تحرك شبابي ملهم.. مبادرات تبث الأمل في الفئات الأكثر احتياجًا

مع اقتراب الدخول المدرسي الجديد في الجزائر، تتسابق مبادرات شبابية وجمعوية واسعة النطاق في مختلف الولايات لجمع وتوزيع الأدوات المدرسية على التلاميذ من الفئات الهشة، خاصة الأيتام والأطفال المعوزين. تلاقي هذه الحملات تجاوباً مجتمعياً كبيراً، لكنها تواجه تحديات متزايدة في تغطية الطلب المتنامي وارتفاع الأسعار، ما يستدعي دعماً أوسع من المؤسسات الاقتصادية وفاعلي الخير لضمان حق التعليم للجميع.

مبادرات شبابية وجمعوية لدعم الدخول المدرسي

تتواصل الجهود الخيرية الشبابية عبر ولايات الوطن، مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، لجمع وتوزيع الأدوات المدرسية الأساسية على الأطفال من العائلات المعوزة. تأتي هذه المبادرات في ظل ظروف اقتصادية صعبة تزيد من أعباء الكثير من الأسر الجزائرية، وتتشارك هذه الحملات في شعار موحد يهدف إلى عدم ترك أي طفل يدخل المدرسة دون مستلزماته الضرورية من كراس أو قلم أو محفظة. يعتمد القائمون على هذه المبادرات بشكل كبير على التبرعات من الأفراد، ويستخدمون صفحات التواصل الاجتماعي كمنصات رئيسية لجمع الدعم ونشر الوعي.

اقرأ أيضًا: رسميًا من السعودية.. تحديد رسوم جديدة لأداء مناسك العمرة: الكشف عن المبلغ المقرر.

جمعية “أمل” وحملة “حقيبة لكل تلميذ” في برج البحري

في بلدية برج البحري، أطلقت جمعية “أمل” حملتها الخيرية تحت شعار “حقيبة لكل تلميذ”، بهدف توفير المستلزمات الدراسية الأساسية لأكثر من 300 تلميذ من الأسر المعوزة والأيتام المنتشرين في مناطق مختلفة. أكد المكلف بالإعلام في الجمعية، بوعلام تركي، أن المبادرة تسير بشكل جيد بفضل تكاتف جهود المتطوعين ودعم بعض المحلات والمواطنين. ومع ذلك، أشار تركي إلى تزايد مستمر في عدد الطلبات الواردة، خاصة من الأحياء الهشة، موضحاً أن عملية جمع التبرعات بدأت منذ شهر أوت الماضي. استطاعت الجمعية حتى الآن جمع ما يزيد عن 150 محفظة وكمية من الأدوات المدرسية، وما تزال العملية مستمرة بوتيرة أسرع لمواكبة اقتراب موعد الدخول الاجتماعي. وتتعهد الجمعية بمواصلة الحملة لأسابيع بعد الدخول لتلبية جميع الطلبات المتزايدة، مع إعطاء الأولوية لليتامى ثم الأسر ذات الدخل المحدود، مؤكدة على الشفافية والتنظيم في توزيع المحافظ المجهزة بالكامل، والتي تشمل الأدوات الأساسية والكتب في بعض الحالات.

جهود جمعية “يد في يد” وتنسيق التضامن في الرويبة

في بلدية الرويبة، تعمل جمعية “يد في يد” على تنسيق جهودها مع جمعيات أخرى لتوسيع نطاق حملتها التي أطلقتها بعنوان “دخول مدرسي للجميع”. تستهدف هذه الحملة خلال العام الحالي أكثر من 400 تلميذ، مع تركيز خاص على المناطق شبه الريفية ومناطق الظل. أكدت أمينة، إحدى أعضاء الجمعية، أن الجمعية تعتمد على مبدأ التضامن المجتمعي وتلقى تجاوباً جيداً من المواطنين. ومع ذلك، شددت على حاجة كل جمعية خيرية إلى شراكات مستمرة مع مؤسسات القطاع الخاص لتمكينها من اقتناء كميات أكبر من مستلزمات الدخول المدرسي، نظراً لأن موارد الجمعيات محدودة وتضطر أحياناً للتدخل الفوري من بعض المحسنين لتغطية العجز في اللحظات الأخيرة. هذه الشراكات تسهم في توفير حقيبة مدرسية كاملة لأكبر عدد من الأطفال.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. ضبط مواطن يُخالف قواعد الرعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد

تحديات التمويل وارتفاع الأسعار: نداء للمؤسسات ورجال الأعمال

تتفق الجمعيات الناشطة في حملات التضامن المدرسي على أن الدعم الحالي، رغم أهميته، لا يغطي الحاجة المتزايدة في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار الأدوات المدرسية وتراجع القدرة الشرائية للعديد من الأسر. هذا الوضع دفع بتلك الجمعيات إلى توجيه نداء مفتوح إلى رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في مختلف القطاعات؛ للمشاركة بفعالية في هذه المبادرات الإنسانية. يمكن أن يكون هذا الدعم عبر تمويل مباشر للحملات، أو توفير الأدوات بأسعار مخفضة للجمعيات، أو حتى إنشاء آليات دائمة للتضامن المدرسي تضمن استمرارية الدعم على مدار السنوات القادمة. هذا الدعم المؤسسي سيساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط عن الأسر المحتاجة وتأمين تعليم كريم لأبنائها.

روح المبادرة الشبابية: نموذج للتضامن المجتمعي الفعال

اللافت في هذه الحملات الخيرية هو أنها تدار بالكامل من قبل شباب متطوعين لا ينتمون بالضرورة إلى مؤسسات رسمية. يعمل هؤلاء الشباب بمنطق مدني تطوعي، معتمدين على شبكاتهم المحلية ووسائل بسيطة لكنها فعالة في الوصول إلى الفئات الهشة ومساعدتها. تشكل هذه المبادرات نموذجاً حياً لثقافة التضامن المجتمعي المتأصلة لدى الشباب الجزائري، وقدرتهم الكبيرة على سد الكثير من النقص في المجتمع، بشرط أن تلقى التجاوب الكافي من الجهات الاقتصادية والسلطات المعنية لتوسيع نطاق عملهم وضمان استدامته. إن دعم هؤلاء المتطوعين يعزز بناء مجتمع أكثر تماسكاً وتكافلاً.

اقرأ أيضًا:

رسميًا.. رابط التسجيل المباشر في منصة التعاقد tawdif.education.dz | خطوات سهلة للتوظيف