خيانة المبادئ الإنسانية؟.. يويفا متهم بالتواطؤ مع إسرائيل.. وثائق تكشف الوجه الخفي للمنظمة.

كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن ازدواجية معايير صارخة في تعامله مع الأزمات الدولية، فبينما فرض عقوبات فورية وحاسمة على المنتخبات والأندية الروسية إثر النزاع في أوكرانيا عام 2022، تجاهل تمامًا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول مصداقية الهيئات الكروية العالمية، ومدى خضوعها للضغوط السياسية التي تفسد قيم الرياضة وأخلاقياتها، مؤكدًا أن المعايير الإنسانية موحدة لا تتجزأ.

عقوبات صارمة على روسيا: نموذج سرعان ما تلاشى

في أواخر فبراير 2022، لم يتردد الاتحادان الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) لكرة القدم في اتخاذ خطوات صارمة ضد روسيا، إثر بدء عملياتها العسكرية في أوكرانيا. تضمنت هذه الإجراءات تجميد عضوية المنتخبات والأندية الروسية، وحظر مشاركتها في كافة البطولات القارية والدولية، إضافة إلى استبعادها من تصفيات كأس العالم 2022 ودوري الأمم الأوروبية وتصفيات يورو 2024. لاقى هذا القرار ترحيبًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلام الغربي آنذاك، واعتبر “موقفًا إنسانيًا” حازمًا ضد العدوان، ما رسخ فكرة أن الرياضة يمكن أن تكون أداة للضغط الأخلاقي.

اقرأ أيضًا: اختبار جديد لميلان في الكالتشيو! هل يتخطى عقبة ليتشي بالجولة الثانية؟.. موعد المباراة والقنوات الناقلة

صمت يويفا المريب: إسرائيل بمنأى عن المساءلة الرياضية

على النقيض تمامًا، يبدو المشهد مختلفًا عندما يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، الذي أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى دمار واسع للمنازل والبنية التحتية. ورغم التنديد الأممي الواسع والدعوات المتكررة لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، لم يحرك يويفا أو فيفا ساكنًا، واستمرت الفرق الإسرائيلية في المشاركة بانتظام في البطولات الأوروبية مثل دوري المؤتمر الأوروبي والدوري الأوروبي، دون أي تعليق أو إجراء عقابي. هذا الموقف المتناقض يسلط الضوء على تسييس الرياضة ومعاييرها المزدوجة التي تفرغها من مبادئها الإنسانية الأساسية.

تسهيلات ليويفا لفرق الاحتلال رغم الانتهاكات الجسيمة

لم يكتف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالصمت وتجاهل الممارسات الإسرائيلية، بل قدم تسهيلات للفرق الإسرائيلية، مبررًا ذلك بـ “الظروف الأمنية” التي تستدعي إقامة مبارياتها في ملاعب محايدة. هذا الموقف يتناقض بشكل فاضح مع التعامل الصارم الذي طبقه على روسيا، التي فرضت عليها عقوبات مباشرة دون تقديم أي تسهيلات. هذه المعاملة الخاصة تعكس تحيزًا واضحًا وتسييسًا للمنظومة الرياضية، حيث يتم التغاضي عن انتهاكات جسيمة وتقديم الدعم لطرف على حساب القيم الإنسانية التي تدعي الرياضة أنها تتبناها.

اقرأ أيضًا: تطور جديد يربك الأهلي.. تساؤلات مثيرة حول تلميحات إمام عاشور بالميركاتو الشتوي

الرياضة والسياسة: معايير مزدوجة تدمر مصداقية يويفا

إن هذه الأحداث تعيد تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين الرياضة والسياسة، وتفضح الادعاءات الغربية بفصل هذين المجالين. يتضح جليًا أن القرارات تتخذ بناءً على حسابات سياسية ومصالح خاصة، بعيدًا عن المبادئ المعلنة للعدالة والمساواة. فكيف يمكن أن تُحرم دولة من المشاركة الرياضية بسبب نزاع سياسي، بينما تُمنح حقوق المشاركة كاملة لدولة تُتهم بارتكاب جرائم حرب موثقة ضد المدنيين؟ هذه الأسئلة تكشف حجم النفاق الدولي الذي يسيطر على الهيئات الكروية العالمية، ويدمر ما تبقى من مصداقيتها أمام ملايين المشجعين حول العالم. إن استمرار هذا التناقض يعني خسارة كبيرة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم من احترام من كانوا يظنون أن الرياضة رسالة سلام فوق الانحيازات.

اقرأ أيضًا: ضغط مكثف.. نابولي يهدد صفقة مانشستر يونايتد لضم هوجلوند | هل يفتح الباب أمام أروكودار؟