الرحلة من 3 أيام لـ3 ساعات.. منفذ الطوال-حرض يعيد الأمل ويختصر المسافة بشكل غير مسبوق

تتجه الأنظار نحو إمكانية إعادة فتح منفذ الطوال – حرض الحدودي بين اليمن والسعودية، والذي ظل مغلقًا منذ عام 2015، مما يمثل بصيص أمل لآلاف اليمنيين المغتربين الذين يعانون من مشقة السفر وتكاليفه الباهظة عبر الطرق البديلة الطويلة. يترقب الكثيرون هذه الخطوة التي لا تُعد إنسانية فحسب، بل تحمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية بالغة الأهمية لكلا البلدين، وسط تحضيرات محتملة وتحديات أمنية ولوجستية قائمة.

معاناة اليمنيين جراء إغلاق منفذ الطوال حرض

منذ إغلاقه في عام 2015، تسبب منفذ الطوال – حرض الحدودي في معاناة كبيرة لآلاف اليمنيين المغتربين، الذين باتوا يضطرون إلى سلوك طرق بديلة أطول بكثير وأكثر كلفة. كان المنفذ قبل إغلاقه شريانًا حيويًا لحركة الركاب والبضائع، ووسيلة أساسية للتواصل الاقتصادي والاجتماعي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، خاصة عبر محافظة حجة من الجانب اليمني ومنطقة جازان من الجانب السعودي. حاليًا، يضطر المسافرون اليمنيون لاستخدام منفذ الوديعة كطريق وحيد، مما يضاعف من رحلتهم بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: 11 ساعة متواصلة تنقذ حياة.. “سلمان الطبية” تكشف تفاصيل عملية استئصال ورم كبير أنقذت طفلة

المسارالمسافة التقريبيةالمدة التقريبية
عبر منفذ الوديعة (المسار الحالي)1500 كيلومترتصل إلى 3 أيام
عبر منفذ الطوال-حرض (في حال الفتح)200 كيلومتربضع ساعات (ضمن يوم واحد)

تفرض هذه الطرق البديلة أعباءً مالية ونفسية وجسدية جمة على المغتربين الذين يقضون وقتًا طويلاً بعيدًا عن عائلاتهم، بسبب تعقيدات السفر وما يتبعه من نفقات على الوقود والطعام والمبيت.

الآثار الاقتصادية والإنسانية لإعادة فتح المعبر

تحمل إعادة فتح منفذ الطوال – حرض في طياتها فوائد جمة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، ومن المنتظر أن تحدث تحولاً ملموسًا في حياة آلاف الأفراد وتنعش الحركة التجارية. أبرز هذه الفوائد تشمل:

اقرأ أيضًا: ميزة جديدة.. استعلم عن راتبك فوريًا عبر منظومة Fcms.cbl.gov.ly

  • تقليل الوقت المهدر في التنقل للمسافرين والبضائع.
  • خفض التكاليف الاقتصادية الباهظة كوقود وسائل النقل، والطعام، وتكاليف المبيت.
  • تخفيف الأعباء النفسية والجسدية على المغتربين وأسرهم.
  • إعادة تنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين بأقل كلفة ممكنة.
  • دعم المزارعين والتجار في المناطق الحدودية، خاصة في قطاعات الزراعة والسمك.
  • انتعاش الصادرات اليمنية التي كانت تتأثر بالتأخر أو التلف بسبب الطرق الطويلة والصعبة.
  • زيادة الزيارات العائلية وتسهيل التواصل الاجتماعي بين الأسر المشتتة.
  • انخفاض في أسعار السلع والمنتجات، خصوصًا الزراعية والسمكية، نتيجة لقلة الكلفة اللوجستية.

تحديات إعادة تشغيل منفذ الطوال الحدودي

على الرغم من الإيجابيات الكبيرة المتوقعة، لا يزال منفذ الطوال مغلقًا بشكل رسمي، ولم يصدر أي إعلان نهائي من السلطات اليمنية أو السعودية يؤكد موعد إعادة التشغيل. تشير المصادر الميدانية إلى وجود تحضيرات محتملة لإعادة فتح المنفذ، إلا أنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على تحديات أمنية ولوجستية ليست بالبسيطة تعرقل هذه الجهود. كما تُتهم جماعة الحوثي بعرقلة أي محاولة لإعادة فتح المعبر وحركة المرور عبر منطقة حرض، مما يضيف تعقيدات على مسار المفاوضات والتنسيقات. إن تجاوز هذه العوائق الأمنية والسياسية يتطلب إرادة قوية وتنسيقًا فعالًا بين الأطراف المعنية لضمان حركة آمنة ومنظمة.

أهمية استراتيجية تتجاوز البعد الإنساني

إن إعادة فتح منفذ الطوال – حرض ليست مجرد خطوة إنسانية بحتة، بل هي قرار يحمل في طياته أبعادًا سياسية واستراتيجية عميقة. تمثل هذه الخطوة جسر ثقة بين الجانبين اليمني والسعودي، وتؤكد التزامهما بتخفيف معاناة المدنيين والسعي نحو تعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة. في ظل الظروف الراهنة، يمكن أن يكون تشغيل المنفذ دليلًا على رغبة حقيقية في بناء بيئة إيجابية، وخطوة أولى نحو حلول أوسع للصراع القائم. يبقى السؤال حول التوقيت والكيفية التي ستتم بها هذه العملية، ومدى قدرة الأطراف على تذليل العقبات القائمة لتحقيق هذه الفرصة الإنسانية والاستراتيجية الكبيرة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. السعودية توقف تجديد إقامات 269 مهنة خلال 6 أشهر.. هل مهنتك ضمن القائمة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *