قفزة جديدة للمعدن الأصفر.. أسعار الذهب عالميًا اليوم تتفاعل مع خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب العالمية يوم الخميس، مدعومةً بقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وتلميحه إلى المزيد من التيسير النقدي هذا العام. وصل سعر الذهب الفوري إلى 3,668.34 دولارًا للأوقية، مع تراجع الدولار الذي جعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

ارتفاع الذهب مدعومًا بقرار الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بعد أن أعلن البنك المركزي الأمريكي عن خفض جديد لأسعار الفائدة، مشيرًا إلى نهج تدريجي للتيسير النقدي خلال الفترة المتبقية من العام. وبلغت أسعار الذهب الفوري ذروتها عند 3,707.40 دولارًا للأوقية يوم الأربعاء قبل أن تتراجع بشكل طفيف عند الإغلاق. في حين انخفضت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل 3,703 دولارًا.
في هذا السياق، علّق فؤاد رزاق زاده، محلل السوق لدى سيتي إندكس وفوركس.كوم، قائلًا إن “ضعف الدولار المتجدد ساهم في دعم أسعار الذهب، كما أن قرار الفائدة نفسه كان يميل إلى السياسة الحمائمية، حيث كشف البيان ومخططات النقاط عن توقعات بخفضين آخرين لأسعار الفائدة هذا العام”.
من جانبه، وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، هذا الإجراء بأنه خفض لإدارة المخاطر، جاء استجابة لضعف سوق العمل. وأوضح باول أن البنك المركزي الأمريكي يتبع نهج “اجتماع تلو الآخر” فيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة المستقبلية، مما يؤكد مرونة السياسة النقدية. ويُعرف عن السبائك غير المدرة للعائد، مثل الذهب، أنها تحقق أداءً جيدًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث تُعد ملاذًا آمنًا خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

تراجع الدولار وعوائد السندات يعززان بريق المعدن الأصفر

لعب تراجع الدولار الأمريكي دورًا حيويًا في دعم ارتفاع أسعار الذهب العالمية. فقد تخلى مؤشر الدولار عن مكاسبه الأخيرة، ليحوم قرب أدنى مستوى له في شهرين، وهذا جعل الذهب أقل تكلفةً لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من جاذبيته الاستثمارية. هذا الارتباط العكسي بين سعر الدولار الأمريكي وسعر الذهب يُعد عاملًا رئيسيًا في تحركات السوق.
إضافة إلى ذلك، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات انخفاضًا، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم عوائد ثابتة. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة مواتية لارتفاع أسعار المعدن الأصفر، حيث يبحث المستثمرون عن أصول بديلة تحافظ على قيمتها في ظل التغيرات الاقتصادية.

توقعات مستقبلية للذهب والمزيد من التيسير النقدي

يتوقع المتداولون في الأسواق المالية استمرار مسار التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي. تُشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن احتمالية خفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في أكتوبر تصل إلى 90%. هذا التوقع يعزز من النظرة الإيجابية لأسعار الذهب على المدى القريب.
وفي تحليله لتوقعات أسعار الذهب، صرح المحلل المستقل روس نورمان بأن “الاتجاه الصعودي للذهب لا يزال قائمًا، ومن المرجح أن نشهد استمرارًا لارتفاعاته القياسية”. بدوره، توقع بنك ANZ أن يتفوق أداء الذهب في بداية دورة التيسير الكمي، مشيرًا في مذكرة له يوم الخميس إلى أن “الطلب على الأصول الآمنة، في ظل الظروف الجيوسياسية الصعبة، سيعزز طلب المستثمرين على الذهب”. هذه التوقعات تشير إلى أن بريق الذهب كملاذ آمن قد يستمر في التوهج في الفترة القادمة.

أداء المعادن الثمينة الأخرى في الأسواق العالمية

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة في الأسواق العالمية يوم الخميس. ويُظهر الجدول التالي أبرز التغيرات في أسعار هذه المعادن: