تحركات حذرة.. الأسهم الآسيوية تسجل هبوطًا بانتظار قرار الفائدة المرتقب
تراجعت الأسهم في آسيا اليوم الأربعاء بعد سلسلة مكاسب استمرت لتسعة أيام أوصلت المؤشر الإقليمي إلى مستويات قياسية، ويأتي هذا الانخفاض مع ترقب المستثمرين لقرار وشيك من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. في المقابل شهدت أسهم التكنولوجيا الصينية ارتفاعات ملحوظة في هونغ كونغ، مدعومة بتطورات الذكاء الاصطناعي، بينما حافظ سعر الذهب على مكاسبه ليلامس مستوى 3700 دولار للأونصة لأول مرة.
الأسهم الآسيوية تترقب قرار الفيدرالي
انخفض مؤشر “إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ” بنسبة 0.1% مع بدء جلسة التداول، ليقطع بذلك سلسلة من المكاسب المتواصلة التي دامت تسعة أيام. هذا التراجع يعكس حالة من الترقب والحذر في الأسواق قبيل الإعلان عن قرار السياسة النقدية الأمريكية. وفي اليابان تتجه الأنظار نحو مزاد للسندات الحكومية لأجل 20 عامًا، وسط ضغوط مالية وسياسية متزايدة على صانعي السياسات.
ارتفاع أسهم التكنولوجيا الصينية يقود المكاسب
على الرغم من تراجع المؤشر الإقليمي العام، شهدت أسهم التكنولوجيا الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ ارتفاعات قوية، مدفوعة بالتفاؤل حول التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
* قفز سهم شركة “بايدو” بنسبة 13% بعد أن قامت شركة “Arete Research” بترقية تصنيفه إلى “شراء”.
* ارتفعت أسهم “علي بابا” بنحو 4% عقب رفع “غولدمان ساكس” السعر المستهدف للسهم وزيادة تقييم وحدة الحوسبة السحابية الخاصة بالشركة، وذلك بفضل التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
توقعات أسعار الفائدة الأمريكية وتصريحات المحللين
جاءت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية قوية، إلا أنها لم تغير من توقعات المستثمرين بحدوث خفض وشيك في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. تتوقع الأسواق على نطاق واسع خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي اليوم، مع اهتمام كبير بأي إشارات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية. وفي هذا السياق، قال جوش غيلبرت، محلل الأسواق في “eToro”: “الأسواق في حالة ترقب، والخطر الأكبر هو أن تكون لهجة البنك المركزي أقل مرونة مما تأمل الأسواق”.
تحركات الذهب والدولار الأمريكي
في تطور لافت، حافظ سعر الذهب على مكاسبه ليجري تداوله فوق مستوى 3700 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق. وقد جاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2022، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. هذا التراجع في قيمة الدولار يعكس جزئيًا التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
الفيدرالي ومستقبل السياسة النقدية
تُسعّر الأسواق بشكل كامل خفضًا في الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، لكن الاهتمام الأكبر يتركز على ما إذا كان الفيدرالي سيلمح إلى مزيد من الخفض في الأشهر القادمة. هذا الاهتمام يتزايد خاصة مع صدور التوقعات الفصلية الجديدة لأسعار الفائدة التي يقدمها أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. توقع توني سيكامور، محلل الأسواق في “IG Australia”، أن يتبنى رئيس الفيدرالي جيروم باول لهجة مرنة، مشيرًا إلى المخاطر المتزايدة في سوق العمل واستعداده لمزيد من خفض الفائدة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية. وأضاف أن أي تراجع فوري في الأسواق قد يكون محدودًا، نظرًا لاحتمال تكرار خفض الفائدة في شهري أكتوبر وديسمبر المقبلين.