تراجع مفاجئ.. سعر الذهب اليوم يخالف التوقعات رغم خفض الفائدة الأميركية

استقر سعر الذهب عند مستويات أدنى من ذروته التاريخية، بعد تراجعه عقب إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة. شهد المعدن الثمين قفزة وجيزة إلى مستوى قياسي جديد فور القرار، لكنه سرعان ما أنهى الجلسة متراجعًا. ويعزو المحللون هذا التراجع إلى تفسير المتعاملين لنبرة الفيدرالي بأنها أقل تيسيرًا مما كان متوقعًا، مما أثر سلبًا على جاذبية الذهب ودفع مؤشر الدولار للارتفاع.

تفسير تراجع الذهب رغم خفض الفائدة من الفيدرالي

خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع. ورغم أن أسعار الفائدة المنخفضة عادة ما تعزز جاذبية الذهب كونه لا يدر عائدًا، إلا أن المعدن الأصفر لم يستفد من هذا القرار على المدى الطويل. فقد سجل الذهب قفزة وجيزة إلى ذروة جديدة عند 3,707.57 دولارات للأونصة عقب القرار، لكنه تراجع بنسبة 0.8% بنهاية الجلسة. جاء هذا التراجع بعد أن فسر المتعاملون نبرة رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بشأن السياسة النقدية المستقبلية على أنها أقل ميلاً للتيسير مما كانوا يتوقعون. وأشار باول إلى أن ضغوط التضخم الناتجة عن الرسوم الجمركية تمثل مصدر قلق، مؤكدًا أن البنك سيتخذ قراراته “اجتماعًا تلو الآخر” فيما يتعلق بأي تحركات إضافية على صعيد الفائدة. وقد دفع هذا التصريح عوائد سندات الخزانة إلى التراجع، بينما شهد مؤشر الدولار ارتفاعًا، مما انعكس سلبًا على جاذبية أسعار الذهب.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. أسعار الذهب اليوم الأحد 24-8-2025 تخالف كل التوقعات | مفاجأة في سعر عيار 21

أداء الذهب القياسي في ظل التوترات الجيوسياسية

شهد الذهب أداءً استثنائيًا منذ بداية العام، محققًا مكاسب بنحو 40%، ومتفوقًا بذلك على معظم الأصول الأخرى الرئيسية، بما في ذلك مؤشر “إس آند بي 500” للأسهم الأميركية. وتجاوز المعدن الثمين بذلك الرقم القياسي المعدل وفق التضخم الذي كان قد سجله في عام 1980. وقد أسهمت مجموعة من العوامل في دعم هذا الارتفاع القياسي في سعر الذهب:

  • حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري المستمرة في أنحاء العالم.
  • مشتريات البنوك المركزية العالمية الكبيرة والمتزايدة للذهب.
  • التدفقات القوية على صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب.

تؤكد هذه العوامل مجتمعة على دور الذهب كملاذ آمن مفضل للمستثمرين في أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي، مما يدفعهم نحو حيازة الذهب لتنويع محافظهم وحمايتها من التقلبات الشديدة.

اقرأ أيضًا: رقم اليوم.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري بالبنك المركزي | هل تتغير التوقعات؟

تدخلات سياسية وتوقعات مستقبلية لسعر الذهب

يأتي قرار خفض الفائدة الأخير في ظل ظروف غير مسبوقة يمر بها البنك المركزي الأميركي. فالحاكمة ليزا كوك تخوض معركة قضائية مع الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يحاول عزلها. كما تم تعيين المستشار الاقتصادي ستيفن ميران في مجلس الفيدرالي بشكل مؤقت، وكان الوحيد الذي صوت ضد قرار خفض الفائدة، مفضلاً خفضًا أعمق بمقدار نصف نقطة مئوية. يرى بعض مراقبي الأسواق أن التدخل السياسي في استقلالية الفيدرالي قد يكون عاملًا إضافيًا يدعم ارتفاع أسعار الذهب في المستقبل، حيث يقلل من الثقة في المؤسسات المالية التقليدية.

وفيما يتعلق بتوقعات أسعار الذهب، أصدرت بنوك استثمار عالمية كبرى تقديراتها لمستقبل المعدن الأصفر:

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. المصرية للاتصالات تتخذ قرارًا هامًا بالتوسع في مراكز البيانات الإقليمية | شراكة كبرى مع هيليوس للاستثمار

المؤسسةالتوقعملاحظات
جولدمان ساكس5,000 دولار للأونصةإذا تحول 1% فقط من حيازة الأفراد لسندات الخزانة إلى الذهب.
دويتشه بنك4,000 دولار للأونصةللعام المقبل.

تعكس هذه التوقعات نظرة إيجابية لمستقبل الذهب، مستندة إلى استمرار حالة عدم اليقين وضعف الثقة في الأصول التقليدية، مما يدفع المزيد من المستثمرين للبحث عن الذهب كملاذ استثماري آمن ومستقر.

متابعة أداء الذهب والمعادن الثمينة الأخرى

بحلول الساعة 8:50 صباحًا بتوقيت سنغافورة، لم يشهد سعر الذهب تغييرًا يُذكر، مسجلًا 3,661.99 دولارًا للأونصة. وفي المقابل، ارتفع مؤشر بلومبرغ الذي يقيس أداء الدولار بنسبة 0.1%. كما سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم، وهي معادن ثمينة أخرى، مكاسب متباينة في تداولات اليوم، مما يشير إلى توجه عام نحو المعادن الثمينة رغم تراجع الذهب في الجلسة السابقة. هذا التباين في الأداء يعكس حساسية كل معدن للعوامل الاقتصادية والجيوسياسية المختلفة التي تؤثر على أسواق الاستثمار العالمية.

اقرأ أيضًا: في 8 بنوك دفعة واحدة.. سعر الدولار يتراجع بشكل ملحوظ بنهاية تعاملات الأحد