تطور جديد يثير القلق.. ساويرس يوضح كيف يؤثر ضغط المقاولات على جودة الوحدات وفترات السداد الطويلة تهدد الوضع المالي للمطورين
يواصل رجل الأعمال البارز المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أورا ديفلوبرز إيجيبت، تشخيص التحديات التي تواجه السوق العقاري المصري بجرأة وشفافية. وقد حذر ساويرس من مخاطر فترات السداد الطويلة وارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها السلبي على جودة الوحدات واستقرار المطورين المالي. وفي المقابل، أشاد ساويرس بالمشروعات السياحية الكبرى ودعا إلى تعزيز دور القطاع الخاص في إدارة المرافق الحيوية لتنمية السياحة، مؤكدًا على أهمية الجدية والمثابرة للشباب.
تحديات السوق العقاري المصري وسبل العلاج
حذر المهندس نجيب ساويرس من أن فترات السداد الطويلة التي تتراوح بين 12 إلى 15 عامًا تمثل خطرًا كبيرًا على الاستقرار المالي للشركات مانشيت. وأوضح أن هذه الفترات لا تتناسب مع مدة تنفيذ المشروعات التي تتراوح عادة بين 3 إلى 4 سنوات، مما يخلق فجوة تمويلية تؤثر على استدامة الشركات وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها. كما انتقد ساويرس الضغط على شركات المقاولات لتسريع وتيرة التنفيذ في توقيتات قصيرة بهدف طرح وحدات جاهزة، مشيرًا إلى أن هذا الضغط قد ينعكس سلبًا على جودة المنتج النهائي وثقة العملاء.
التكلفة الحقيقية للوحدات مانشيت: تحليل نجيب ساويرس
أشار ساويرس إلى أن السعر المعلن للوحدات مانشيت لا يعكس التكلفة الحقيقية للبناء بقدر ما يتضمن فوائد مرتفعة، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا على المستهلك والمطورين على حد سواء.
| العنصر | النسبة من سعر الوحدة الإجمالي |
| التكلفة الحقيقية للوحدة | 30% |
| الفوائد على الأقساط طويلة الأجل | 70% |
وشدد على أن ارتفاع أسعار الفائدة يعد أحد أكبر التحديات للمطورين، حيث يدفعهم لتقديم تسهيلات سداد طويلة لمواجهة تراجع القدرة الشرائية، مما يقلل من ربحيتهم.
حلول مقترحة لتحسين الوضع العقاري
طرح ساويرس عددًا من الحلول لمعالجة مشكلات السوق العقاري، مؤكدًا على ضرورة تبني استراتيجيات أكثر أمانًا واستدامة:
- خفض أسعار الفائدة لتتراوح بين 8 إلى 10%، مما يحقق التوازن بين البنوك والمطورين والعملاء.
- دخول البنوك كجهة تمويل للعملاء بدلًا من أن يتحمل المطورون عبء التقسيط، لزيادة سرعة دوران رأس المال.
- اعتماد مبدأ “البناء أولًا ثم الطرح للبيع” لضمان التوازن بين حجم التنفيذ ومعدل المبيعات.
- سرعة إنهاء التراخيص والإجراءات الحكومية التي تستغرق حاليًا من 6 أشهر إلى عام، مما يرفع تكلفة التنفيذ بنسبة 20-25% بسبب تغير أسعار الخامات.
- التأكيد على أن السوق العقاري المصري ليس في مرحلة فقاعة عقارية، حيث يعتمد أكثر من 70% من تمويل الوحدات على التمويل الذاتي من العملاء.
- التحذير من رسوم التحسين على أراضي هيئة المجتمعات العمرانية، معتبرًا إياها عبئًا إضافيًا يضر بمناخ الاستثمار وثقة الشركات.
فرص استثمارية واعدة ودعم السياحة في مصر
أشاد المهندس نجيب ساويرس بالشراكات الإستراتيجية التي أبرمتها الحكومة المصرية مع شركات إماراتية وسعودية كبرى لتطوير مشروع سياحي ضخم على البحر الأحمر. واعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية تعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية وسياحية واعدة، مشيدًا بمشروع “الجونة” كنموذج ناجح وغير تقليدي يثير اهتمام العملاء عالميًا.
تطوير منطقة الأهرامات والمطارات
دعا ساويرس إلى استغلال الطفرة غير المسبوقة في أعداد السياح الوافدين إلى مصر، والعمل على تعزيز البنية التحتية السياحية.
- توفير المزيد من الفرص الاستثمارية لإقامة فنادق متنوعة المستويات بمنطقة الأهرامات، تماشيًا مع رؤية الدولة لزيادة أعداد السياح إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030، ومع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.
- سرعة توفير الأراضي للقطاع الخاص لإنشاء هذه الفنادق، وإنهاء التراخيص اللازمة، وتوفير التمويلات المصرفية للشركات الراغبة في التنفيذ.
- طرح إدارة وتشغيل عدد من المطارات للقطاع الخاص لزيادة كفاءة التنظيم والدقة وتقليص وقت الإجراءات، مما يدعم جذب المزيد من السياح.
- أهمية إدراج منهج تعليمي توعوي في المراحل الدراسية لزيادة الثقافة السياحية لدى النشء، باعتبار السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي والعملة الصعبة.
وبشأن الاستثمار في منطقة وسط البلد، أكد ساويرس أنه لا يستهدف الاستثمار فيها حاليًا، رغم رؤيته بأن المنطقة لها إمكانات خاصة يجب الاستفادة منها.
رسالة إلى الشباب والحكومة ومستقبل شركات أورا
وجه المهندس نجيب ساويرس رسالة مباشرة إلى الشباب المصري، مؤكدًا أن مشكلة البطالة ليست ناتجة عن غياب الفرص بقدر ما ترتبط بغياب الجدية والالتزام.
- الفرص متوفرة في السوق المصرية، سواء للوظائف أو للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
- النجاح يتطلب رغبة حقيقية في العمل، وتحمل للمسؤولية، وجهدًا وإصرارًا مستمرين، وليس مجرد الذكاء.
- على الشباب الراغبين في ريادة الأعمال الاعتماد على الدراسة والتخطيط المسبق، واستخدام التكنولوجيا بجدية لبلورة الأفكار.
- “العمل لن يأتي إليك، أنت من تذهب إليه”، مؤكدًا أن العزيمة والمثابرة هما العنصران الحاسمان في تحقيق الإنجازات.
كما دعا الحكومة إلى مواجهة التحديات البيروقراطية وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين لدعم النمو الاقتصادي.
وفي سياق آخر، كشف ساويرس عن خطة لدراسة دمج جميع الشركات التابعة له في مصر تحت مظلة واحدة تحمل اسم “أوراسكوم القابضة”، بدلًا من إدراج كل شركة بشكل منفصل في البورصة. وأوضح أن هذه الخطوة ستمنح الإدارة مرونة أكبر في اتخاذ القرارات، وستخلق كيانًا قويًا يعكس الحجم الحقيقي لاستثمارات المجموعة المتشعبة في السوق المصرية.