جاهزية تامة للدخول المدرسي.. وزير التربية يعلن عن تدابير حاسمة لضمان انطلاقة سلسة وفعالة للعام الدراسي الجديد
ترأس وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، ندوة وطنية هامة عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، لمتابعة وتقييم التحضيرات للدخول المدرسي المقبل. أكد الوزير أن هذا الدخول يمثل “رهانًا وطنيًا” يتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة لضمان انطلاقة تعليمية سلسة وفعالة، مشددًا على ضرورة اليقظة والجاهزية التامة لتحقيق دخول مدرسي ناجح في كل الولايات.
دعوة الوزير لليقظة الميدانية وتضافر الجهود
خلال الندوة، شدد الوزير محمد صغير سعداوي على أن الدخول المدرسي المقبل يُعد رهانًا وطنيًا تتقاطع فيه جهود جميع مؤسسات الدولة والسلطات العليا، لأنه يمثل إحدى الآليات الأساسية لترسيخ الاستقرار الاجتماعي. ودعا مديري التربية عبر الوطن إلى التحلي باليقظة والجدية اللازمة، مع الحرص على التواجد الميداني بشكل مستمر لاتخاذ التدابير الفورية الكفيلة بإنجاح هذا الموعد التعليمي الهام. كما ألح على ضرورة إبلاغ الوزارة فورًا بأي إشكال قد يطرأ، مع تقديم معلومات دقيقة وآنية تضمن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لدعم العملية التربوية.
محاور أساسية لضمان جاهزية المؤسسات التعليمية
استعرض السيد سعداوي عددًا من النقاط المحورية لضمان انطلاقة مدرسية موفقة، بدءًا من التأطير الإداري والبيداغوجي. وأكد على أهمية ضمان التأطير الكامل في جميع المؤسسات التربوية، وخاصة الجديدة منها، مع الحرص الشديد على توفير التأطير البيداغوجي الكافي لجميع المراحل الدراسية.
وفيما يخص الإطعام المدرسي، شدد الوزير على ضرورة توفير الوجبة الساخنة منذ اليوم الأول للدخول المدرسي، وذلك بالتنسيق المباشر والفعال مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والنقل. ودعا مديري التربية إلى موافاة خلية المتابعة على مستوى الأمانة العامة ببيانات دقيقة حول جاهزية المطاعم المدرسية في كل بلدية، وذلك في آجال أقصاها مساء اليوم التالي للندوة.
كما تطرق الوزير إلى أهمية نظافة المؤسسات التربوية، موجهًا مديري التربية إلى التنسيق المباشر مع رؤساء البلديات لتوفير مواد ووسائل التنظيف الضرورية، لضمان تهيئة ظروف استقبال ملائمة للتلاميذ. وأكد على ضرورة التكفل بانشغالات أولياء التلاميذ، مشددًا على أهمية التجاوب السريع معهم وحسن الاستقبال والإنصات لمشاكلهم والسعي الفعال لحلها، لتجسيد الصورة الحقيقية للمدرسة الجزائرية والمرفق العمومي الذي يخدم المجتمع.
برنامج “أسبوع الصحة المدرسية” لتعزيز الوعي الصحي
تطرق السيد الوزير أيضًا إلى تخصيص “أسبوع الصحة المدرسية” خلال الأسبوع الأول من الدخول المدرسي. وذكر بأن هذا الأسبوع سيخصص لأنشطة صحية وتوعوية مكثفة، دون المساس بالبرنامج البيداغوجي العادي. وتشمل هذه الأنشطة:
- درس افتتاحي في اليوم الأول من الدخول المدرسي يتناول مواضيع صحية.
- ورشات تفاعلية في الأيام الموالية تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى التلاميذ.
- أنشطة إعلامية وتحسيسية متنوعة خلال بقية الأسبوع.
ولفت إلى أن المحاور التوعوية ستتناول مواضيع الصحة والتغذية السليمة في المرحلة الابتدائية، ومخاطر مشروبات الطاقة والإدمان على الشاشات والمؤثرات العقلية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ونوه الوزير في هذا السياق، بمرافقة مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، الذي خصص عددًا كبيرًا من المنتجات الصحية سيتم توزيعها على التلاميذ في مختلف الولايات لدعم هذه المبادرة.
تطوير الموارد البشرية والتحول الرقمي في المؤسسات التربوية
ضمن سياق التحضير للدخول المدرسي، تناول السيد سعداوي ملف الموارد البشرية، معلنًا عن فتح مجال التبادل بين الأساتذة داخل الولاية الواحدة، وفق ضوابط دقيقة وتحت إشراف الوزارة مباشرة، بهدف تحسين ظروف العمل وتوزيع الكفاءات.
وفي إطار تعزيز التحول الرقمي وتطوير الخدمات التربوية، شدد الوزير على أهمية ملف ربط المؤسسات التربوية بالألياف البصرية. ودعا إلى إعداد قوائم دقيقة بالمؤسسات التي لم تُربط بعد بالشبكة، مؤكدًا على استعداد وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية لتقديم الدعم الكامل لإنجاح هذا المسعى الحيوي الذي يخدم عملية التعليم الرقمي.
وفي ختام الندوة، دعا وزير التربية الوطنية كافة مديري التربية والإطارات إلى متابعة التنفيذ الميداني لهذه التعليمات بدقة وصرامة، لضمان دخول مدرسي ناجح يرقى إلى مستوى تطلعات الدولة والأسر الجزائرية، ويسهم في بناء مستقبل تعليمي أفضل.