ورشة نادرة.. السويسرية Nina Traber تقدم الرقص المعاصر ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية المسرحي
انطلقت اليوم فعاليات ورشة الرقص المعاصر في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، بقيادة الفنانة السويسرية نينا ترابر، وتستمر الورشة لمدة يومين ضمن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي (مسرح بلا إنتاج)، الذي يحمل اسم النجم محمد هنيدي. تأتي هذه الورشة لتقديم تجربة فنية عميقة للمشاركين، ضمن فعاليات المهرجان المقامة في الفترة من 15 إلى 20 سبتمبر الجاري، تحت رعاية وزارة الثقافة ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
ورشة الرقص المعاصر: آفاق جديدة للتعبير الحركي
جاءت ورشة “الرقص المعاصر/المودرن: كيف نحكي قصة من خلال الحركة” لتفتح آفاقًا واسعة للتعبير الفني باستخدام الجسد. قادت الورشة الراقصة والمصممة السويسرية نينا ترابر، التي تتمتع بمسيرة دولية ثرية جمعت بين الباليه الكلاسيكي والرقص المعاصر وفن الجاز والأداء، وقدمت أعمالها في أوروبا وأمريكا اللاتينية ومصر. منذ اللحظة الأولى، سادت الورشة أجواء من الأمان والراحة، حيث بدأت بتدريبات حركية أساسية مثل الحركة الدائرية دون اصطدام، وانتقلت إلى تمارين التواصل البصري التي أتاحت للمشاركين الشعور بالآخرين والتعبير عن إحساسهم الداخلي. كما تضمنت الورشة تمارين للتنفس والمرونة الجسدية، عاكسةً كيف يمكن للخيال والتقنية أن يتكاملا ليجعلا من الحركة وسيلة لبناء قصة مشتركة ومعبرة.
تكامل الجسد والموسيقى في الرقص الحديث
امتدت التجربة لتشمل الربط بين الموسيقى والتنفس كجسر للتواصل مع الذات. من خلال تمارين اعتمدت على الإصغاء للإيقاع الداخلي ومشاركته مع الآخرين، اكتشف المشاركون كيف يتحول التنفس إلى أداة للتعبير والاتصال. وشكلت تمارين التحول من التوتر إلى الاسترخاء، عبر تغييرات جسدية مفاجئة، مساحة حقيقية لاختبار قدرة الجسد على تبديل حالاته وخلق مشاعر جديدة في لحظة واحدة. وتعمقت الورشة أكثر عبر تمرين مبتكر يقوم على اختيار مشاعر متباينة مثل الغضب، الحزن، السعادة أو الهدوء، ثم دمجها جميعًا في حركة واحدة. لم يكن الهدف تقليد الشعور، بل إيجاد صيغة فريدة وخاصة لكل مشارك تعكس هويته وتشد انتباه مانشيت بصدق وأصالة. وفي هذا الإطار، عبر المتدربون عن مشاعر معقدة مثل الطموح وما يقابله من فقدان، أو التقييد في مواجهة التحرر، ليتحول الجسد إلى مرآة تعكس صراعات داخلية وتناقضات إنسانية بليغة.
تفاعل المشاركين والطاقة الجماعية في ورشة الرقص
تنوعت التدريبات بين تحريك كل جزء من الجسد على إيقاع الموسيقى، وبين تتابع الحركات أحيانًا بصوت وأحيانًا أخرى في صمت. أظهرت هذه التجارب الجماعية كيف يمكن أن تتولد المشاعر بشكل عفوي، وكيف يساهم التفاعل مع المجموعة في خلق طاقة مشتركة تتجاوز حدود الفرد. اندمجت الحركات الفردية لتشكل نسيجًا حركيًا واحدًا يعبر عن تواصل أعمق بين الأجساد والأحاسيس. اختتمت الورشة بتمارين دمجت بين التنفس والخيال الحر، حيث أتيح للمشاركين أن يحولوا عادات يومية بسيطة إلى رقصات متسلسلة تحمل بصمتهم الخاصة. هذا الختام لم يكن مجرد نشاط تدريبي، بل محطة تأملية أكدت أن التعبير الحركي يمكن أن يكون أداة لاكتشاف الذات، وفي الوقت نفسه جسرًا للتواصل مع المجموعة. أعربت المدربة نينا ترابر عن سعادتها الكبيرة بالتجربة، مؤكدة أنها استمتعت بالعمل مع المشاركين وتبادل الطاقة معهم، وأنها متحمسة دائمًا للعودة إلى مهرجان الإسكندرية، خاصة وأن هذه ليست مشاركتها الأولى فيه. وأضافت أن هذا اللقاء يظل بالنسبة لها مساحة مميزة للإبداع والتواصل الثقافي والفني.
مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي: مسيرة من التطور والنجاح
أكد الناقد الفني تامر طه، مدير المركز الصحفي للمهرجان، أن مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي يشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، منذ نشأته عام 2008 واكتسابه الصفة الدولية منذ الدورة السادسة. نجح المهرجان في جذب أكثر من عشرين دولة غربية وعربية للمشاركة في دوراته حتى الدورة الحالية، ليسطر بذلك تاريخًا ونجاحًا غير مسبوق، ويصبح أحد أهم المهرجانات المسرحية في مصر والوطن العربي. يشارك في المهرجان هذا العام 17 عرضًا مسرحيًا، منها 4 عروض مصرية، و13 عرضًا من خارج مصر قادمة من 12 دولة غربية وعربية. ويقدم المهرجان 6 ورش مميزة ومتنوعة يقدمها نخبة من الفنانين والمدربين أصحاب الخبرة الكبيرة.
لجنة تحكيم المهرجان: نخبة من الخبرات الفنية
تضم لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي هذا العام عددًا من الشخصيات الفنية والعالمية البارزة في عالم الفن، وهم:
- المخرجة والممثلة الأمريكية مونيكا هنكن، رئيس لجنة التحكيم.
- المخرج والفنان المصري تامر كرم.
- الفنان المصري إبراهيم السمان.
- الممثل والمخرج الفلسطيني إيهاب زاهده.
- المخرج والسينوغراف الكويتي نصار النصار.
- الفنانة المصرية ناديت عادل، مقرر لجنة التحكيم.