ارتفاع لافت.. سعر اليوان يتجه صعودًا قبيل اتصال حاسم بين ترمب وشي | تطور اقتصادي يثير التساؤلات

سجل اليوان الصيني ارتفاعًا ملحوظًا، متجاوزًا السعر المرجعي اليومي الذي يحدده البنك المركزي للمرة الأولى منذ يوليو، مما يعكس تزايد التفاؤل بين المتعاملين في الأسواق العالمية. يأتي هذا الارتفاع رغم ترقب الأسواق لثلاثة أحداث محورية قد تحدد مسار العملة الصينية، أبرزها قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومكالمة مرتقبة بين الرئيسين شي وترامب.

ديناميكية اليوان: ارتفاع ملحوظ في السوق الخارجية

شهد اليوان في السوق الخارجية (CNH)، والذي يتأثر بشكل أكبر بمشاعر المستثمرين لكونه أقل خضوعًا للتدخلات الرسمية مقارنة بنظيره في السوق المحلية (CNY)، ارتفاعًا مؤقتًا متجاوزًا السعر المرجعي يوم الأربعاء. وقد ظل اليوان في السوق الخارجية أقوى من نظيره المحلي تقريبًا طوال أيام هذا الشهر، في تحول لافت عن مساره خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين. تعمل وظيفة السعر المرجعي على توجيه حركة اليوان داخل الصين، حيث يُسمح للعملة بالتداول ضمن نطاق 2% صعودًا وهبوطًا حول هذا المستوى. ارتفع اليوان في السوق الخارجية بنسبة 0.3% هذا الأسبوع، ليصل يوم الأربعاء إلى 7.1004 مقابل الدولار، في حين جرى تحديد السعر المرجعي عند 7.1013.

أحداث محورية قد ترسم مسار العملة الصينية

على الرغم من تنامي التفاؤل حيال صعود اليوان، فإن مساره قد يتوقف على ثلاثة أحداث محفوفة بالمخاطر تستعد الأسواق لترقبها. هذه الأحداث قد تؤثر بشكل كبير على سعر صرف اليوان مقابل الدولار الأمريكي:

• قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، والذي قد يؤدي إلى حدوث تقلبات حادة في الدولار، وهو العامل الأبرز وراء قوة اليوان أو ضعفه.
• الاتصال المرتقب بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب، والذي قد يترك أثرًا على تحركات العملة بحسب مخرجاته.
• أي اتفاق نهائي يضمن استمرار عمل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، والذي يحمل تداعيات على العلاقات التجارية والتكنولوجية بين البلدين.

توقعات المحللين: مستقبل زوج الدولار-يوان

يراقب بعض المحللين مستوى 7.1 يوان مقابل الدولار في التسعير اليومي، باعتباره مؤشرًا على توجهات البنك المركزي الصيني. وفي هذا السياق، قال خون جوه، رئيس الأبحاث الآسيوية لدى “أستراليا أند نيوزيلندا بانكينغ غروب” ومقرها في سنغافورة: “مع تقارب اليوان في السوق الخارجية مع السعر المرجعي وتراجع قوة الدولار، يبدو أن الوقت مناسب لاستئناف تعزيز السعر المرجعي”. وأضاف جوه أنه “من المتوقع أن يتراجع زوج الدولار-يوان، مع تقديراتي بأن يصل إلى 7.05 بنهاية العام، ويهبط دون مستوى 7 خلال العام المقبل”، في إشارة إلى احتمالية استمرار صعود اليوان. من جانبها، قالت فرانسيس تشيونغ، المسؤولة عن وضع الرؤى والتوقعات بشأن الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة لدى شركة “أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب” ومقرها في سنغافورة: “نتوقع أن يتجه سعر صرف الدولار/اليوان نحو مستوى 7.08 بنهاية العام، مع احتمال أن ينخفض دونه”. وأضافت أن “تسعيرات اليوان المرجعية تشير إلى أن السلطات تسمح بوتيرة تدريجية ومضبوطة من الارتفاع، في حين يبقى الاتجاه العام لضعف الدولار الأميركي قائمًا”.

عوامل إضافية تدعم قوة العملة الصينية

هناك عدة عوامل أخرى تساهم في تعزيز قوة اليوان وتدعم التوقعات الإيجابية لمستقبل العملة الصينية. فلقد عمل بنك الشعب الصيني الشهر الماضي على توجيه اليوان نحو مزيد من القوة عبر السعر المرجعي، مستندًا إلى بيانات الصادرات القوية ومحادثاته التجارية مع الولايات المتحدة. كما تعزز المعنويات موجة صعود الأسهم المحلية والتفاؤل بأن تتمكن بكين من انتشال الاقتصاد الصيني من دوامة الانكماش عبر حملتها لمواجهة حروب الأسعار الداخلية. علاوة على ذلك، تمنح عطلة العيد الوطني، التي تمتد أسبوعًا في أكتوبر، السلطات فرصة لدفع سعر الصرف الفوري لتجاوز السعر المرجعي وتعزيز قوته، وفقًا لتحليلات “أستراليا أند نيوزيلند بانكينغ غروب”. هذه العوامل مجتمعة ترسم صورة متفائلة لـمستقبل اليوان الصيني في الأشهر القادمة.