بشرى لأهل القاهرة.. الكشف عن المخطط النهائي لتطوير واجهة القاهرة النيلية

اعتمدت الحكومة المصرية مؤخرًا مخططًا تنمويًا ضخمًا للواجهة النيلية للقاهرة الكبرى، يمتد من حلوان جنوبًا حتى روض الفرج شمالًا، بمساحة تتجاوز 1500 فدان. يهدف المشروع إلى تحويل هذه المنطقة إلى وجهة استثمارية وسكنية وتجارية عالمية، ويشمل طرح 22 قطعة أرض استراتيجية أمام المستثمرين، مع السماح بارتفاعات بناء تصل إلى 140 مترًا للمشروعات الفندقية ومراكز الأعمال.

مخطط تطوير الواجهة النيلية بالقاهرة الكبرى

كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة اعتمدت المخطط التنموي العاجل لتطوير واجهة محافظة القاهرة النيلية، والذي سيغير الصورة الحالية لمنطقة كورنيش النيل بشكل جذري. يركز المخطط على استغلال الأراضي الشاغرة والأراضي التي توقفت بها مشروعات سابقة، بالإضافة إلى تطوير المناطق السكنية القائمة. يشمل المخطط مساحات كبيرة من الأراضي أبرزها أرض سجن طرة، وأرض مصنع المهمات، وأرض الحزب الوطني الشهيرة المطلة على الكورنيش بجوار المتحف المصري القديم، وسيتم طرح هذه الأراضي للاستثمار في مشروعات متنوعة بين السكني والإداري والتجاري والفندقي والطبي. يهدف هذا التطوير إلى مواكبة خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

تفاصيل الارتفاعات البنائية الجديدة على النيل

سمحت هيئة التخطيط العمراني بارتفاعات بنائية غير مسبوقة لقطع الأراضي المطلة على الواجهة النيلية، وذلك بعمق 100 متر من حد طريق الكورنيش. يهدف هذا القرار إلى تعظيم الاستفادة من القيمة الاستثمارية لهذه المواقع المتميزة. وفيما يلي تفاصيل الارتفاعات المحددة للأنشطة المختلفة:

أكدت المصادر على ضرورة الحصول على الموافقات النهائية من الجهات المعنية والمجلس الأعلى للتخطيط العمراني، مع عدم زيادة معامل الكثافة البنائية عن 8. كما ألغت الجهات المختصة مؤخرًا الاشتراطات البنائية التي صدرت عام 2021 وكانت تقيد الارتفاعات بأربعة طوابق وتحظر المشروعات متعددة الاستخدامات (Mixed-use)، وذلك لتشجيع الاستثمار بعد فترة ركود شهدتها المنطقة.

فرص استثمارية واعدة على طول النيل

الحصر الأولي للأراضي الواقعة على كورنيش النيل من حلوان وحتى روض الفرج يشير إلى وجود أكثر من 1500 فدان، تتوزع ملكيتها بين المحافظة وجهات ووزارات وشركات قطاع أعمال عام. ومن أبرز هذه الفرص:

• أرض مصنع المهمات (250 ألف متر مربع): مخصصة لمركز مال وأعمال وشقق فندقية بارتفاعات تصل إلى 140 مترًا.
• الأرض المجاورة لمصنع المهمات: مخصصة لخدمات استثمارية وسياحية ومراكز استشفاء وأبراج إدارية وفنادق بارتفاعات متنوعة.
• أرض سجن طرة: مخصصة لمشروعات سكنية متكاملة وتجارية إدارية.
• أرض شركة المعادي للتنمية والتعمير: لتنفيذ مجموعة من المشروعات بأنشطة وارتفاعات مختلفة.
• أرض واجهة مستشفى النيل بدراوي والجزء المواجه لمحطة مترو أثر النبي: بأنشطة سياحية وترفيهية وتجارية وإدارية.
• الجزء المطل على النيل بين مستشفى بدراوي وحدود أرض شركة المعادي: لأنشطة فندقية وإدارية وتجارية.
• قطع أراضٍ أخرى: بجوار حديقة حيوان شابوه، دار المهندسين، ورشة البلوف بمحطة كهرباء جنوب القاهرة، مخزن حي المعصرة، معدية الحوامدية، كورنيش المعصرة، ترسانة المعصرة، شارع معهد الأمناء، مبرة المعادي، أبراج المعادي ستار، سور مجرى العيون، أرض الحزب الوطني، ومجموعة من قطع الأراضي المستغلة كمخازن بمنطقتي الساحل وروض الفرج.

تؤكد المصادر أن 90% من هذه الأراضي الشاغرة تقع في نطاق حي المعادي، وأن آليات طرحها على الاستثمار بالتعاون مع القطاع الخاص سيتم تحديدها فور موافقة مجلس الوزراء النهائي على الأنشطة المحددة.

أسعار الأراضي المتوقعة على كورنيش النيل

في سياق متصل، أشار رضا لاشين، الخبير والمثمن العقاري، إلى تباين كبير في أسعار المتر المربع للأراضي على كورنيش النيل حسب المنطقة والنشاط. وتعد منطقة المعادي الأعلى سعرًا، يليها ساحل روض الفرج، ثم حلوان والمعصرة.

يتوقع الخبير العقاري ارتفاعات كبيرة في الأسعار فور إتمام عملية تطوير الواجهة النيلية ودخول مستثمرين جدد، مما يعكس القيمة الاستثمارية الهائلة لهذه المنطقة الحيوية.

مخطط إعادة تخطيط منطقة روض الفرج

بالنسبة لمنطقة ساحل روض الفرج التي تبلغ مساحتها حوالي 155 فدانًا، فقد تم إدراجها ضمن مناطق إعادة التخطيط لتعظيم الاستفادة من الأراضي والأصول غير المستغلة. سيشمل ذلك تعديل الأنشطة وقيود الارتفاعات بما يتماشى مع الرؤية العامة للدولة. يهدف إعادة التخطيط إلى تحسين المنطقة وزيادة المساحات الخضراء، وتوسيع الطرق، وقد يتضمن نزع ملكية بعض الأراضي للمنفعة العامة مع صرف تعويضات عادلة للأهالي بناءً على تقييم خبراء متخصصين. من المتوقع أن يتضمن التصور المبدئي للمنطقة أنشطة سياحية وتجارية وسكنية، وسيتم طرح هذه الأصول على مستثمرين متخصصين في المشروعات الفندقية والتجارية والترفيهية والخدمية بعد إعداد المخططات العامة والتفصيلية.

شركات رائدة تستفيد من التطوير

من المتوقع أن تكون شركتا المعادي للتنمية والتعمير والسعودية المصرية للتعمير من أبرز المستفيدين من هذه المخططات، نظرًا لامتلاكهما أصولًا في المنطقة يجري تطويرها أو وضع تصورات عامة لها. ستشكل مشروعاتهما مؤشرًا حقيقيًا للأسعار في المنطقة، والتي من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا ملحوظًا بعد اكتمال عملية تطوير الواجهة النيلية ودخول استثمارات جديدة. أما بالنسبة للأراضي المتبقية، فتعود ملكيتها في الغالب إلى القطاع العائلي ووزارة قطاع الأعمال العام وبعض الهيئات الحكومية المختلفة.