فاجعة غير متوقعة.. صاعقة رعدية قاتلة تفاجئ مواطناً وتنهي حياة قطيع كامل في قرية “الأهمال”
شهدت محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير عصر اليوم حادثة مأساوية بوفاة 72 رأسًا من الماعز دفعة واحدة إثر صاعقة رعدية قوية. باغتت الصاعقة القطيع الذي كان يحتمي تحت إحدى الأشجار من أمطار غزيرة، ما ألحق خسارة فادحة بالمواطن محمد الغمور، مالك القطيع، الذي يعتمد عليها كمصدر رزقه الأساسي في قرية الأهمال شمال غرب المحافظة.
صاعقة رجال ألمع: تفاصيل حادث نفوق الماعز
أوضح المواطن محمد محمد الغمور أن قطيعه كان يحتمي تحت شجرة خلال هطول أمطار غزيرة عندما ضربته الصاعقة الرعدية بقوة مفاجئة. أدت هذه الضربة القاتلة إلى نفوق جميع رؤوس الماعز في لحظة واحدة، دون أن يتمكن الغمور من إنقاذ أي منها، ما خلف له صدمة نفسية وحزنًا بالغًا. تمثل خسارة هذا العدد الكبير من الماعز ضربة قاسية له، حيث كانت مصدر رزقه الأساسي، داعيًا الله أن يعوضه خيرًا ويمنحه الصبر على ما فقد.
الظروف الجوية القاسية في عسير وتكرار الصواعق
تأتي هذه الحادثة بعد موجة أمطار غزيرة وعواصف رعدية كثيفة ضربت محافظة رجال ألمع منذ ساعات الظهيرة، متسببة في أضرار متفرقة. يؤكد مختصون في الطقس أن الصواعق الرعدية تعد من أخطر الظواهر الطبيعية المصاحبة للأمطار الغزيرة، إذ يمكن أن تؤدي إلى خسائر بشرية أو مادية مفاجئة، خاصة عند وقوعها في أماكن مأهولة أو حيث تتجمع الحيوانات تحت الأشجار. هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مناطق جبلية في المملكة خلال السنوات الماضية، حيث تشكل الأمطار الرعدية تهديدًا لمربي المواشي نظرًا لطبيعة التضاريس وصعوبة اتخاذ الاحتياطات السريعة. كما توضح بيانات الأرصاد أن مناطق الجنوب الغربي للمملكة، ومنها رجال ألمع، تتعرض بشكل متكرر لأمطار غزيرة مصحوبة بظواهر البرق والرعد بسبب خصائصها المناخية والجغرافية.
مطالبات مجتمعية لتعزيز الوقاية من الصواعق
يطالب أهالي المنطقة بضرورة تفعيل الإجراءات الوقائية والتوعوية لمواجهة مخاطر الصواعق الرعدية، خاصة لمربي المواشي.
* تكثيف حملات التوعية بمخاطر الصواعق الرعدية، مع تقديم إرشادات واضحة حول طرق وقاية الحيوانات.
* دراسة توفير ملاجئ أو حظائر محمية يمكن أن يلجأ إليها المزارعون والمربون عند هبوب العواصف لتقليل الخسائر.
* تطوير خطط أكثر فاعلية للتعامل مع تبعات التقلبات الجوية الشديدة التي تتسم بتكرار العواصف الرعدية في مواسم معينة.
الدعم المجتمعي ودور الجهات المختصة في مواجهة الكوارث
ألقت الحادثة بظلالها على مشاعر سكان رجال ألمع الذين عبروا عن تضامنهم العميق مع صاحب القطيع ومواساته في هذا المصاب الجلل. يؤكد الأهالي أن ما حدث يمثل خسارة مؤلمة للمجتمع المحلي بأسره، فتربية المواشي هي مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر في القرية. يعكس هذا الحدث هشاشة البنية التقليدية لتربية المواشي في مواجهة الكوارث الطبيعية، الأمر الذي يفتح نقاشًا أوسع حول ضرورة تحديث أساليب الحماية والإيواء. يرى مراقبون أن دعم المتضررين من هذه الحوادث لا يقتصر على التعويض المادي فقط، بل يشمل كذلك تمكينهم من استعادة نشاطهم الزراعي والرعوي بشكل سريع. كما يشددون على أهمية دور الجهات المعنية في رصد الظواهر الجوية وتحذير السكان والمزارعين بطرق أكثر فاعلية، بما يمنحهم وقتًا كافيًا لاتخاذ التدابير الوقائية. في خضم هذا الحزن، يعول الأهالي على تماسك المجتمع المحلي وتكاتف أفراده للتخفيف من آثار هذه الخسارة وتقديم الدعم المعنوي والمادي للمتضررين، ويسلط الضوء على ضرورة الاستثمار في حلول وقائية عملية لمواجهة المخاطر الطبيعية للحفاظ على أرواح الناس ومصادر رزقهم.