كفاءة غير مسبوقة 90%.. مادة جديدة تغير قواعد التعامل مع الترددات الراديوية
ابتكر علماء من جامعة تومسك الروسية مادة رائدة بسماكة 3 ملم فقط، تتميز بقدرتها الفائقة على امتصاص أكثر من 90% من إشعاعات الترددات الراديوية ضمن نطاق واسع يتراوح بين 4 و12 غيغاهرتز. هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في حماية الأجهزة الإلكترونية والأشخاص من التأثيرات السلبية للإشعاع الكهرومغناطيسي المتزايد في عالمنا الرقمي اليوم.
الضرورة العلمية: حماية الأجهزة والأشخاص من الإشعاع الكهرومغناطيسي
تُشكل الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة العاملة بالترددات الراديوية تحديًا مستمرًا، حيث يمكن أن تؤثر سلبًا على كفاءة المعدات نفسها وصحة الأفراد القريبين منها. ولطالما كانت المركبات الماصة للرادار حلًا فعالًا وشائعًا لخفض طاقة هذه الإشعاعات، مما يساهم في تقليلها إلى المستويات الآمنة والمحددة دون الحاجة إلى إعادة تصميم كامل للجهاز. ويمكن دمج هذه المواد بسهولة ضمن تصميم الأجهزة، سواء بتطبيقها على الجدران الداخلية أو استخدامها كفواصل واقية خلال عملية التجميع لتعزيز حماية الأجهزة من الإشعاع الكهرومغناطيسي.
جامعة تومسك تنجح في تطوير مادة امتصاص راديوية فائقة الكفاءة
في إطار هذا التحدي، أعلن الدكتور دميتري فاغنر، الأستاذ المشارك في قسم الإلكترونيات الراديوية بجامعة تومسك، عن ابتكار مادة مركبة متعددة المكونات ثنائية الطبقة تعتبر الأكثر فعالية في تقليل إشعاعات الترددات الراديوية. وأوضح فاغنر أن المواد التقليدية لامتصاص الرادار عادة ما تعمل في نطاق ترددي ضيق، مثل من 4 إلى 6 غيغاهرتز، لكن الهدف الأسمى لفريقه كان توسيع هذا النطاق بشكل كبير لزيادة إمكانية استخدام المادة الممتصة على نطاق أوسع.
لتحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق في تقليل الإشعاع، قام العلماء بتحديد التركيب الأمثل والسمك الدقيق لكل طبقة مركبة بدقة عالية. والنتيجة كانت مادة بسماكة 3 ملم فقط، قادرة على امتصاص أكثر من 90% من الإشعاع الكهرومغناطيسي ضمن نطاق ترددي واسع جدًا يتراوح من 4 إلى 12 غيغاهرتز. وأكد فاغنر: “نجحنا في صنع مادة بسماكة 3 ملم تتمتع بنطاق امتصاص واسع للغاية، وهو أمر لم يسبق تحقيقه من قبل في هذا المجال”. هذا الابتكار يضع حلًا عمليًا وفعالًا لمشكلة تلوث الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تزداد مع انتشار الأجهزة اللاسلكية وتساهم في تحسين حماية الإلكترونيات والأفراد.