عاجل: وفاة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي، رمز الشارقة يرحل

أعلن ديوان حاكم الشارقة عن رحيل الشيخ سلطان بن خالد بن محمد القاسمي يوم الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥، وهو ما يمثل طيّ صفحة من تاريخ أسرة القواسم العريقة في الإمارة، حيث تقرر إقامة صلاة الجنازة صباح الثلاثاء في مسجد الملك فيصل بالشارقة عند الساعة العاشرة، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة الجبيل، وقد أعلنت الإمارة الحداد الرسمي لثلاثة أيام مع استقبال العزاء للرجال في مجلس الشيخ فيصل بن خالد القاسمي بمنطقة الرملة.

الشيخ سلطان بن خالد القاسمي: سيرة ومكانة

ينتمي الشيخ سلطان بن خالد القاسمي إلى واحدة من أعرق العائلات الحاكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو الابن الثالث للشيخ خالد بن محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة الراحل الذي حكم بين عامي ١٩٢٧ و ١٩٧٢، وقد لعب والده دورًا محوريًا في تأسيس دولة الإمارات حيث كان أحد الموقعين على الدستور المؤقت في ٢ ديسمبر ١٩٧١، وذلك قبل أن تنتهي فترة حكمه بأحداث مأساوية إثر محاولة انقلاب فاشلة عام ١٩٧٢ قادها ابن عمه الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، الأمر الذي شكل نقطة تحول في تاريخ الإمارة.

عائلة القواسم: إرث سياسي واجتماعي عريق

تنحدر أسرة الشيخ سلطان بن خالد القاسمي من عائلة القواسم ذات التاريخ السياسي والاجتماعي العريق، وهي التي أسهمت بدور جوهري في ترسيخ أركان الاتحاد الإماراتي منذ بداياته، وله ثلاثة أشقاء بارزين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الإمارة ودولة الإمارات، فكل منهم كان له دوره وتاريخه الخاص الذي يستحق الذكر.

• الشيخ فيصل بن خالد القاسمي: شغل سابقًا منصب وزير الشباب والرياضة في الإمارات.
• الشيخ محمد بن خالد القاسمي: ترأس اتحاد تنس الطاولة حتى وفاته عام ١٩٩٦ إثر حادث إطلاق نار أثناء حضوره إحدى المباريات.
• الشيخ أحمد بن خالد القاسمي: استشهد مع والده في أحداث الانقلاب عام ١٩٧٢.

دور أسرة القواسم في تأسيس دولة الإمارات

شاركت أسرة القواسم بفاعلية في المفاوضات والاجتماعات التي مهّدت لقيام الاتحاد الإماراتي، حيث كان لوالد الفقيد دور بارز في تلك المرحلة التاريخية الحاسمة، ثم تولى شقيقه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حكم إمارة الشارقة منذ يناير ١٩٧٢ وحتى اليوم، ليواصل بذلك مسيرة البناء والتطوير ويحقق نهضة شاملة للإمارة التي أصبحت منارة للعلم والثقافة.

إسهامات الشيخ سلطان بن خالد في المجتمع

رغم أن الشيخ سلطان بن خالد لم يتولَّ الحكم بشكل مباشر، إلا أنه ظل فاعلًا ومؤثرًا في دعم المبادرات الوطنية والاجتماعية داخل إمارة الشارقة، عُرف بتفانيه في خدمة المجتمع وتمسكه بالقيم الدينية والوطنية الأصيلة التي تميّزت بها الأسرة الحاكمة، فكان حاضرًا بفعالية في العديد من الأنشطة التي ساهمت في النهضة التنموية الشاملة للإمارة على مر السنين.

مراسم الجنازة والحداد الرسمي في الشارقة

أكد ديوان حاكم الشارقة أن مراسم الجنازة ستُقام صباح الثلاثاء في مسجد الملك فيصل، فيما سيوارى جثمان الشيخ سلطان بن خالد القاسمي الثرى في مقبرة الجبيل بالشارقة، كما تقرر الحداد الرسمي لثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام في جميع أنحاء الإمارة، وسيتم استقبال العزاء للرجال في مجلس الشيخ فيصل بن خالد القاسمي بمنطقة الرملة، وهو ما يعكس التقدير والاحترام الكبير لشخصه ومكانته.

إرث وذكرى الشيخ سلطان بن خالد القاسمي الباقية

يمثل رحيل الشيخ سلطان خسارة كبيرة لأسرة القواسم ولأبناء الشارقة جميعًا، فتعيد هذه الوفاة للأذهان التضحيات الجليلة التي قدّمتها الأسرة في سبيل حماية استقرار الإمارة والحفاظ على وحدة الدولة منذ تأسيسها، خاصة خلال أحداث عام ١٩٧٢ التي شهدت فقدان عدد من أفرادها، ويظل الشيخ سلطان بن خالد القاسمي رمزًا لمرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الشارقة ودولة الإمارات، حيث ساهم مع أسرته في تعزيز وحدة الدولة والحفاظ على القيم الوطنية والاجتماعية، لتبقى ذكراه وإرثه حاضرين في وجدان الشعب الإماراتي والمجتمع العربي بأسره، لتختتم بذلك رحلة حياة حافلة بالوفاء والالتزام، تاركًا أثرًا خالدًا في تاريخ إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.