خطة ليفربول الجريئة.. كيف يستعد الريدز لتعويض تأثير محمد صلاح بعد رحيله؟
يقترب النجم المصري محمد صلاح من نهاية مسيرته الكروية في ليفربول، وهو ما يضع إدارة النادي والجماهير أمام تحدٍ حقيقي يتمثل في كيفية تعويض رحيل أيقونة تركت بصمة لا تمحى على مدار ثمانية مواسم متتالية. مع بلوغ صلاح عامه الثالث والثلاثين، تتجه الأنظار نحو مستقبل الريدز بدون “الملك المصري”.
محمد صلاح: إرث لا يمحى في تاريخ ليفربول
منذ انضمامه إلى ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما الإيطالي، تحول محمد صلاح إلى أحد أبرز اللاعبين في تاريخ النادي الإنجليزي. خاض “الفرعون المصري” 407 مباريات رسمية بقميص الريدز، سجل خلالها 248 هدفًا وصنع 112 هدفًا آخر، ليقود فريقه لتحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية. كان من أهم هذه الإنجازات دوري أبطال أوروبا عام 2019، والدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020، بالإضافة إلى سبعة ألقاب أخرى متنوعة شملت كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي. لم يكن محمد صلاح مجرد لاعب هجومي هداف فحسب، بل كان رمزًا لمرحلة كاملة، فالجماهير اعتادت أن تجده في الأوقات الحاسمة ليقود الفريق لانتصارات كبيرة بأهداف مصيرية ستبقى محفورة في ذاكرة ملعب “الأنفيلد”.
آخر بصمات الملك المصري وتقييمه في دوري أبطال أوروبا
جاءت إحدى آخر بصمات محمد صلاح المؤثرة في الجولة الافتتاحية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، عندما سجل هدفًا رائعًا أمام أتلتيكو مدريد وصنع الفارق ليقود ليفربول إلى فوز مثير بنتيجة 3-2. تابعت الصحف الإنجليزية أداء النجم المصري عن كثب، ومنحته تقييمًا تراوح بين 7 و8 درجات، بمتوسط بلغ 7.3 من 10، ليظل أحد أبرز عناصر الفريق، رغم أنه لم يكن الأفضل في تلك المباراة مقارنة بالهولندي ريان جرافنبرخ الذي حصل على أعلى متوسط تقييم بلغ 8.3. كان هذا الهدف بمثابة تذكير للجماهير والإدارة بأن “الملك المصري” لا يزال حاضرًا بقوة، لكن عجلة الزمن تدور، وأن الاستعداد لمرحلة ما بعد صلاح بات أمرًا حتميًا لا مفر منه.
استراتيجية ليفربول لتعويض غياب محمد صلاح
بدأ التخطيط الجاد داخل نادي ليفربول، حيث تدرك الإدارة أن تعويض لاعب بحجم محمد صلاح يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد التعاقد مع جناح جديد. لذلك، وضعت إدارة النادي عدة محاور أساسية لمواجهة هذا التحدي:
- المراهنة على الشباب: يجب إتاحة الفرصة الكافية لمواهب الأكاديمية التي تبرز بين الحين والآخر لإثبات ذاتها.
- صفقة هجومية كبيرة: يبقى خيار السوق متاحًا بقوة، فليفربول يدرك أن البحث عن جناح هداف قادر على حمل جزء من إرث صلاح سيكون ضرورة ملحة. ورغم أن أسماء مثل فينيسيوس جونيور أو كيليان مبابي قد تكون بعيدة المنال ماديًا، سيسعى النادي لإيجاد لاعب يمتلك السرعة واللمسة التهديفية ذاتها.
- التوازن الجماعي: فلسفة المدرب الجديد لليفربول، أرني سلوت، ستكون مبنية على تقليل الاعتماد على فرد واحد. يجب أن يصبح الفريق أكثر جماعية في صناعة الأهداف، بحيث يتقاسم عدد من اللاعبين المسؤولية بدلًا من تحميلها لنجم واحد كما كان الحال مع صلاح.
- البعد النفسي والجماهيري: لم يكن محمد صلاح مجرد لاعب، بل أيقونة جماهيرية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. تدرك الإدارة أن الحفاظ على هذا الإرث يحتاج لاستراتيجية تسويقية تبقي النادي حاضرًا بقوة في هذه الأسواق حتى بعد اعتزال النجم المصري.
محمد صلاح: نجم من الصعب تكراره
سيترك محمد صلاح إرثًا كرويًا يصعب محوه، بعدما توج بتسعة ألقاب كبرى، وسجل مئات الأهداف الحاسمة، وحقق أرقامًا قياسية كسر بها أسماء أسطورية في الكرة الإنجليزية مثل ستيفن جيرارد وتيري هنري. كما أصبح ثاني أكثر لاعب مشاركة بقميص ليفربول في تاريخ دوري أبطال أوروبا. ومع اقتراب هذه النهاية التي تلوح في الأفق، يبقى السؤال الأهم الذي يشغل بال الجماهير والإدارة: هل سينجح ليفربول في صناعة “ملك” جديد يقود الفريق بنفس القدر من التأثير الذي فعله صلاح؟ أم أن أثره سيظل حاضرًا في الذاكرة لعقود قادمة كواحد من أعظم من ارتدى القميص الأحمر في تاريخ النادي؟