قفزة تكنولوجية.. روسيا تبتكر مادة تمتص 90% من إشعاعات الترددات الراديوية | كيف سيغير هذا عالمنا؟
نجح علماء من جامعة تومسك الروسية في تطوير مادة مركبة ثنائية الطبقات قادرة على امتصاص أكثر من 90% من الإشعاع الكهرومغناطيسي الضار، وذلك ضمن نطاق ترددي واسع يتراوح من 4 إلى 12 غيغاهرتز. ويمثل هذا الابتكار، الذي لا يتجاوز سمكه 3 ملم، تقدمًا كبيرًا في حماية المعدات والأشخاص من التأثيرات السلبية للانبعاثات الراديوية، ويسهم في توفير حلول فعالة لتقليل الإشعاع دون الحاجة لتعديل تصميم الأجهزة الإلكترونية.
تقنية روسية رائدة لمكافحة الإشعاع الكهرومغناطيسي
تواجه الأجهزة الإلكترونية العاملة بترددات راديوية تحديًا كبيرًا يتمثل في الإشعاع الكهرومغناطيسي، الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على أدائها وعلى صحة الأفراد القريبين منها. ففي عام 2025، لا تزال الحاجة ملحة لتطوير حلول مبتكرة لتقليل هذه الانبعاثات. وفي السابق، كانت معظم المواد الماصة للرادار، وخاصة تلك المعتمدة على الفريت، تعمل بكفاءة ضمن نطاقات ترددية ضيقة جدًا، مثل 4 إلى 6 غيغاهرتز فقط، مما يحد من إمكانية استخدامها على نطاق واسع في التطبيقات الحديثة.
ابتكار متعدد المكونات بكفاءة امتصاص غير مسبوقة
أوضح دميتري فاغنر، الأستاذ المشارك بقسم الإلكترونيات الراديوية في جامعة تومسك، أن هدف الفريق كان توسيع نطاق التردد الذي يمكن للمادة امتصاص الإشعاع فيه. وقد تم تحقيق ذلك عبر تحديد التركيب والسمك الأمثل لكل طبقة من الطبقات المركبة. وتُعد المادة المبتكرة، وهي مركب متعدد المكونات ثنائي الطبقة، الأكثر فعالية حتى الآن، بقدرتها على امتصاص أكثر من 90% من الإشعاع الكهرومغناطيسي ضمن نطاق ترددي يتراوح بين 4 إلى 12 غيغاهرتز. يمثل هذا النطاق الواسع إنجازًا غير مسبوق في مجال المواد الماصة للرادار، خاصة وأن سمك المادة لا يتعدى 3 ملم.
تصنيع مكونات معقدة محليًا يعزز الابتكار
من الجوانب الهامة في هذا التطور، هو قدرة فريق البحث على تصنيع جميع المكونات الداخلية للمادة بأنفسهم. ويشمل ذلك إنتاج الهيكسافيريتات ذات التركيبات والهياكل المعقدة، والتي لا تُنتج تجاريًا في الوقت الحالي. هذا النهج لا يضمن الجودة والتحكم الكامل في الخصائص الفيزيائية للمادة فحسب، بل يؤكد أيضًا على الخبرة العميقة للفريق في علم المواد والإلكترونيات، مما يضيف مصداقية كبيرة للنتائج البحثية.
تطبيقات واسعة لمادة امتصاص الرادار الجديدة
يمكن تطبيق هذه المادة المتطورة بشكل فعال على جدران الأجهزة الإلكترونية أو استخدامها كفواصل واقية أثناء عملية التجميع. وبذلك، تساهم في خفض طاقة الإشعاع إلى المستويات المحددة وفقًا للمعايير الحكومية دون المساس بالتصميم الأصلي للجهاز. تُشير النتائج الأولية التي نُشرت في مجلة “Materials Chemistry and Physics” المرموقة (Q1) إلى إمكانات هائلة لهذه المادة في تحسين الأمان الكهرومغناطيسي لمجموعة واسعة من الأجهزة، مما يعود بالنفع على المستخدمين والمشغلين على حد سواء.