قفزة جديدة 15%.. الذهب في مصر والعالم يترقب قرار الفيدرالي الأميركي: توقعات بارتفاع قياسي للأسعار مع تراجع الفائدة
تترقب الأسواق العالمية اليوم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، والذي يحمل تأثيرًا مباشرًا على مسار أسعار الذهب محليًا وعالميًا. يأتي هذا الترّقب في ظل قفزات سعرية غير مسبوقة للمعدن الأصفر خلال الأسبوعين الماضيين، مدفوعًا بتزايد الإقبال عليه من المستثمرين كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.
توقعات قرار الفيدرالي وتأثيره على أسعار الذهب
تزامنت الأحاديث حول توقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 0.25% للمرة الأولى في عام 2025 مع صعود لافت في أسعار الذهب عالميًا وفي الأسواق المحلية بمصر. هذا الارتفاع تزامن كذلك مع تراجع مؤشر الدولار أمام سلة العملات العالمية، مما يشجع المستثمرين على التحول نحو أصول أكثر أمانًا مثل الذهب. قرار الفيدرالي سيكون له دور حاسم في تحديد توجه الأفراد نحو الادخار أو الاستثمار في الذهب أو العقارات أو الدولار.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب محلياً وعالمياً
شهدت أسواق الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 350 جنيهًا خلال الأسبوعين الماضيين فقط. فمثلاً، صعد سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصرية، من 4600 جنيه إلى 4950 جنيهًا، وهو ما يمثل تحركًا كبيرًا ومؤثرًا على ديناميكيات السوق. عالميًا، ارتفع سعر الأوقية بنحو 175 دولارًا في نفس الفترة.
المؤشر | السعر قبل أسبوعين | السعر الحالي | الارتفاع المسجل |
جرام الذهب عيار 21 (مصر) | 4600 جنيه | 4950 جنيه | 350 جنيه |
أوقية الذهب عالميًا | 3500 دولار | 3675 دولار | 175 دولار |
خبراء يوضحون مستقبل المعدن الأصفر في مصر
أوضح عمرو المغربي، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، أن خفض أسعار الفائدة المتوقع من الفيدرالي سيدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع عالميًا ثم في السوق المصري. ولكنه حذر من أن هذا الصعود قد يكون قصير الأمد يتبعه انخفاض نتيجة عمليات جني الأرباح، مما قد يشكل ضغطًا على أسواق الصاغة في مصر. وأشار المغربي إلى أن السوق المحلي يشهد إقبالًا طبيعيًا منذ بداية عام 2025 رغم الارتفاع الأخير، حيث تفوق عمليات البيع الشراء، مستفيدًا الأفراد من الأسعار المرتفعة لجني الأرباح، خاصة مع بدء العام الدراسي والتزامات المواطنين المالية.
توقعات بصعود إضافي لأسعار الذهب بعد خفض الفائدة
من جهته، توقع نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، أن تشهد أسعار الذهب عالميًا ومحليًا صعودًا ملحوظًا عقب أي انخفاض في أسعار الفائدة. حيث يميل العديد من الأفراد إلى كسر شهادات الاستثمار والأوراق المالية وتحويلها إلى استثمارات في الذهب عند ارتفاع أسعاره. وتوقع نجيب زيادة محتملة تصل إلى نحو 15% في أسعار الذهب في السوق المصرية، مع صعود الأوقية العالمية إلى مستويات أعلى.
الأسباب الحقيقية وراء صعود الذهب والفرص الاستثمارية
أرجع محمد جمال صيام، أحد تجار الصاغة المحليين، الارتفاع الحالي في أسعار الذهب بمصر إلى الطلب الخارجي القوي من البنوك المركزية الدولية ومن الأفراد للحفاظ على قيمة أموالهم، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم. وأكد صيام أن أسعار الذهب في التوقيت الحالي مرشحة للزيادة بغض النظر عن قرار الفيدرالي الأمريكي، وذلك بفعل الأحداث والتوترات والحروب الإقليمية على الساحة العالمية.
شدد صيام على أن الفترة الحالية تعتبر مناسبة للشراء والاستثمار في المعدن الأصفر، متوقعًا زيادات غير مسبوقة في الأسعار خلال الفترة المقبلة. ودعا أصحاب الفوائض المالية إلى استغلال الوقت الراهن للشراء والاستثمار في الذهب لضمان الاستفادة من أي صعود محتمل في المستقبل.
يتفق الخبراء على أن التوجه الحالي للمستثمرين نحو الذهب يمثل جزءًا من استراتيجية واسعة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والتقلبات السياسية. مما يؤكد أن أسعار المعدن الأصفر ستظل مرتبطة بالتطورات العالمية في أسواق الفائدة وأسعار الدولار والتوترات الجيوسياسية، مما يجعل الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا للأفراد والبنوك المركزية على حد سواء.