ما وراء الترند الوهمي.. تيك توكر تتلاعب بمشاعر المتابعين لحصد الريتش على السوشيال ميديا

أثارت تيك توكر تُدعى “جميلة” جدلاً واسعًا بعد استغلالها لمشاعر الجمهور عبر بث مباشر ادعت فيه عجزها عن دفع مصاريف دراسة أبنائها الثلاثة، مطالبة بوزير التربية والتعليم رفع الغياب عنهم. ورغم التعاطف الكبير الذي لاقته استغاثتها في البداية، سرعان ما تكشفت حقيقة تلاعبها بالمشاعر لتحقيق مشاهدات و”ريتش” على منصات التواصل الاجتماعي، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول أخلاقيات صناعة المحتوى.

تفاصيل استغاثة التيك توكر المثيرة للجدل

خرجت سيدة تُدعى “جميلة” مؤخرًا في بث مباشر على منصة تيك توك الشهيرة، وهي تذرف الدموع وتستغيث بوزير التربية والتعليم. أعلنت السيدة خلال البث عن عجزها التام عن دفع مصاريف الدراسة لأبنائها الثلاثة، كما طالبت برفع الغياب عن التلاميذ لعدم قدرتها على تحمل أعباء الانتقالات والوجبات المدرسية التي تعتبر جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية. لاقت هذه الاستغاثة تعاطفًا شعبيًا واسعًا، وتداولها آلاف المستخدمين عبر مختلف منصات السوشيال ميديا، حيث اعتبرها الكثيرون بمثابة جرس إنذار جديد يسلط الضوء على معاناة الأسر البسيطة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد.

اقرأ أيضًا: الكشف الأول.. صور مسربة تعرض تصميم Galaxy S26 Pro المرتقب من كافة الجوانب

الكشف عن حقيقة استغلال المشاعر لتحقيق “الترند”

لم يدم التعاطف طويلًا، فسرعان ما تكشفت مفاجأة صادمة هزت الرأي العام. بفضل تتبع الحساب الإلكتروني للسيدة “جميلة”، تبين أنها في الأصل تيك توكر شهيرة ومعروفة، اعتادت على تصوير العديد من مقاطع الفيديو بغرض جني المال وتحقيق مزيد من التفاعل والشهرة. يضم حسابها على تيك توك آلاف المتابعين، واتضح أن هذه الاستغاثة المؤثرة لم تكن سوى محتوى تمثيلي ومخطط له بهدف زيادة التفاعل ومعدلات المشاهدة. والدليل الأكبر على ذلك هو قيامها بحذف الفيديو فور انتشاره الواسع، في إشارة واضحة إلى أن الهدف الحقيقي من وراء هذا المحتوى لم يكن سوى تحقيق مشاهدات إضافية على حساب مشاعر الناس وقضاياهم الحقيقية.

هذه الواقعة المؤسفة أعادت للأذهان تساؤلات جوهرية حول أخلاقيات صناعة المحتوى الرقمي وتأثيرها على المجتمع. ومن أبرز هذه التساؤلات ما يلي:

اقرأ أيضًا: فقط 8 خطوات: أعد إحياء هاتف آيفون القديم ليصبح وكأنه جديد تمامًا من المتجر

  • إلى أي مدى يمكن أن يصل بعض صناع المحتوى في استغلال مشاعر الناس؟
  • وهل باتت معاناة الأبناء ورقة ربحية تُستخدم بلا ضمير من أجل تحقيق “الترند”؟

ورغم أن الفيديو المثير للجدل سلط الضوء بالفعل على معاناة حقيقية تعيشها آلاف الأسر المصرية التي تواجه صعوبة في تدبير تكاليف الدراسة، إلا أن استخدام هذا الألم كوسيلة للربح المادي، اعتبره الكثيرون ابتزازًا عاطفيًا يفقد القضية الإنسانية مصداقيتها ويضر بمن يحتاجون للدعم الفعلي.

تأثير هوس الترند الرقمي على مصداقية المحتوى

لم يعد مصطلح “الترند” مجرد كلمة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بل تحول إلى هوس حقيقي يسيطر على عقول العديد من صُنّاع المحتوى الذين يسعون خلفه بكل الطرق الممكنة، حتى وإن كان الثمن هو المتاجرة بالكرامة الإنسانية أو استغلال الأبناء والأزمات الشخصية لتحقيق أكبر عدد من المشاهدات والمكاسب المالية. في السنوات الأخيرة، تصاعدت ظاهرة “المحتوى الموجه للترند” بشكل ملحوظ، حيث يلجأ البعض إلى تمثيل المعاناة أو تلفيق قصص استغاثة مؤثرة، أو حتى المتاجرة بمشاعر الأبناء بشكل علني أمام الكاميرات، وذلك بهدف وحيد وهو كسب تعاطف الجمهور وزيادة التفاعل على حساباتهم. للأسف، هذه السلوكيات لم تعد حالات فردية معزولة، بل تحولت إلى موجة سائدة تُهدد بشكل مباشر مصداقية أي استغاثة حقيقية تظهر على منصات السوشيال ميديا.

اقرأ أيضًا: عودة غير متوقعة.. تردد قناة ميكي كيدز 2025 لمتابعة مغامرات توم وجيري وأفلام ديزني

النتائج السلبية لهوس الترند وفقدان الثقة المجتمعية

المشكلة الأخطر التي تنجم عن هذه الأفعال هي الأثر السلبي البالغ الذي تتركه على نسيج المجتمع ككل. فمع تكرار هذه الحوادث، يفقد الناس تدريجيًا استعدادهم وقدرتهم على تصديق من يعاني بالفعل من أزمات حقيقية. فحين يظهر شخص أو أسرة في أزمة حقيقية تستدعي الدعم والمساعدة، يصبح الشك هو رد الفعل الأول الطبيعي، وليس التعاطف، وذلك بسبب التجارب السابقة المريرة مع مقاطع الفيديو “المفبركة” التي كان هدفها الوحيد تحقيق “الريتش” والشهرة الزائفة. يحذر الخبراء باستمرار من أن هذا “هوس الترند” المستمر يحول القضايا الإنسانية النبيلة إلى مجرد سلعة ربحية رخيصة، ويفرغها من مضمونها العميق والإنساني، كما أنه يلحق ضررًا بالغًا بمن يحتاجون بالفعل إلى الدعم والمساندة العاجلة. ففي الوقت الذي يستغل فيه البعض ألمًا مزيفًا لتحقيق مشاهدات ومكاسب، هناك آلاف الأسر التي تعيش ألمًا حقيقيًا بعيدًا عن الأضواء والضجيج، ولا تجد من يسمع صوتها أو يقدم لها يد العون.

ويبقى السؤال الملِح الذي يطرح نفسه بقوة: متى يدرك صناع المحتوى أن الترند مهما علا شأنه هو أمر زائل لا محالة، وأن المصداقية هي الرصيد الحقيقي والثمين الذي يبقى ويصنع الفارق، بينما خسارة ثقة الجمهور قد لا يعوضها أي عدد من المشاهدات الوهمية؟ ومتى نضع ك مجتمع ضوابط واضحة وقوية تحمينا من المتاجرة بمعاناة الأبناء والضعفاء تحت شعار “المحتوى” الذي فقد بوصلته الأخلاقية؟

اقرأ أيضًا: قفزة نوعية في الأداء.. تسريبات جديدة تكشف عن قوة Galaxy Tab S11 Ultra الهائلة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *