بعد مسيرة امتدت لـ 25 عامًا.. مورينيو يختار بنفيكا فهل يعود “الخاص” إلى نقطة البداية؟

بعد ربع قرن من رحيله، يبدو أن المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو في طريقه للعودة إلى قيادة بنفيكا، النادي الذي شهد بداياته التدريبية القصيرة. تأتي هذه الأنباء المثيرة للجدل، التي كشفت عنها قناة RTP البرتغالية، في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها بنفيكا على أرضه أمام كاراباغ الأذربيجاني في دوري أبطال أوروبا، ما يفتح الباب أمام “المدرب المميز” لإنهاء مهمة طال انتظارها في لشبونة.

عودة جوزيه مورينيو لتدريب بنفيكا

في الثانية والستين من عمره، يستعد “الابن الضال” للعودة إلى ناديه البرتغالي الأول، بنفيكا، في خطوة من شأنها أن تعيد إشعال الحماس بين الجماهير. هذه العودة المرتقبة تأتي في توقيت حرج للنادي، الذي يعاني من نتائج متذبذبة كان آخرها الخسارة المفاجئة أمام كاراباغ، حيث قلب الفريق الأذربيجاني تأخره بهدفين إلى فوز متابعةلاثة أهداف لهدفين. ومن المفارقات أن بنفيكا كان قد أطاح بفنربخشة، آخر محطات مورينيو التدريبية، من المنافسات الأوروبية بعد أسبوعين فقط من إقالة المدرب البرتغالي من الفريق التركي.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. مواجهتان ناريتان لمنتخب الناشئين أمام السعودية قبل كأس الخليج

إنجازات مورينيو: مسيرة كروية حافلة بالنجاح

يُصنف جوزيه مورينيو، المولود في مدينة سيتوبال الساحلية، ضمن نخبة المدربين العالميين على مر العصور. يشتهر المدرب البرتغالي بسجله الحافل بالألقاب والبطولات الكبرى.

* فاز بألقاب الدوري المحلي في أربع دول أوروبية مختلفة.
* يُعد واحدًا من ستة مدربين فقط تمكنوا من رفع كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا) مع ناديين مختلفين.
* هو المدرب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي أحرز الألقاب في جميع مسابقات الأندية الأوروبية الثلاث الحالية وهي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات الأوروبي.

اقرأ أيضًا: استجابة للضغوط؟.. تطور جديد بشأن تقرير محمد معروف وموقف الأهلي

تجربة مورينيو الأولى مع بنفيكا عام 2000

على الرغم من إنجازاته الكبيرة مع أندية بحجم بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد، فإن تجربته التدريبية الأولى والقصيرة مع بنفيكا في عام 2000 كانت ذات أهمية خاصة في مسيرته. عُين مورينيو في سبتمبر من ذلك العام خلفًا للمدرب يوب هاينكس بعد بداية موسم متعثرة، حيث حقق الفريق فوزين فقط من أصل خمس مباريات تحت قيادة المدرب الألماني. وصل مورينيو إلى نادٍ يغرق في اضطرابات سياسية داخلية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وانهيار واضح في غرفة تبديل الملابس.

عمل مورينيو جنبًا إلى جنب مع مساعده كارلوس موزر، المدافع السابق للنادي والمنتخب البرازيلي. نجح “المدرب المميز” في عزل لاعبيه عن الضجيج الخارجي، وأحدث نقلة نوعية في الفريق المتعثر، تُوّجت بفوز مذهل ومقنع متابعةلاثة أهداف دون رد على الغريم التقليدي سبورتينغ، والذي كان يُعد من الفرق المرشحة بقوة للفوز باللقب آنذاك. هذا الفوز أعاد البسمة إلى جماهير بنفيكا وأشعل حماستها.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. نيوكاسل يخطف نجم أستون فيلا

نهاية سريعة لشهر العسل بين مورينيو وبنفيكا

لم يستمر شهر العسل طويلاً بين جوزيه مورينيو وبنفيكا. على الرغم من سجله التدريبي الجيد في تلك الفترة، حيث حقق الفريق تحت قيادته نتائج إيجابية، إلا أن خلافاته مع الرئيس المنتخب حديثًا مانويل فيلارينيو أدت إلى رحيله المفاجئ.

توضح هذه الإحصائيات أداء بنفيكا تحت قيادة مورينيو في تلك الفترة القصيرة:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. كومان نصرًاوي | توقيع عقد اللاعب في هونج كونج قبل السوبر السعودي

عدد المبارياتعدد الانتصاراتعدد التعادلاتعدد الهزائم
11632

رحل مورينيو بعد يومين فقط من الانتصار الكاسح على سبورتينغ، معلنًا قراره في قاعة مؤتمرات امتلأت بالجماهير التي كانت تهتف باسمه. قال مورينيو في 5 ديسمبر 2000: “إنه يوم حزين للغاية بالنسبة لنا، اليوم الذي ننهي فيه علاقتنا التعاقدية مع بنفيكا”. من جانبه، أشاد فيلارينيو بمورينيو، واصفًا إياه بالساحر. أضاف فيلارينيو للصحفيين: “قبل مورينيو، كان أداء بنفيكا سيئًا للغاية. كان لدينا فريق ضعيف، والسيد مورينيو، وهو مدرب ممتاز وقائد للرجال، أشبه بساحر، نجح في تغيير هذه العقليات”. وكشف فيلارينيو عن تفاصيل الخلاف: “فاز مورينيو على سبورتينغ بنتيجة 3-0، وكان ذلك يوم سبت. يوم الاثنين لدينا اجتماع لمجلس الإدارة. إما أن تجددوا عقده لعام آخر، أو لن يدرب غدًا”.

مسيرة مورينيو بعد بنفيكا نحو العالمية

بعد مغادرته بنفيكا، واصل مورينيو مسيرته التدريبية، متنقلًا بين أندية أوروبية عملاقة، محققًا نجاحات مدوية صنعت له شهرة عالمية.
* قاد فريق أونياو ليرا المتواضع لمدة موسم واحد، ليترك بصمة واضحة على أداء الفريق.
* انتقل بعدها إلى بورتو، حيث حقق نجاحًا غير مسبوق، تمثل في الفوز بلقب الدوري البرتغالي مرتين متتاليتين، وكأس البرتغال، وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2003، ثم تُوج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2004 في إنجاز تاريخي للنادي.
* تضمنت مسيرته المهنية المتقلبة والمثيرة بعد بورتو قيادة أندية تشيلسي الإنجليزي، وإنتر ميلان الإيطالي حيث فاز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في مسيرته، وريال مدريد الإسباني، ومانشستر يونايتد، وتوتنهام هوتسبير، وروما، وأخيرًا فنربخشة التركي.

اقرأ أيضًا: صدمة عقوبة سواريز: مغلظة بعد البصق على المدرب

الآن، وبعد عقدين ونصف من تلك التجربة القصيرة، يعود جوزيه مورينيو إلى وطنه، إلى بنفيكا، في محاولة لإنهاء مهمة تدريبية بدأت قبل 25 عامًا وتركت إرثًا من الأحلام والتساؤلات عما كان يمكن أن يحققه “المدرب المميز” لو استمر في قيادة الفريق.