قفزة جديدة.. أسعار النفط العالمية تتفاعل مع ضغوط غير مسبوقة على الإمدادات الروسية

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ مدفوعة بتصاعد الضغوط على قطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك هجمات أوكرانية على مصافي التكرير، إلى جانب تجدد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط. وشهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط قفزة تجاوزت 64 دولاراً للبرميل، مما يعكس قلق المستثمرين بشأن الإمدادات العالمية.

هجمات أوكرانيا تكثف الضغط على صناعة النفط الروسية

شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط صعوداً بنسبة 1.9%، مدعومة بتقارير أولية – نُفيت لاحقاً من قبل شركة ترانس نفط الروسية – عن قيود مفروضة على قدرة الشركات على تخزين الخام، والذي يعد العمود الفقري لإنتاج البلاد النفطي. جاء ذلك بالتزامن مع استهداف أوكرانيا لمصفاة روسية أخرى بطائرات مسيرة، في سياق حملة مكثفة شنتها القوات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة ضد منشآت الطاقة الروسية. وتشمل هذه الهجمات أكبر محطة نفطية بحرية في بحر البلطيق بمدينة بريمورسك، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثيرها الفعلي على تدفقات النفط الروسي.

اقرأ أيضًا: قفزة مفاجئة.. الفرنك السويسري يُسجل ارتفاعاً أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم

تظهر البيانات الأولية تراجعاً في معدلات التكرير الروسية، حيث وصلت إلى ما دون 5 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2022، وفقاً لمحللي “جيه بي مورغان”. وتشير هذه التطورات إلى استعداد متزايد لإحداث اضطراب بأسواق النفط العالمية، مما قد يزيد الضغوط الصعودية على الأسعار. ويخشى المحللون من تراجع أكبر في هذه المعدلات، مما يهدد الإيرادات النفطية التي تُعد مصدراً حيوياً لتمويل الجهد الحربي لموسكو.

الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات جديدة لتجارة النفط الروسي

على صعيد متصل، يدرس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على شركات في الهند والصين لتسهيلها تجارة النفط الروسي، وذلك ضمن حزمة جديدة من القيود الرامية إلى دفع روسيا نحو طاولة المفاوضات. تأتي هذه الخطوة بعد أن كانت واشنطن قد لمحت في وقت سابق إلى أنها لن تمضي قدماً في فرض عقوبات على النفط الروسي ما لم يتبنّ الاتحاد الأوروبي موقفاً مشابهاً، مما يعكس الجهود الغربية المشتركة للحد من قدرة موسكو على تمويل حربها.

اقرأ أيضًا: خفض الفائدة 2%.. الذهب يتأهب لمستويات قياسية جديدة في مصر | تطور مفاجئ يغير الحسابات

التصعيد في الشرق الأوسط يثير مخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية

في تطور آخر يثير قلق أسواق الطاقة، شنت إسرائيل غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس. تُثير هذه التطورات مخاوف حقيقية من تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، وهي منطقة حيوية تُنتج نحو ثلث إمدادات الخام العالمية. ويُعتقد أن أي اضطراب في هذه المنطقة قد يعرض تدفقات النفط للخطر، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى التوقعات المستقبلية لأسعار النفط العالمية.

ديناميكيات سوق النفط العالمية ومؤشرات مستقبلية

تحركت أسعار العقود الآجلة للنفط في نطاق ضيق خلال الشهر الماضي، متأثرة بالتوازن بين التوترات الجيوسياسية والعوامل الأساسية السلبية. فمن جهة، أدى تسريع عودة إمدادات “أوبك+” إلى دفع وكالة الطاقة الدولية للتنبؤ بحدوث فائض قياسي في السوق العام المقبل. ومن جهة أخرى، قد تتلقى أسعار السلع، بما في ذلك النفط، دعماً من خفض مرتقب لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، في خطوة تأمل أن تُحفز الاقتصاد الأميركي وتزيد الطلب على الطاقة.

اقرأ أيضًا: رسميًا الأحد.. انطلاق تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة

ومع ذلك، تُظهر بعض مؤشرات سوق النفط علامات ضعف واضحة. فقد بلغ الفارق الزمني لعقود خام غرب تكساس – الذي يقيس الفرق بين أقرب عقدين – 37 سنتاً للبرميل يوم الثلاثاء، وهو انخفاض ملحوظ من نحو 1.50 دولار قبل شهرين. يُقلص هذا التراجع فارق هيكل “باكورديشن” الصعودي، والذي يشير عادةً إلى قوة الطلب الحالي مقارنة بالعقود المستقبلية، مما قد يعكس تراجعاً في المخاوف المتعلقة بالإمدادات الفورية أو ضعفاً في الطلب على المدى القريب.

اقرأ أيضًا: 390 درهمًا لعيار 21.. سعر الذهب اليوم في الإمارات يكشف تحركات مفاجئة | تطور جديد بالأسواق