قرار جديد.. الْدُّخُول الْمَدْرَسِي: كل ما تريد معرفته عن مهام جمعيات الآباء والأمهات وأولياء التلامـيذ

يواجه الدخول المدرسي تحديات متزايدة عامًا بعد عام، ورغم الأهمية القصوى لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في دعم إصلاح التعليم، فإن أدوارها الحيوية غالبًا ما تصطدم بواقع من التحديات والركود. هذا التباين يفتح نقاشًا جادًا حول مدى فعاليتها في تحقيق الأهداف المنوطة بها والدفاع عن مصالح الطلاب، في ظل تطلعات كبيرة نحو مستقبل تعليمي أفضل.

الدخول المدرسي: بين الاحتفال الإعلامي ومرارة الواقع

بينما تروج وسائل الإعلام لصورة مشرقة للدخول المدرسي، من احتفالات بعيد المدرسة واستقبال للأولياء وعقد للمجالس التربوية، يظل الواقع على الأرض مختلفًا. فالمؤسسات التعليمية تعاني من مشكلات مزمنة تتكرر كل عام، مثل تأخر عمليات التسجيل واكتظاظ الفصول الدراسية ونقص حاد في الأطر التربوية، وهي تحديات تؤثر سلبًا على جودة التعليم وتجعل المدرسة لا تؤدي دورها المنشود كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية التي تحتضن أجيال المستقبل وتحميهم من الانحراف الدراسي والسلوكي.

اقرأ أيضًا:

في 3 ثوانٍ فقط.. فتح حساب بنك الخرطوم بالرقم الوطني: الخطوات والشروط لتفعيل تحويلاتك الفورية

الدور القانوني والتربوي لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ

لقد نصت التشريعات والمذكرات الوزارية على ضرورة وجود جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ كشريك أساسي وفاعل في المنظومة التعليمية. تُعتبر هذه الجمعيات هيئة مستقلة داخل المؤسسات، ولها تمثيل في المجالس الإدارية للأكاديميات ومجالس المؤسسة ومجلس التدبير والمجالس التربوية ومجالس الأقسام. يرتكز دورها على صبغتها التربوية والاجتماعية، بهدف أساسي يتمثل في الدفاع عن حقوق التلميذات والتلاميذ في التمدرس وتفعيل التواصل بين المؤسسة والأسرة.

تهدف هذه الجمعيات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الحيوية لدعم العملية التعليمية والتربوية، منها:

اقرأ أيضًا: تفاصيل مفاجئة.. أبل تكشف أسرار آيفون 17 وميزات لم تُرَ من قبل

  • توعية الآباء والأولياء بمشكلات المؤسسة والتلاميذ وخلق وعي مجتمعي بقضايا التعليم.
  • إذكاء روح التكافل الاجتماعي والتعاون من خلال إحياء الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية والتربوية.
  • تنظيم أوراش للنظافة والبستنة والتجميل داخل المؤسسات التعليمية لتحسين البيئة المدرسية.
  • دراسة المشكلات التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على التلاميذ، مثل التوقف الدراسي، واقتراح البدائل والحلول بالتعاون مع إدارة المؤسسة.

تحديات الأداء وواقع جمعيات الآباء: ضعف الانخراط وسوء التسيير

على الرغم من هذا الإطار القانوني الواضح والأهداف السامية، تشير العديد من الدراسات والتقارير إلى وجود ركود ملحوظ في عمل هذه الجمعيات. يتجلى هذا الركود في ضعف انخراط أغلب الأسر في الجموع العامة وعدم مشاركتها الفاعلة في الأنشطة المبرمجة. كما يكشف الواقع أن بعض رؤساء هذه الجمعيات لا يدركون تمامًا الدور المنوط بهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ما يجعلهم في بعض الأحيان تحت وصاية مديري المؤسسات، رغم المذكرات الوزارية التي تشدد على استقلالية ودور الجمعيات الموازي في النهوض بالنموذج التربوي.

الأسوأ من ذلك، هو ما كشفت عنه بعض التقارير من استغلال هذه الجمعيات من قبل ما وصفت بـ “اللوبيات”، التي تحولها إلى “بقرة حلوب” لنهب جيوب الآباء والأولياء، خاصة خلال فترة الدخول المدرسي. يحدث هذا دون محاسبة حقيقية أو تقديم كشوفات مالية موثقة، أو حتى تمثيلية فعلية داخل المؤسسات التعليمية، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لفتح تحقيقات ومحاسبة من يسيئون لهذا الدور الحيوي.

اقرأ أيضًا: قفزة مفاجئة.. سعر الذهب في السعودية اليوم 14 أغسطس 2025 (تحديثات الريال والدولار)