تطور غير مسبوق.. أسعار الذهب تصل لأعلى مستوى على الإطلاق | السر وراء قوة الطلب التي دفعت الصعود
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا يوم الاثنين، مدفوعةً بتوجه المستثمرين نحو الملاذ الآمن بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وإشارته إلى إمكانية تبني المزيد من سياسات التيسير النقدي. يتزامن هذا الصعود مع ترقب الأسواق لسلسلة من خطابات مسؤولي الفيدرالي وبيانات التضخم الأمريكية الرئيسية التي ستصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يضيف زخمًا لتوقعات أسعار المعدن النفيس.
ارتفاع قياسي في أسعار الذهب العالمية
شهد سعر الذهب الفوري قفزة بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,709.29 دولار للأونصة، مسجلًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,711.55 دولار في تعاملات الاثنين. كما ارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 1%، لتصل إلى 3,743.40 دولار للأونصة. هذا الارتفاع يأتي في سياق يركز فيه المتداولون على احتمالية استمرار صعود الأسعار حتى نهاية العام الجاري.
وصرح تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، بأن الذهب يستعيد توازنه اليوم مع ترقب المتداولين لارتفاعات إضافية في الأسعار مدفوعة بتوقعات تخفيضات مستقبلية لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وأشار ووترر أيضًا إلى أن عمليات الشراء المستمرة من جانب البنوك المركزية عالميًا تظل داعمًا أساسيًا لزخم المعدن الأصفر.
سياسة الاحتياطي الفيدرالي تدعم بريق الذهب
خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأربعاء الماضي، ورغم تحذيره من استمرار التضخم، إلا أن الأسواق فسرت هذه الخطوة كإشارة محتملة لمزيد من التيسير النقدي. يتجه المستثمرون نحو الذهب عندما تنخفض أسعار الفائدة أو يتوقع انخفاضها، حيث يصبح الاحتفاظ بالمعدن الذي لا يدر عائدًا أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى.
توقعات المستثمرين بخصوص أسعار الفائدة الأمريكية
يتوقع المستثمرون على نطاق واسع خفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام، بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما، وذلك وفقًا لأداة CME FedWatch:
- خفض في شهر أكتوبر باحتمالية 93%.
- خفض آخر في شهر ديسمبر باحتمالية 81%.
هذه التوقعات تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن واستثمار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
محركات إضافية تدعم صعود الذهب
لم يقتصر صعود أسعار الذهب على قرارات الفيدرالي فقط، فقد ارتفعت أسعار السبائك بنحو 42% هذا العام، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية:
- عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي.
- عمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية حول العالم.
- التيسير في السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية.
أشار ووترر إلى أن المعدن النفيس قد يصل إلى مستويات مرتفعة جديدة هذا الأسبوع إذا استمرت بيانات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة في دعم النظرة “الحمائمية” للاحتياطي الفيدرالي، والتي تشير إلى سياسة نقدية أكثر تساهلاً.
ترقب بيانات التضخم وخطابات مسؤولي الفيدرالي
تترقب الأسواق بحذر بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي، والذي سيصدر يوم الجمعة. كما ينتظر المستثمرون خطابات ما لا يقل عن اثني عشر مسؤولًا في الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بمن فيهم رئيس البنك جيروم باول يوم الثلاثاء. هذه التصريحات والبيانات ستوفر رؤى إضافية حول التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية للبنك، والتي بدورها ستؤثر على مسار أسعار الذهب.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
شهدت المعادن الثمينة الأخرى أيضًا ارتفاعات ملحوظة، مستفيدة من نفس العوامل التي دعمت صعود الذهب:
المعدن | الارتفاع | السعر الحالي للأونصة |
الفضة الفورية | 1.3% | 43.64 دولار (قرب أعلى مستوى في 14 عامًا) |
البلاتين | 1.2% | 1,420.48 دولار |
البلاديوم | 1.2% | 1,163.24 دولار |