ظهور نادر لملك إسبانيا.. فيليب السادس في جولة استثنائية لاستكشاف كنوز الأقصر الأثرية

وصل ملك إسبانيا فيليب السادس والملكة ليتيزيا إلى الأقصر اليوم الخميس في زيارة خاصة تستمر يومين، تعد الأولى للملوك الإسبان منذ عام 2008. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثقافية والسياحية بين البلدين، وتُنتظر أن تمنح دفعة قوية لقطاع السياحة الثقافية في مصر، كما تؤكد عمق التعاون الأثري والتاريخي المشترك.

الاستعدادات المكثفة لاستقبال العاهل الإسباني

شهدت مدينة الأقصر استعدادات مكثفة وغير مسبوقة لاستقبال الوفد الملكي الإسباني. تم رفع أعلام مصر وإسبانيا على امتداد المسار السياحي الرئيسي، بدءًا من مطار الأقصر الدولي ومرورًا بكورنيش النيل ومنطقة العوامية. كما جرى تزيين الشوارع والواجهات، وتهذيب الأشجار، ورفع الأعلام في محيط النصب التذكاري. وفي جولة تفقدية فجر اليوم، تابع محافظ الأقصر، المهندس عبد المطلب عمارة، كافة التجهيزات، والتي شملت شارع كورنيش النيل ومحور سمير فرج والطريق المؤدي إلى ميدان سمير فرج وطريق المطار. ثم توجه المحافظ إلى منطقة القرنة بالبر الغربي للتأكد من إنارة الجبل والمناطق الأثرية ليلاً، لضمان ظهور الأقصر في أبهى صورها أمام ضيوفها الكبار.

زيارة ملكية تدعم السياحة الثقافية المصرية

أكد رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، محمد عثمان، في تصريح صحفي أن هذه الزيارة الملكية التاريخية تمثل دفعة حقيقية وقوية لقطاع السياحة الثقافية في مصر. أشار عثمان إلى عمق التعاون المستمر بين مصر وإسبانيا في مجالات البحث والاستكشاف الأثري والحفائر، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه العائلة المالكة الإسبانية للحضارة المصرية العريقة. وأوضح أن السائح الإسباني يتمتع بخصائص مميزة، حيث يُعد من أكثر الجنسيات تكرارًا لزيارة مصر والأطول في فترة الإقامة والأعلى إنفاقًا، فضلًا عن ولعه الشديد بالحضارة المصرية القديمة التي تستقطبه باستمرار للعودة إلى كنوز مصر الأثرية.

توقعات إيجابية لنمو التدفقات السياحية الإسبانية

كشفت الدراسات التي أعدتها لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر عن توقعات إيجابية بزيادة ملحوظة في أعداد السائحين الإسبان الوافدين إلى مصر. وتُظهر المؤشرات نموًا كبيرًا منذ انحسار جائحة كورونا، مع توقعات لمزيد من الازدهار في السوق الإسبانية كوجهة سياحية رئيسية.

برنامج زيارة ملكية يستكشف كنوز الأقصر الأثرية

يشمل برنامج زيارة ملك إسبانيا فيليب السادس والملكة ليتيزيا إلى الأقصر جولة في عدد من المواقع الأثرية البارزة في البر الغربي، مما يتيح لهما فرصة للتعمق في الحضارة المصرية القديمة. ومن أبرز المواقع التي سيزورونها:

• معبد حتشبسوت
• متحف الأقصر
• مقابر وادي الملوك

كما من المنتظر أن يزور العاهل الإسباني وقرينته البعثات الأثرية التي تقودها إسبانيا في الأقصر، والتي ساهمت بفعالية في تطوير مواقع واكتشافات أثرية هامة. تعتبر هذه الزيارة فرصة مميزة للترويج السياحي لمصر، حيث تُسلط الضوء على عمق التعاون الأثري بين البلدين. وتعمل حاليًا اثنتا عشرة بعثة إسبانية في مواقع أثرية مختلفة بمصر، بتنسيق وتعاون كامل مع الأثريين المصريين، مما يعزز مستوى العلاقات الثنائية ويدعم الحركة السياحية الوافدة إلى أرض الحضارة المصرية القديمة.

شراكة استراتيجية لتعزيز التراث والسياحة

تُعد هذه الزيارة الملكية فرصة ذهبية لتعزيز مكانة مصر في السوق السياحية الإسبانية والأوروبية بصفة عامة، خاصة وأنها تتزامن مع قرب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في مطلع نوفمبر المقبل. ويحرص العاهل الإسباني دائمًا على زيارة الجناح المصري في معرض “فيتور” السياحي الدولي بمدريد، ما يؤكد اهتمامه الشخصي بالعروض السياحية المصرية الفريدة. هناك بروتوكول تعاون قائم بين مصر وإسبانيا يهدف إلى تعزيز الشراكات السياحية والأثرية، وتاريخ إسبانيا حافل بالمشاركة الفعالة في حفظ ودراسة المواقع الأثرية المصرية. تُؤكد هذه الزيارة اهتمام إسبانيا بتعميق التعاون في مجال التراث والآثار، وتُعزز فرص الاستثمار والسياحة في مصر، وتؤكد أن الأقصر ستظل وجهة رئيسية على خريطة السياحة العالمية بفضل ما تمتلكه من مقومات أثرية فريدة لا مثيل لها.