في باقي أقسام الكلية منذ شهر تقريبًا.

جدل اللياقة الطبية وحق التفوق العلمي

أكد يوسف خلاف على أن العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ، رغم إعاقاتهم الجسدية، أضاءوا العالم بعقولهم، وذكر أمثلة مثل عميد الأدب العربي طه حسين والعالم الفيزيائي ستيفن هوكنج وغيرهم الكثير. يشدد يوسف على أن جوهر العلم والتفوق يعتمد في النهاية على العقل والقدرة الفكرية، وليس على المعايير الصارمة لـ “اللياقة الطبية” التي قد لا تتناسب مع حالات خاصة. كما لفت إلى أنه لم يمتحن قط في لجنة خاصة طوال حياته الدراسية، ولم يطلب يومًا تكبير الخط في الامتحانات، بل كان يتسلمها بنفس حجم الخط كباقي زملائه. يطالب يوسف بحقه في التعيين كأول المستحقين، متسائلاً: هل من المنطق والعقل أن يتم استبعاد متفوق أكاديمي بهذه الطريقة؟

اقرأ أيضًا: توجيهات عاجلة.. السيسي ومحمد بن سلمان يدفعان نحو تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية