تراجع جديد.. أسعار الذهب تخالف التوقعات مع صعود الدولار الأمريكي | ماذا يحدث في سوق المعدن النفيس؟

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا يوم الخميس، مدفوعة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي والخطاب المتحفظ للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وذلك على الرغم من قراره بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. هذا التراجع يأتي بعد أن لامس المعدن الأصفر مستويات قياسية تاريخية، فيما سجلت الأسعار المحلية ارتفاعًا طفيفًا مستفيدة من استقرار سعر الصرف.

تراجع أسعار الذهب عالميًا

انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.4% اليوم، مسجلاً أدنى مستوى عند 3634 دولار للأونصة بعد أن بدأت التداولات عند 3659 دولار. ويتداول الذهب حاليًا عند 3646 دولار للأونصة. يعد هذا التراجع هو الثاني على التوالي بعد أن وصل المعدن النفيس إلى مستوى تاريخي جديد عند 3707 دولار للأونصة يوم أمس، حيث واجه ضغوط بيع قوية أدت إلى هبوطه بعد فترة طويلة من التشبع الشرائي. وتشير التوقعات إلى إمكانية أن يصل سعر الذهب العالمي إلى 3600 دولار للأونصة مرة أخرى.

قرار الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على الذهب

جاء قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية متوافقًا مع توقعات السوق، وهو الخفض الأول منذ نحو عام. ورغم أن هذا القرار ساهم في دفع الذهب لتحقيق مستوى قياسي جديد، إلا أن تصريحات رئيس البنك جيروم باول أثرت سلبًا على مساره. أوضح باول أن الفيدرالي مستعد لخفض الفائدة بقوة عند الحاجة، لكنه لا يرى ضرورة للتحرك السريع حاليًا. كما توقع أعضاء البنك الفيدرالي خفضين إضافيين فقط هذا العام، مما يعكس موقفًا حذرًا دفع أسعار الذهب نحو الانخفاض وفق تحليل جولد بيليون.

استجابة الأسواق ومستقبل الفائدة

أدى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة أسعار سندات الخزانة، مما قلل من جاذبية الذهب بسبب حالة التشبع الشرائي السائدة. يتوقع المتداولون الآن بنسبة 90% خفضًا آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع أكتوبر القادم، وهي نسبة أعلى بكثير من 74.3% المسجلة في اليوم السابق. وصرح باول أيضًا بأن تسعير الأسواق لتوقعات خفض الفائدة هو أمر لا يتدخل فيه البنك، الأمر الذي أثر سلبًا على توقعات المستثمرين وزاد من ضغوط البيع على أسعار الذهب.

أسعار الذهب المحلية في مصر

سجلت أسعار الذهب محليًا ارتفاعًا طفيفًا مع بدء تداولات اليوم الخميس، وذلك بعد تراجع دام يومين متتاليين. يتأثر هذا الارتفاع بشكل كبير بالسعر العالمي للذهب، والذي يُعد حاليًا المصدر الأساسي للتسعير في ظل استقرار نسبي لحركة سعر الصرف المحلي. وقد شهد جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولاً في السوق المصري، بعض التغيرات التي يمكن تلخيصها في الجدول التالي:

يأتي هذا الارتفاع الطفيف بعد أن شهد الذهب المحلي تراجعًا منذ تسجيله قمة سعرية عند 4970 جنيهًا للجرام، حيث بدأ في الهبوط نتيجة للانخفاض التصحيحي في الأسعار العالمية وعمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون.

آفاق وتوقعات أسعار الذهب

يستمر سعر الذهب العالمي في التراجع لليوم الثاني على التوالي بعد وصوله إلى مستويات تاريخية جديدة. يعزى هذا الهبوط إلى التصحيح السلبي للسوق بعد فترة طويلة من التشبع الشرائي، بالإضافة إلى تصريحات رئيس البنك الفيدرالي التي تشير إلى عدم التسرع في خفض أسعار الفائدة. من الناحية الفنية، تراجع سعر الأونصة العالمي اليوم إلى 3634 دولار، ولكنه عاد ليتم التداول فوق مستوى الدعم المهم الذي يتراوح بين 3640 و 3650 دولار. وفي حال كسر هذا المستوى بشكل حاسم، فقد يشهد السعر عودة إلى مستوى 3600 دولار للأونصة. أما محليًا، فبعد أن وصل الذهب عيار 21 إلى أعلى مستوى له عند 4970 جنيهًا، بدأ في التراجع بفعل جني الأرباح، ويقترب حاليًا من مستوى 4900 جنيه الذي قد يمثل دعمًا مهمًا يساعد في إيقاف الانخفاض ويمنح السعر بعض الاستقرار.