للتحقيق والمحاسبة.. الصحة تحيل ملفات الشركات المطوّرة للمستشفيات إلى النائب العام

أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في متحدثها الدكتور حسام عبد الغفار، عن إحالة عدد من المخالفات الجنائية التي ارتكبتها شركات تطوير المستشفيات إلى النائب العام للتحقيق فيها. يأتي هذا الإعلان فيما تواجه مصر والعالم أزمة متفاقمة تتمثل في نقص الكوادر الطبية، خاصة الأطباء، وهي مشكلة تتطلب حلولًا عاجلة على المستويين المحلي والدولي لمواجهة العجز المتوقع.

إحالة مخالفات شركات تطوير المستشفيات للنيابة العامة

أوضح الدكتور حسام عبد الغفار أن المخالفات التي ارتكبتها شركات تطوير المستشفيات تتنوع بين قصور إداري بسيط قد لا يتطلب سوى إجراءات تصحيحية، ومخالفات أخرى تصل إلى مستوى تتطلب فيه تدخل القانون الجنائي. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان أن الوزارة أحالت أكثر من واقعة للنيابة العامة، كان آخرها المشكلة المتعلقة بالإصابات التي شهدها مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي، مشددًا على أن العقوبة سيتم تحديدها بناءً على حجم الخطأ المرتكب. وتأتي هذه الخطوة لضمان جودة الخدمات المقدمة وحماية سلامة المرضى.

أزمة نقص الأطباء: تحدٍ عالمي متفاقم

انتقل الدكتور حسام عبد الغفار للحديث عن ملف نقص الكوادر الطبية، وخاصة الأطباء، مؤكدًا أن هذه الأزمة لا تقتصر على مصر وحدها، بل تمثل تحديًا عالميًا تواجهه العديد من الدول. وأشار إلى أن توقعات منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي تشير إلى عجز كبير بحلول عام 2030، يقدر بنحو ثمانية عشر مليون وظيفة في مجال الخدمات الصحية، منها عشرة ملايين وظيفة مخصصة للأطباء، خاصة في تخصصات الرعاية الأولية، مما ينذر بتفاقم أزمة توفير الرعاية الصحية الأساسية للمواطنين حول العالم.

أرقام صادمة: عجز متوقع في الكوادر الصحية عالميًا وعربيًا

تتسع دائرة أزمة نقص الأطباء لتشمل مناطق مختلفة حول العالم، حيث قدم الدكتور عبد الغفار أرقامًا توضيحية لحجم هذا العجز:

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن إقليم شرق المتوسط، الذي تعد مصر جزءًا منه، يعاني بشكل خاص من هذا النقص الكبير في أعداد الأطباء. أما على مستوى العالم العربي ككل، فتشير التقديرات إلى حاجة ماسة لست مائة ألف طبيب بحلول عام 2030، وذلك بسبب النمو السكاني المتزايد وعدم كفاية أعداد الخريجين الجدد لمواكبة هذه الزيادة في الطلب على الخدمات الطبية.

أسباب العزوف عن دراسة الطب وتأثيرها

وعلى الرغم من أن ظاهرة العزوف عن الالتحاق بكليات الطب قد لا تكون واضحة بنفس القدر في مصر، إلا أنها تمثل مشكلة عالمية في دول عدة. فلقد أشار الدكتور عبد الغفار إلى أن طبيعة العمل الطبي أصبحت تتسم بالإرهاق والضغوط الشديدة، في الوقت الذي تتوفر فيه وظائف أخرى بمتطلبات دراسية أقل وجهد مهني أضعف، لكنها تحقق استقرارًا ماديًا واجتماعيًا يضاهي أو يقارب ما يحققه مجال الطب. هذا التباين يسهم في تحويل اهتمام الشباب نحو مسارات مهنية أخرى، مما يزيد من تفاقم مشكلة نقص الأطباء على المدى الطويل.