بعيدًا عن الزهايمر.. أمين الفتوى يكشف الأسباب الحقيقية للنسيان عند الشباب التي تخالف كل التوقعات
أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن ظاهرة النسيان المنتشرة بين الشباب حاليًا لا تعود لأمراض خطيرة مثل الزهايمر، بل هي نتيجة مباشرة لنمط الحياة العصري المليء بالانشغالات وضغط المعلومات الهائل. وأوضح أن هذه المشكلة ترتبط بعوامل يومية مثل قلة النوم الصحي الجيد والاستخدام المفرط للتكنولوجيا، إضافة إلى تأثير القلق والاكتئاب على كفاءة الذاكرة والتركيز لديهم.
لماذا ينسى الشباب: ضغط المعلومات وتداخل المهام
يشير الدكتور المهدي إلى أن الدماغ البشري، خاصة لدى الشباب، عندما يتعرض لكم هائل من المعلومات والمهام اليومية المتتالية، يحدث تداخل بين هذه البيانات. هذا التداخل يؤدي إلى صعوبة استرجاع بعض المعلومات أو نسيانها تمامًا، خصوصًا إذا لم يمنح الدماغ فرصة كافية لترتيبها وتنظيمها بشكل فعال. تعتبر هذه الظاهرة إحدى أبرز أسباب النسيان المتكرر لدى فئة الشباب في عصرنا الحالي.
علاقة النوم والتكنولوجيا بضعف الذاكرة الحديثة
يعد النوم الصحي والكافي عاملًا حاسمًا في تكوين الذاكرة طويلة المدى وتثبيت المعلومات. يؤكد أستاذ الطب النفسي أن النوم المتقطع أو غير الجيد يمنع تخزين العديد من المعلومات بشكل صحيح في الدماغ، مما يجعلها عرضة للنسيان السريع. كما أن التكنولوجيا الحديثة، بشاشاتها وهواتفها المحمولة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا ليلًا ونهارًا، تؤثر سلبًا على جودة النوم وتقلل من ساعات الراحة اللازمة للدماغ، ما يزيد من شكاوى النسيان وقلة التركيز.
تأثير القلق والاكتئاب على القدرات الذهنية
لا تقتصر أسباب ضعف الذاكرة والتركيز على العوامل الحياتية والنوم، بل تشمل أيضًا العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب. يوضح الدكتور المهدي أن هذه الحالات النفسية تؤثر بشكل مباشر على القدرة المعرفية للشباب، حيث يصعب عليهم التركيز وتتأثر ذاكرتهم قصيرة المدى. وفي المقابل، فإن الأمراض العضوية التي تؤثر على الذاكرة عادة ما تكون نادرة جدًا في هذه الفئة العمرية، إلا في حالات استثنائية كالإصابات المباشرة للرأس.
نصائح عملية لتحسين الذاكرة والحفاظ على التركيز للشباب
للتغلب على مشكلة النسيان وتقوية الذاكرة، يقدم الدكتور محمد المهدي مجموعة من النصائح الأساسية للشباب:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد والعميق بشكل منتظم.
- ترتيب الأولويات اليومية وتجنب إرهاق الدماغ بكم كبير من المهام المتزامنة.
- أخذ فترات راحة قصيرة ومنتظمة خلال اليوم لإعطاء الدماغ فرصة للاسترخاء وإعادة التنظيم.
- الحد من استخدام الشاشات والهواتف المحمولة، خاصة قبل النوم، لتحسين جودة الراحة.