مستقبل صحة المواطنين.. المجلس الصحي يكشف عن قرارات تاريخية بشأن الأمن الدوائي ومحاربة الغش في الأدوية
أقرّ المجلس الصحي السعودي في اجتماعه الأخير آلية شاملة للتعامل مع حالات العنف والإيذاء والإهمال داخل جميع المنشآت الصحية في المملكة، العامة والخاصة. هذه الخطوة تمثل تعزيزًا مهمًا لحماية حقوق المرضى والكوادر الطبية، وتأتي ضمن حزمة قرارات استراتيجية شملت تحديثات هامة في مجال الأمن الدوائي ومتابعة دقيقة لمؤشرات الأمراض، بهدف رفع جودة الخدمات الصحية وتحقيق بيئة علاجية آمنة في المملكة.
آلية جديدة لمواجهة العنف والإهمال في المنشآت الصحية
شكلت الموافقة على آلية التعامل مع حالات العنف والإيذاء والإهمال في المنشآت الصحية محور الاهتمام الرئيسي، سواء كانت هذه الحالات تستهدف المرضى أو الكوادر الطبية. تهدف هذه الآلية إلى توفير إجراءات واضحة وسريعة للتعامل مع الحالات المبلغ عنها، وتُعد خطوة متقدمة نحو بناء بيئة صحية آمنة تتماشى مع جهود المملكة في رفع مستوى حقوق الإنسان وضمان العدالة داخل المؤسسات الصحية.
تهدف هذه الآلية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- حماية المرضى من جميع أشكال العنف والإيذاء والإهمال.
- توفير بيئة عمل آمنة للكوادر الطبية والإدارية.
- وضع إجراءات واضحة وموحدة للتعامل مع الحالات المبلغ عنها.
- تعزيز الثقة في المؤسسات الصحية كأماكن آمنة للعلاج والعمل.
“رصد” تعزز الأمن الدوائي وتكافح الغش في الأدوية
من بين القرارات الهامة التي ناقشها المجلس، استعراض نظام التتبع الإلكتروني للدواء البشري المعروف باسم “منصة رصد”. يهدف هذا النظام إلى إلزام جميع الجهات الصحية بمواءمة مخزون مستودعاتها الدوائية مع النظام الإلكتروني لضمان حوكمة الإمداد الدوائي وتعزيز الأمن الدوائي على مستوى المملكة. وأكد المجلس أن تطبيق منصة “رصد” سيساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة إدارة الأدوية وضمان توافرها المستمر، بالإضافة إلى التصدي لمحاولات الغش وضمان سلامة وجودة ما يُقدم للمريض من علاج.
متابعة مستمرة لمؤشرات الصحة وتقارير الأمراض
اطّلع أعضاء المجلس الصحي السعودي على تقرير شامل لمعدل الإصابة بالسرطان في المملكة لعام 2023. يُعد هذا التقرير مرجعًا حيويًا لتقييم الواقع الصحي بالمملكة والتخطيط الفعال لبرامج وطنية تركز على الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه وتوفير العلاج اللازم. كما تناول المجلس تقريرًا حول التزام القطاعات الصحية بتحديث بيانات الأسرة في النظام الإلكتروني الخاص بإدارة الطاقات الاستيعابية، مؤكدًا على أهمية التحديث المستمر للبيانات لضمان دقة مؤشرات الأداء وكفاءة استغلال الموارد.
توحيد استبانة المتبرعين بالدم لرفع معايير السلامة
في سياق متصل، اعتمد المجلس الاستبانة الوطنية الموحدة للمتبرعين بالدم، والتي ستُستخدم في جميع المنشآت الصحية لتقييم الحالة الصحية للمتبرع. تهدف هذه الخطوة إلى ضمان سلامة الدم المنقول وفق أرقى معايير الجودة العالمية، من خلال أسئلة دقيقة تتعلق بالعوامل الصحية ومخاطر الأمراض المعدية، ما يساهم في حماية المتبرعين والمتلقين على حد سواء، ويعزز الثقة في خدمات بنوك الدم بالمملكة.
تحديث نظام الترميز الطبي لتعزيز تبادل البيانات بكفاءة
وافق المجلس أيضًا على تحديث لائحة نظام الترميز الطبي، ليتوافق مع أحدث التطورات العالمية في هذا المجال. يهدف هذا التحديث إلى تسهيل عمليات تبادل البيانات الطبية بدقة وكفاءة عالية بين مختلف الجهات الصحية، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتسريع الوصول إلى المعلومات الحيوية للمرضى.
خطوات نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الصحية
تأتي هذه القرارات ضمن استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الصحي السعودي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. تسعى هذه الاستراتيجية إلى رفع كفاءة الخدمات الصحية وضمان استدامتها وجودتها، مع التركيز على التحول الرقمي الصحي وتوسيع نطاق المنصات الذكية التي تدعم اتخاذ القرار وترفع من كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين. من المتوقع أن تنعكس هذه الخطوات إيجابًا على جودة الرعاية الصحية من خلال زيادة الشفافية وتعزيز ثقة المريض بالمنشآت الطبية، والمساهمة في خفض نسب الأخطاء الطبية وحالات التجاوز، وتوفير بيئة آمنة تدعم المريض والكادر الطبي على حد سواء.
وفي مستهل الاجتماع، أشاد وزير الصحة بالتفاعل الكبير من مختلف القطاعات الصحية مع “حملة ولي العهد للتبرع بالدم”، مؤكدًا أنها تجسيد لنهج قيادة المملكة في رعاية صحة الإنسان والارتقاء بجودة الحياة. وأكد المجلس الصحي السعودي على أهمية تكامل جهود جميع القطاعات ذات العلاقة لتنفيذ القرارات المعتمدة، بما يحقق أهدافها في تعزيز سلامة المجتمع وصحة أفراده.