تصعيد غير مسبوق.. إنفيديا تواجه ضربات متتالية في الصين | من تحقيقات إلى حظر للرقائق يهدد مستقبلها

أكد جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن واشنطن وبكين “لديهما أجندات أكبر يجب التعامل معها” بينما تواصل شركته الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي مواجهة تحديات حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين. تأتي تصريحات هوانج عقب تقارير صحفية أشارت إلى أن الهيئة التنظيمية للإنترنت في الصين وجهت كبريات شركات التكنولوجيا المحلية بوقف شراء رقائق إنفيديا المخصصة للذكاء الاصطناعي وإلغاء طلبات الشراء القائمة.

تصاعد التوترات: الصين توقف شراء رقائق إنفيديا للذكاء الاصطناعي

جاءت هذه الأوامر الصينية، التي كشفت عنها صحيفة “فاينانشيال تايمز”، بعد تقرير سابق لرويترز في سبتمبر الماضي، أفاد بأن شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى كانت لا تزال تسعى للحصول على المزيد من رقائق إنفيديا الأساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك رغم تشجيع السلطات الصينية على الحد من هذه المشتريات. تُعد إنفيديا، التي تهيمن على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، حالة فريدة من نوعها في ظل حرب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تحظى باهتمام بالغ من الإدارة الأمريكية والقيادة الصينية على حد سواء.

اقرأ أيضًا: تطور مفاجئ ينتظر الأسد.. حظك اليوم برج الأسد وكيف تؤثر عليك النجوم في الحب والعمل والصحة

رؤية جنسن هوانج: أجندات أكبر بين واشنطن وبكين

في رده على سؤال حول القيود الصينية المفروضة على شركته، صرح هوانج: “لا يمكننا خدمة أي سوق إذا كانت الدولة لا ترغب في ذلك”. وأضاف معبراً عن إحباطه: “أنا محبط مما أراه، لكن لديهم أجندات أكبر يجب أن يعالجوها بين الصين والولايات المتحدة، وأنا صبور بشأن ذلك”. هذه التصريحات تعكس التحديات المعقدة التي تواجهها شركات التكنولوجيا العالمية وسط التوترات الجيوسياسية.

التأثير المتوقع على مبيعات إنفيديا في السوق الصينية

من المرجح أن تؤثر الخطوات التنظيمية الصينية الجديدة سلباً على أعمال إنفيديا في الصين، التي تمثل أحد أكبر أسواقها لرقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. فقد شكلت مبيعات إنفيديا في الصين حوالي 13% من إجمالي مبيعاتها العالمية خلال العام الماضي، مما يجعل هذا السوق محورياً لنمو الشركة. كما تشهد مبيعات رقائق RTX6000D، التي خُصصت للسوق الصينية، طلباً ضعيفاً، حيث اعتبرت هذه الرقائق غير مجدية اقتصادياً، مما دفع بعض الشركات التقنية الكبرى إلى الامتناع عن طلبها.

اقرأ أيضًا: انتباه.. فتح باب التقديم للجامعات الأهلية قريبًا: تعرف على الموعد

إنفيديا تكثف جهود الضغط السياسي في الولايات المتحدة

في مواجهة هذه التحديات التجارية والسياسية، كثفت إنفيديا جهودها في مجال الضغط السياسي في واشنطن. واستعانت الشركة بثلاث شركات استشارية جديدة الشهر الماضي، وعملت مع 21 من أخصائيي الضغط السياسي، وفقاً لتقارير مجلس الشيوخ الأمريكي. ويظهر الجدول التالي التزايد الملحوظ في نفقات إنفيديا على أنشطة الضغط السياسي:

الفترةالمبلغ المنفق على الضغط السياسيملاحظات
النصف الأول من 20251.9 مليون دولاريتجاوز ما أنفق في عام 2024 كاملاً
عام 2024 كاملاً640 ألف دولار(للمقارنة)

تفاصيل القيود الصينية الجديدة على رقائق إنفيديا

نقل تقرير “فاينانشيال تايمز” عن مصادر مطلعة أن إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين (CAC) قد وجهت شركات صينية بارزة مثل بايت دانس وعلي بابا بوقف اختبارات وطلبات أنواع معينة من رقائق إنفيديا. وتشمل هذه التوجيهات الجديدة:

اقرأ أيضًا: بسعر لقطة.. أرخص سيارة أوتوماتيك 2022 فبريكا في سوق المستعمل

  • وقف شراء رقائق إنفيديا للذكاء الاصطناعي بشكل عام.
  • إلغاء جميع الطلبات الحالية لرقائق إنفيديا.
  • وقف اختبارات وطلبات رقائق RTX Pro 6000D.

تعد هذه الخطوة تشديداً واضحاً للقيود الصينية، حيث أنها أقوى من الإرشادات السابقة التي كانت تركز بشكل أساسي على رقائق H20، وهي نسخة أقدم من رقائق إنفيديا المخصصة للسوق الصينية.

إنفيديا كـ”رهينة” في حرب باردة رقمية: تحديات المستقبل

يرى مايكل آشلي شلمان، الرئيس التنفيذي لاستشارات رانينج بوينت كابيتال أدفايزرز، أن تعليق هوانج “الدبلوماسي” حول “الأجندات الأكبر” يشير إلى حقيقة أن “إنفيديا أصبحت مجرد بيدق في حرب باردة رقمية بين الولايات المتحدة والصين”. ففي الوقت الذي استمرت فيه إدارة ترامب السابقة بفرض قيود على وصول الصين إلى الرقائق المتقدمة، ردت بكين بتشجيع الشركات المحلية على التحول بعيداً عن الموردين الأمريكيين. من المحتمل أن تؤدي هذه الديناميكية المتصاعدة إلى تأثيرات إضافية على مبيعات إنفيديا في الصين، التي تُعد سوقاً حيوياً لرقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة في العالم.

اقرأ أيضًا: طفل نسخة طبق الأصل.. تووليت يُفاجئ جمهوره بصعود شبيه له على مسرح ختام مهرجان العلمين 2025