أقل من 4 تريليونات دولار.. العملات المشفرة تسجل تراجعًا جديدًا وتخالف التوقعات.

شهد سوق العملات المشفرة يوم الإثنين موجة بيع حادة أدت إلى تصفية أكثر من 1.5 مليار دولار من الرهانات الصعودية، متسببة في خسائر فادحة للمتداولين وتراجع كبير في أسعار العملات الرقمية، خصوصًا العملات الأصغر. هذا الانهيار أثر على ثاني أكبر عملة، الإيثر، الذي انخفض بنسبة 9%، والبيتكوين الذي تراجع بنسبة 3%، مما يشير إلى فترة تصحيح قوية في الأسواق الرقمية.

تصفية واسعة تهز سوق العملات المشفرة العالمية

وقد شهد سوق العملات الرقمية عمليات تصفية واسعة النطاق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، شملت مراكز أكثر من 407 آلاف متداول، مما يعكس الضغط الهائل على المتداولين الذين راهنوا على ارتفاع الأسعار. هذا التراجع الحاد دفع القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية لتنخفض إلى ما دون 4 تريليونات دولار، بحسب بيانات “كوين جيكو”. وتؤكد بيانات “كريبتو كوانت” أن معدل تمويل عقود الإيثر الدائمة قد أصبح سلبياً، وهي إشارة واضحة على هيمنة البائعين على السوق ورغبتهم في دفع المشترين مقابل الاحتفاظ بمراكزهم، مما يعكس مزاجاً عاماً متشائماً بين المستثمرين تجاه العملات الرقمية.

تراجع أسعار الإيثر والبيتكوين وعملات بديلة أخرى

وفقاً لبيانات “كوين جلاس” و”بلومبرج”، تضررت العملات الرقمية الكبرى بشكل مباشر من هذه الموجة البيعية، حيث سجلت تراجعات ملحوظة في قيمتها السوقية:

تجدر الإشارة إلى أن حوالي نصف مليار دولار من مراكز الشراء طويلة الأجل ذات الرافعة المالية في الإيثر قد تمت تصفيتها، مما ساهم في الضغط الهبوطي على سعر هذه العملة الرقمية الكبيرة.

أسباب تراجع زخم العملات المشفرة

يُعزى هذا التراجع جزئياً إلى تلاشي الزخم الذي كان مدعوماً في السابق بالطلب من الشركات المدرجة في البورصة والمتخصصة في تخزين العملات الرقمية. هذه الشركات ساهمت في دفع أسعار بيتكوين وإيثر إلى مستويات قياسية في أغسطس الماضي. ومع تراجع أسهم شركات الخزينة الرقمية، من بينها “ستراتيجي” التابعة لمايكل سايلور و”ميتابلانيت” اليابانية، بدأ السوق يفقد جزءاً من دعمه المؤسسي. وفي هذا الصدد، علّق جورج ماندريس، كبير المتداولين في “إكس بي تي أو تريدينغ”، قائلاً: “يبدو أن السوق بحاجة إلى التقاط الأنفاس، خاصة مع قلق بعض المستثمرين من فقدان زخم تجارة الخزينة الرقمية وغياب تدفقات مالية جديدة مؤثرة”. هذا القلق يعكس تحولاً في معنويات السوق، حيث يترقب المستثمرون محفزات جديدة قد تعيد الثقة وتدفع الأسعار للارتفاع.

تباين الأداء بين سوق الكريبتو والأسواق التقليدية

يأتي هذا الأداء الباهت في سوق العملات الرقمية بالتزامن مع استمرار أسعار الذهب في تسجيل مستويات قياسية جديدة، حيث وصل سعر الأونصة إلى نحو 3,720 دولاراً. هذا الارتفاع القياسي للذهب يعود جزئياً إلى سياسات التيسير النقدي المتبعة في الولايات المتحدة، والتي ساهمت أيضاً في تحسين أداء الأسهم التقليدية. في المقابل، أظهرت استجابة البيتكوين لخفض الفائدة الأخير من الفيدرالي الأمريكي محدودية، مما يشير إلى أن عوامل السوق الخاصة بالكريبتو هي المحرك الرئيسي لتراجعاته الأخيرة.

ورغم أن البيتكوين ظلت تتحرك في نطاق سعري ضيق يتراوح بين 110,100 و120,000 دولار منذ مطلع يوليو، فإن عملتي الإيثر وسولانا كانتا قد خطفتا الأضواء بتحقيقهما مكاسب قوية بلغت 74% و52% على التوالي في الفترة نفسها قبل التراجعات الأخيرة. هذا التباين يعزز الاعتقاد بأن التراجعات الحالية في سوق العملات المشفرة مرتبطة بشكل أكبر بعوامل داخلية خاصة بهذا القطاع، وليس بتغيرات اقتصادية شاملة. وبحلول الساعة 11:20 صباحاً بتوقيت لندن، تم تداول عملة البيتكوين عند سعر 112,700 دولار، بينما سجلت عملة الإيثر سعر 4,170 دولاراً، مما يشير إلى بعض التذبذب بعد موجة البيع الحادة.