الشيخ رمضان عبد المعز يكشف تفاصيلهم.. من هم الـ70 ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟
أكد الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالمعز أن أساس حياة المسلم هو الاعتماد الكلي على الله تعالى في كل شؤونه، موضحًا أن أولياء الله هم الذين لا يعتريهم خوف ولا حزن لتوكلهم الصادق على ربهم. وشرح الشيخ خلال حديثه عن فضل التوكل على الله، حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه أن سبعين ألفًا من أمته سيدخلون الجنة بلا حساب أو عذاب، مبينًا أن هؤلاء يتميزون بصدق التوكل والابتعاد عن كل ما ينافي عقيدة التوحيد.
أهمية التوكل على الله في حياة المسلم
شدد الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال برنامجه “لعلهم يفقهون” على قناة “dmc”، على أن التوكل الحقيقي على الله هو مفتاح الطمأنينة والسكينة في قلوب المؤمنين. وأوضح أن من يعلق قلبه بالله وحده يعيش حالة من الأمن والرضا، مصداقًا لقوله تعالى: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. وهذا التوكل الشامل يعني تسليم الأمر كله لله، مع الأخذ بالأسباب، والثقة بأن تدبير الله هو الأفضل دائمًا.
السبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب
تطرق الشيخ عبدالمعز إلى الحديث النبوي الشريف الذي يبشر بسبعين ألفًا من أمة الإسلام سيدخلون الجنة دون الحاجة لحساب أو عقاب. وأشار إلى أن هذا العدد أثار تساؤلات بين الصحابة الكرام حول هويتهم، حيث تساءلوا هل هم من وُلدوا في الإسلام ولم يقع منهم شرك قط، أم الذين جاهدوا مع رسول الله في المعارك الكبرى كبدر وأحد. وأوضح الشيخ أن العلماء اختلفوا في تفسير الرقم، هل هو مقصود بذاته أم كناية عن كثرة العدد.
صفات أهل الجنة المتوكلين على ربهم
كشف النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه عن حقيقة هؤلاء السبعين ألفًا، مبينًا صفاتهم الجليلة التي جعلتهم ينالون هذا الفضل العظيم. وقد ذكر الشيخ رمضان عبدالمعز أنهم الذين يتميزون بما يلي:
- لا يرقون: أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم بالرقية الشرعية، بل يعتمدون على الله في الشفاء والعافية.
- ولا يسترقون: لا يمارسون الرقية المنهي عنها أو يلجؤون إلى السحرة والمشعوذين.
- ولا يتطيرون: لا يعتمدون على الخرافات والأوهام والتشاؤم من الأشياء، بل يثقون بقدر الله.
- وعلى ربهم يتوكلون: وهي الصفة الجامعة التي تشمل كل ما سبق، وتعني كمال اعتمادهم على الله وحده في كل أمورهم.
تؤكد هذه الصفات أن هؤلاء الأخيار هم من بلغوا قمة التوحيد والإيمان، وقطعوا علاقتهم بأي ممارسة قد تشوب عقيدتهم الصافية.
تحذير من الشرك بالتمائم والخرافات
حذر الداعية الإسلامي بشدة من اللجوء إلى الرقى والتمائم التي تخالف نصوص الكتاب والسنة، مشيرًا إلى خطورتها على عقيدة المسلم. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من علّق تميمة فقد أشرك”، مؤكدًا أن الإيمان الصحيح يقتضي أن يعتمد العبد على الله وحده في جلب الخير ودفع الشر. وذكر الشيخ رمضان قول الله تعالى في سورة يونس: “وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ”، موضحًا أن الظلم هنا هو ظلم للنفس بترك التوكل على الخالق والاعتماد على المخلوق أو على الأسباب الواهية.