تراجع جديد.. النفط ينخفض لمستويات غير متوقعة | رهان ترمب على الأسعار المنخفضة يؤثر على سوق الطاقة
تراجعت أسعار النفط العالمية اليوم بشكل ملحوظ في جلسة متقلبة، متأثرة بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب التي ألمح فيها إلى تفضيله لخفض أسعار الخام كوسيلة ضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، بدلاً من العقوبات. انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى ما دون 64 دولارًا للبرميل، مما قلص ثقة المستثمرين في فعالية الجهود الرامية لكبح تدفقات النفط الروسي وسط مخاوف جيوسياسية.
تصريحات ترمب: الأسعار المنخفضة تضغط على روسيا
جاء تراجع أسعار النفط بعد أن أكد دونالد ترمب التزامه بخفض أسعار الخام، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تمضي في معاقبة صادرات موسكو ما لم تتخذ أوروبا الخطوة ذاتها. وقد عمقت العقود الآجلة هبوطها عقب تصريحات ترمب للصحفيين بقوله: “إذا خفضنا أسعار النفط، ستنتهي الحرب”، مؤكدًا بذلك استراتيجيته المفضلة لوقف تدفق العائدات النفطية التي تمول الحرب الروسية على أوكرانيا.
تأثير السياسات النقدية والتقلبات الاقتصادية
لم يقتصر التأثر على تصريحات ترمب فقط، بل تأثرت أسواق السلع بتقلبات عوائد سندات الخزانة الأمريكية. جاء ذلك في أعقاب خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وهو ما صاحبه نبرة حذرة من البنك المركزي الأمريكي. وعلق آرنه لوهمان راسموسن، كبير المحللين في “إيه/إس غلوبال ريسك مانجمنت”، قائلًا: “بعد خفض الفائدة، عدنا للتركيز على العقوبات والعوامل الجيوسياسية مقابل الأساسيات الضعيفة”.
أوكرانيا تستهدف منشآت الطاقة الروسية: تصعيد التوترات
في الأسابيع الأخيرة، تحول تركيز المتعاملين في أسواق النفط إلى تدفقات الخام الروسي، خاصة مع تكثيف أوكرانيا لهجماتها على البنية التحتية للطاقة داخل روسيا. وكشف الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات جديدة ضد موسكو، مما يزيد من الضغوط. وقد تعرضت مصفاتان روسيتان لهجمات إضافية يوم الخميس، ما يهدد بمزيد من الإغلاقات التي قد تؤثر على موازين النفط العالمية وتستنزف خزينة الكرملين.
البيان الاقتصادي | التأثير/المستوى | تفاصيل |
سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) | تراجع 0.7% | إلى أقل من 64 دولارًا للبرميل |
معدل تشغيل المصافي الروسية | أقل من 5 ملايين برميل يومياً | الأدنى منذ أبريل 2022 |
مخزونات نواتج التقطير الأمريكية | وصلت لأعلى مستوياتها | منذ يناير الماضي |
مخزونات النفط العالمية ومستقبل الأسعار
تشير تقديرات “جيه بي مورغان تشيس” إلى تراجع معدل تشغيل المصافي الروسية إلى ما دون 5 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى يسجل منذ أبريل 2022. وفي الولايات المتحدة، وصلت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل، إلى أعلى مستوياتها منذ يناير الماضي، بينما قفزت صادرات الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى لها منذ نهاية عام 2023. ورغم انخفاض المخزونات الأمريكية الإجمالية بمقدار 9.29 مليون برميل، إلا أن المتعاملين تجاهلوا إلى حد كبير بيانات المخزونات الأخيرة.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب”: “التجاذب بين مخاطر الإمدادات والسوق الفورية الضيقة من جهة، والتوقعات بفوائض مرتقبة من جهة أخرى، أبقت أسعار الخام في نطاقها الضيق، وفي الوقت نفسه، أقل استجابة لموجة الصعود التي ترفع أسعار أصول أخرى”.
يتداول الخام حالياً قرب منتصف نطاق الـ5 دولارات الذي يتحرك فيه منذ مطلع أغسطس، وسط تقلبات ناجمة عن عودة إمدادات منظمة “أوبك+” التي عززت التوقعات بحدوث فائض وشيك في السوق. كما ساهمت التأثيرات الاقتصادية للرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وقرب انتهاء أجل عقود خام غرب تكساس لشهر أكتوبر يوم الجمعة، في زيادة حدة التذبذبات في أسواق النفط العالمية.