تطور مفاجئ.. الدولار الأمريكي يخالف التوقعات بتقلبات حادة والجنيه الإسترليني يقاوم بعد قرارات البنوك المركزية
شهد الدولار الأمريكي تقلبات حادة اليوم مع ترقب الأسواق لموقف الاحتياطي الفيدرالي بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة بعد قراره الأخير. في المقابل، حافظ الجنيه الإسترليني على استقراره نسبيًا إثر إبقاء بنك إنجلترا على معدلات الفائدة دون تغيير وإبطاء وتيرة بيع السندات الحكومية. هذه التحركات العمالية تعكس تباينًا في آراء المحللين حول الدلالات المستقبلية للسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.
الدولار الأمريكي يرتفع بعد تراجع حاد إثر قرار الفيدرالي
انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2022 مسجلاً 96.224 مقابل سلة من العملات الرئيسية مباشرة بعد إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، سرعان ما تعافى الدولار ليرتفع بنسبة تصل إلى 0.44% خلال اليوم ليستقر عند 96.96 نقطة في مؤشر الدولار. جاء هذا التذبذب بعد أن خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وهو ما كان متوقعًا على نطاق واسع في الأسواق المالية العالمية.
وصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، هذا الإجراء بأنه خفض لإدارة المخاطر في ظل ضعف سوق العمل، مؤكداً أن البنك المركزي لا يحتاج إلى التسرع في التيسير النقدي. وقد تباينت تحليلات الخبراء حول إشارات البنك المركزي الأمريكي، ففي حين رأى محللو بنك جولدمان ساكس أن هذا التخفيض قد يكون الأول ضمن سلسلة تخفيضات قادمة، وصف محللو بنك ANZ تعليق رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأنه “ليس حمائيًا على الإطلاق” وغير مشجع على تخفيضات إضافية.
من جانبه، علق إليوت كلارك، رئيس الاقتصاد الدولي في وستباك، بأن التوقعات المنقحة للفيدرالي سلطت الضوء على درجة عدم اليقين المستمرة بشأن التوقعات الاقتصادية المستقبلية، وأشار إلى أن توقيت وحجم التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة يشيران أيضًا إلى المخاطر المستمرة للتضخم. هذه التصريحات تلقي بظلالها على مسار السياسة النقدية الأمريكية وأداء الدولار في الأيام القادمة.
استقرار الجنيه الإسترليني بعد قرار بنك إنجلترا بشأن الفائدة والسندات
على النقيض من الدولار، شهد الجنيه الإسترليني استقرارًا نسبيًا بعد أن أبقى بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو قرار كان متوقعًا أيضًا. ورغم ارتفاعه الأولي لفترة وجيزة، قلص الجنيه الإسترليني مكاسبه ليتداول منخفضًا قليلًا خلال اليوم عند مستوى 1.3622 دولار، بعد أن كان قد قفز إلى أعلى مستوى له منذ الثاني من يوليو عند 1.3726 دولار في الجلسة السابقة.
وجاء قرار بنك إنجلترا مدعومًا بتصويت صناع السياسات بأغلبية سبعة أصوات مقابل صوتين على إبطاء الوتيرة السنوية التي يتخلص بها البنك المركزي من السندات الحكومية التي اشتراها خلال الفترة من 2009 إلى 2021. تم تخفيض حجم هذه المبيعات إلى 70 مليار جنيه إسترليني سنويًا بدلًا من 100 مليار جنيه إسترليني.
وفي هذا السياق، صرحت ماريون أميوت، كبير الاقتصاديين البريطانيين في ستاندرد آند بورز جلوبال رايتنجز، بأنه كما كان متوقعًا لم يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة، ومن غير المرجح أن يخفف سياسته النقدية مرة أخرى هذا العام.
كما تأثرت عائدات السندات الحكومية بهذا القرار، حيث انخفضت لتترك السندات لأجل 10 سنوات عند 4.612% مقارنة بـ 4.639% في وقت سابق، مما يعكس بعض الارتياح في سوق الديون الحكومية البريطانية.
اليورو: تأثر غير مباشر بتقلبات العملات الرئيسية
في ظل هذه التقلبات الكبرى، استقر اليورو عند 1.1830 دولار أمريكي بعد تراجعه من أعلى مستوى له منذ يونيو 2021 والذي سجله أمس الأربعاء عند 1.19185 دولار، وذلك في رد فعل على إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي. كما ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.1% لتصل إلى 86.79 بنسًا مقابل الجنيه الإسترليني، مما يعكس بعض التباين في أدائها مقابل العملات الكبرى الأخرى.
نظرة على تحركات العملات الرئيسية والعائدات بعد قرارات البنوك المركزية
الأصل المالي | الوضع الحالي | الوضع السابق / ملاحظات |
الجنيه الإسترليني (مقابل الدولار) | 1.3622 دولار (انخفاض طفيف) | وصل سابقًا إلى 1.3726 دولار في ذروته |
اليورو (مقابل البنس الإسترليني) | 86.79 بنس (ارتفاع 0.1%) | – |
اليورو (مقابل الدولار) | 1.1830 دولار (استقرار نسبي) | انخفض من 1.19185 دولار |
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) | 96.96 نقطة (تعافى من انخفاض) | وصل إلى أدنى مستوى 96.224 نقطة |
عائد سندات الحكومة البريطانية لـ10 سنوات | 4.612% | انخفض من 4.639% |