لأول مرة يتحدث: سميح ساويرس يكشف سر شعوره بالملل بعد تحقيق أهدافه الكبرى في الحياة.. وهل الثروة حقاً 60% حظ؟

يحيي رجل الأعمال المهندس سميح ساويرس حفلاً موسيقياً للبيانو بمصاحبة الأوركسترا الفيلهارموني المصرية في دار الأوبرا المصرية، بهدف التبرع بكامل عائداته لصالح جمعية الهلال الأحمر، تضامناً مع أهالي غزة ودعماً لهم. هذه المشاركة الفنية تأتي بعد أن تعلم ساويرس العزف على البيانو في سن التاسعة والخمسين، مدفوعاً بالبحث عن تحدٍ جديد بعد مسيرة مهنية حافلة.

دافع سميح ساويرس لتعلم البيانو في سن متأخرة

أوضح المهندس سميح ساويرس أن قرار تعلم العزف على البيانو في سن متقدمة جاء نتيجة شعوره بالملل الذهني ورغبته في خوض تحدٍ جديد. فبعد أن حقق معظم أهدافه في الحياة من مشاريع وأبناء وإنجازات، شعر بحاجته إلى مسار مختلف. ورغم أنه فكر في البداية في تجربة السفر إلى الفضاء، إلا أنه تراجع عن هذه الفكرة واصفاً إياها بـ “وجع دماغ بلا نتيجة”، ليختار الموسيقى طريقاً له. وكشف ساويرس عن أنه كان دائم الحضور لحفلات الأوبرا منذ صغره، لكنه شعر بالخجل من عدم إتقانه أي آلة موسيقية رغم حبه الشديد للموسيقى الكلاسيكية، وهو ما دفعه في النهاية لاتخاذ قرار دراسة الموسيقى وتعلم العزف على البيانو.

اقرأ أيضًا: الظهور الأول.. ملامح جديدة تخطف الأنظار في بي ام دبليو الفئة السابعة 2027

محطات من حياة ساويرس: دروس من الماضي

تحدث سميح ساويرس عن عملية التفكير التي سبقت قراره بتعلم الموسيقى، حيث استعرض ندمه على بعض الأمور في حياته محاولاً تغيير ما يمكن تغييره. واكتشف ثلاثة أمور ندم عليها، اثنان منها لم يستطع تعديلهما:

  • إجراؤه عملية جراحية في صغره “لم يكن لها معنى”، وتسببت في عدم قدرته على رفع قدمه اليمنى منذ ذلك الحين.
  • رفضه عرضاً في عام 2008 ببيع جزء صغير من شركته مقابل مبلغ كبير، وذلك في وقت ازدهار سوق العقارات، قبل أن تضرب الأزمة المالية العالمية القطاع وتنهار الأسعار.
  • تأجيله تعلم الموسيقى لسنوات طويلة رغم شغفه بها، حتى قرر في النهاية تعويض ذلك بتعلم العزف على البيانو.

رحلة حول العالم وأهداف سميح ساويرس الشخصية

منذ صغره، اعتاد سميح ساويرس على وضع قائمة واضحة لأهدافه، كان من أبرزها رحلة حول العالم بالمركب لمدة عام كامل. أكد ساويرس أن هذا الحلم راوده منذ أن قرأ كتاب “حول العالم في 200 يوم” لأنيس منصور وهو في الخامسة عشرة من عمره. وعلى الرغم من أنه لم يتمكن من تنفيذ الفكرة في شبابه بسبب ضيق الوقت أو قلة المال، إلا أنه حققها في عمر الثامنة والخمسين بعدما انتهى أبناؤه الكبار من دراستهم الجامعية. وقد اصطحب أبناءه الصغار معه على متن المركب بصحبة مدرسين، حيث أدوا امتحاناتهم عبر الإنترنت. وفي سياق آخر، كشف ساويرس عن أنه لم يتلقَ أي مديح من والده طوال حياته، باستثناء مرة وحيدة عند افتتاح فندق للعائلة في سويسرا، موضحاً أن أسرته لا تُكثِر من الإطراء، وأن كلمة “برافو” نادراً ما تُقال بينهم.

اقرأ أيضًا: جريمة بشعة تهزّ المجتمع: تفاصيل جديدة حول وفاة طفلة بعذاب مروّع على يد والدها

واستعرض رجل الأعمال تجربته في العمل خلال فترة الدراسة، حيث عمل في عدة وظائف شملت “ويتر” و”غسّال أطباق” و”بار مان”. كما عمل في الترجمة للعربية وكانت من أفضل التجارب التي مر بها، وحقق منها دخلاً كبيراً وقتها يعادل راتب مدير شركة.

فلسفة ساويرس حول الثروة والتحرر من الماديات

يعتقد سميح ساويرس أن الثروة تعتمد بنسبة 60% على الحظ، و13% على الذكاء، معتبراً أن الادعاء بأن الثراء مرجعه الأساسي إلى الذكاء أمر مبالغ فيه. وأضاف أنه تحرر من الماديات، فلم تعد تمثل له متعة بعدما حصل على ما يحتاجه. فبالنسبة له، المركب ضرورية للبحر، لكن ليس مهماً أن تكون الأحدث، وكذلك السيارة، ويشعر بأن شراء الجديد يُشعره بالذنب وكأنها أموال مهدرة.

اقرأ أيضًا: أمطار رعدية.. حالة الطقس اليوم الجمعة 8 أغسطس في السعودية

حلم سميح ساويرس الجديد: من بناء الجونة إلى الإخراج السينمائي

لم يتوقف طموح سميح ساويرس عند هذا الحد، فقد وضع لنفسه حلماً جديداً بعد العزف على البيانو ليتجنب الوقوع في الملل مرة أخرى. هذا الحلم يتمثل في خوض تجربة الإخراج السينمائي، وقد جاءته الفكرة من مهرجان الجونة السينمائي. يعتبر ساويرس أن صناعة فيلم جيد أصعب بكثير من بناء مدينة الجونة بأكملها. وقد كتب بالفعل عدة أفكار، ويسلمها حالياً لمتخصصين لتحويلها إلى سيناريوهات، مؤكداً أنه لا يرغب في التعمق في مجال لا يتقنه، وأن خوضه هذه التجربة منحه احتراماً كبيراً لصناعة السينما.

اقرأ أيضًا: وداعًا للاحتكار.. قائمة القنوات المفتوحة الناقلة للدوري الإنجليزي 2025-2026

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *