55 مليار طن متري.. تطور جديد يهز أسواق المعادن العالمية | الكشف عن أكبر احتياطي خام حديد بالتاريخ

اكتشفت أستراليا مؤخرًا أكبر رواسب لخام الحديد في تاريخها، والتي تقدر بنحو 55 مليار طن متري وتصل قيمتها إلى 5.7 تريليونات دولار أمريكي في منجم هامرسلي. هذا الاكتشاف الضخم يعزز مكانة أستراليا بقوة كمركز عالمي رئيسي لتوريد الحديد عالي الجودة، مما يبشر بتحولات كبرى في سوق التعدين العالمي ويؤثر إيجابًا على الاقتصاد الدولي وصناعة الصلب.

اكتشاف خام الحديد الأسترالي: دفعة قوية للاقتصاد العالمي

تُعد خامات الحديد مكونًا أساسيًا في تصنيع الصلب، الأمر الذي يجعل هذا الاكتشاف الأسترالي ذا أهمية بالغة لمشاريع البنية التحتية العالمية والاقتصاد ككل. من المتوقع أن تشهد منطقة بيلبارا كراتون، الغنية بالموارد، زيادة كبيرة في عمليات التعدين، مع توسع الشركات الكبرى مثل بي إتش بي، وفورتيسكيو ميتالز، وريو تينتو، التي تعمل بالفعل في المنطقة وتتجه لتعزيز أنشطتها مستفيدة من هذه الاحتياطيات الهائلة. هذا التطور سيساهم في تلبية الطلب المتزايد على خام الحديد عالي الجودة عالميًا.

تأريخ جديد يكشف أسرار تكوين رواسب الحديد العملاقة

أشارت الأبحاث الجديدة، التي قادها باحثون من جامعة كولورادو وجامعة غرب أستراليا، إلى أن الأحداث الجيولوجية السابقة، مثل حدث الأكسدة العظيم قبل نحو 2.2 إلى 2.0 مليار سنة، لم تكن المصدر الوحيد لتكوينات الحديد الغنية. باستخدام تقنيات حديثة لتأريخ أكاسيد الحديد باليورانيوم والرصاص، أظهرت النتائج أن تكوين الخام المكتشف حديثًا حدث في فترة زمنية مختلفة تمامًا، بين 1.4 و 1.1 مليار سنة مضت. يمثل هذا اكتشافًا علميًا مثيرًا، يغير الكثير من المفاهيم السائدة حول دورة الحديد العالمية وكيفية تشكل رواسب الحديد الضخمة.

جودة عالية وآفاق جديدة لاستكشاف المعادن عالميًا

لا يتميز الاكتشاف الأخير لرواسب الحديد في منطقة بيلبارا كراتون بكميته الهائلة فحسب، بل بجودته العالية أيضًا. يحتوي الخام اليوم على تركيز يزيد عن 60% من الحديد، وهي نسبة قوية تعكس تحسنًا كبيرًا مقارنة بالتركيز الأصلي الذي كان يقدر بحوالي 30%.

يُعتبر هذا البحث كذلك فرصة لتطوير نموذج تكتوني يمكن العلماء من تحديد مواقع خامات معدنية عالية الجودة في مناطق أخرى حول العالم. فقد وجدت الدراسات أن تفكك قارة كولومبيا العظمى تزامن مع تشكيل تلك الرواسب، مما يشير إلى أن حركة الصفائح القارية قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مواقع مماثلة للرواسب الغنية بالمعادن. وفي سياق متصل، أكد البروفيسور ماركو فيورينتيني، أحد المشاركين في الدراسة، على الآثار الهائلة لهذا الاكتشاف. وأشار إلى أنه “إذا تمكنا من تتبع العلاقة بين دورات القارات العظمى والثروة المعدنية، فإننا ندخل عصرًا جديدًا من الاستكشاف المعدني التنبئي”. لا يعزز هذا الاكتشاف مكانة أستراليا كأكبر مورد للحديد فحسب، بل يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف خامات معدنية ثمينة عالية الجودة في بقاع مختلفة من الكرة الأرضية.