قفزة مرتقبة.. سعر الذهب يعود للصدارة | متى يرتفع المعدن الأصفر عند خفض الفائدة الفيدرالية في بيئة تضخمية؟
تواصل أسعار الذهب الصمود قرب مستوياتها القياسية الأخيرة، وسط توقعات متفائلة من بنك أوف أمريكا بوصول الأونصة إلى 4000 دولار بحلول الربع الثاني من عام 2026. يدعم هذا الارتفاع المرتقب عوامل رئيسية تشمل سياسات الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة، بالإضافة إلى جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي المتزايدة.
توقعات بنك أوف أمريكا لمستقبل الذهب
يرى بنك أوف أمريكا أن الذهب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق قفزة سعرية ملحوظة، متوقعًا أن يصل سعر الأونصة إلى 4000 دولار بحلول الربع الثاني من عام 2026. ويأتي هذا التوقع على الرغم من وجود بعض ضغوط البيع قصيرة الأجل، حيث يؤكد البنك أن السوق لا يزال مدعومًا بقوة بفضل العديد من العوامل الاقتصادية والمالية العالمية التي تؤثر على أسعار الذهب على المدى الطويل.
دور الاحتياطي الفيدرالي وتخفيف أسعار الفائدة
يعتقد بنك أوف أمريكا أن سعي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتخفيف أسعار الفائدة، بالتزامن مع تزايد ضغوط التضخم، سيشكل دافعًا رئيسيًا لصعود الذهب. ويوضح فريق المعادن الثمينة في البنك، بقيادة مايكل ويدمر، أن الاحتياطي الفيدرالي يتبع عادةً نهجًا متوازنًا بين التوظيف الكامل واستقرار الأسعار. في سياق الذهب، يكون لإعطاء الأولوية لسوق العمل على التضخم أهمية كبيرة في دعم أسعار الذهب.
تاريخيًا، ومنذ عام 2001، شهد الذهب ارتفاعًا في كل مرة خفض فيها الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بينما كان مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي أعلى من 2%. وقد أشار البنك إلى أن أسعار الذهب ارتفعت في المتوسط بنحو 13% خلال 12 شهرًا بعد خفض الفيدرالي للفائدة في بيئة تضخمية مستمرة، وهو ما يبدو رد فعل خافتًا مقارنة بالارتفاع الحالي لأسعار الذهب بنحو 40% هذا العام حتى الآن.
السيناريو | متوسط ارتفاع أسعار الذهب | الفترة الزمنية |
بعد خفض الفيدرالي للفائدة في بيئة تضخمية (منذ 2001) | حوالي 13% | خلال 12 شهرًا |
ارتفاع الذهب هذا العام حتى الآن | حوالي 40% | منذ بداية العام |
عوامل رئيسية تدعم صعود أسعار الذهب
يشير فريق ويدمر إلى أن السياسة النقدية قصيرة الأجل في الولايات المتحدة ليست العامل الوحيد الذي يدفع أسعار الذهب للارتفاع. فهناك عدة محفزات أخرى تزيد من جاذبية المعدن الأصفر كاستثمار آمن.
- توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في ظل تضخم متزايد.
- الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
- الارتباط التاريخي بين المعدن الأصفر وأسعار الفائدة الاسمية طويلة الأجل.
- الضعف المحتمل للدولار الأمريكي وتساؤلات حول دوره كعملة احتياطية عالمية.
- استمرار البنوك المركزية العالمية في زيادة احتياطياتها من الذهب.
الذهب ملاذ آمن في ظل تحديات الاقتصاد العالمي
يجذب الذهب إقبالًا قويًا كملاذ آمن للمستثمرين القلقين بشأن التوقعات المالية الصعبة وتزايد أعباء الديون حول العالم. وقد ارتبط المعدن الأصفر تاريخيًا بأسعار الفائدة الاسمية لمدة 30 عامًا، حيث وصل إلى مستويات قياسية مع ارتفاع مؤشرات سندات الخزانة الأمريكية.
ضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية تدعم الذهب
يرى بنك أوف أمريكا أن الضعف المتزايد للدولار الأمريكي، مع بدء الدول في التشكيك في دوره كعملة احتياطية عالمية، يُمثل دعمًا إضافيًا مهمًا للمعدن النفيس. وبسبب هذه الظروف الاقتصادية الكلية، تواصل البنوك المركزية العالمية زيادة استثماراتها في الذهب. تمتلك السلطات النقدية حاليًا كميات من الذهب تفوق حيازاتها من سندات الخزانة، على الرغم من أن وتيرة مشترياتها من الذهب تباطأت قليلًا مقارنة بالعام الماضي. هذه العوامل مجتمعة ترسم صورة إيجابية لمستقبل الذهب وتبرر التوقعات المتفائلة بوصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.