بعد 3 سنوات من المفاوضات.. وزراء التجارة الأفارقة يعلنون توافقاً حاسماً بشأن قواعد المنشأ للمنسوجات والسيارات | دفعة قوية للصناعات القارية.

اختتمت اجتماعات الدورة السابعة عشرة لمجلس وزراء التجارة ضمن اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية في القاهرة بنجاح، محققة تقدماً كبيراً في ملف قواعد المنشأ المتوقف منذ سنوات. تم التوصل إلى مقترح مصري توافقي بشأن هذه القواعد، إلى جانب إحراز توافق حول ضرورة الانتهاء من بروتوكولات الملكية الفكرية، مما يعزز مسار التكامل الاقتصادي الإفريقي ويدفع بتطبيق الاتفاقية.

تقدم حاسم في قواعد المنشأ يفتح آفاقاً جديدة للتجارة الإفريقية

أفضت الاجتماعات التي ترأستها مصر، ممثلة بالمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إلى اختراق مهم في ملف قواعد المنشأ، والذي ظل محل مفاوضات معقدة لأكثر من ثلاث سنوات. حظي المقترح التوافقي الذي قدمته الرئاسة المصرية بتأييد كامل من الوزراء وممثلي الدول الأعضاء، مما يمثل دفعة قوية للقطاعات الاستراتيجية مثل المنسوجات والملابس والسيارات وأجزائها، والتي تعد حيوية للصادرات الإفريقية والاقتصاد المصري على وجه الخصوص. بموجب هذا التوافق، ستُعتمد قواعد منشأ انتقالية قابلة للتطبيق خلال فترة محددة، تهدف إلى تسهيل انتقال الدول الأعضاء نحو التطبيق الكامل للاتفاقية والوصول إلى النسب المستهدفة في الإطار الزمني المتفق عليه.

توافق على بروتوكولات الملكية الفكرية وتعزيز الإطار القانوني

شهد الاجتماع أيضاً نجاحاً في التوصل إلى توافق حول ضرورة استكمال الملاحق الثمانية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية، وذلك تنفيذاً لبروتوكول الملكية الفكرية ووفقاً للجدول الزمني المحدد من قبل رؤساء الدول والحكومات. وفي سياق متصل، تم تأجيل النظر في الملحق التاسع الخاص بإنشاء مكتب قاري للملكية الفكرية، بناءً على مقترح مصري، بهدف إعداد دراسة شاملة حول مدى ملاءمته مع مراعاة الصلاحيات القائمة للمنظمات الدولية المعنية بالملكية الفكرية.

الرئاسة المصرية تدفع مسار التكامل الاقتصادي القاري

أكد المهندس حسن الخطيب أن هذه الإنجازات تعكس روح التعاون والتضامن بين الدول الإفريقية، مشدداً على أن الأولوية في المرحلة القادمة ستتركز على تسريع تنفيذ أحكام الاتفاقية وضمان التزام كافة الدول الأعضاء بالبدء الفعلي في تطبيقها. كما أشار الخطيب إلى أهمية استكمال المفاوضات المتعلقة ببروتوكولات المرحلة الثانية، والتي تشمل:

• المنافسة
• الاستثمار
• الملكية الفكرية

وأوضح الخطيب أن النتائج المحققة جاءت تتويجاً لعمل مكثف على مدار يومين من النقاشات المستمرة، بدءاً من الخلوة الوزارية الرابعة التي مهدت لحوار صريح بين الوزراء والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية، مروراً باللقاءات الثنائية المتعددة وصولاً إلى الاجتماع الوزاري الرسمي.

إشادة دولية بجهود مصر لتعزيز التجارة البينية الأفريقية

قدم المهندس حسن الخطيب شكره وتقديره للوزراء الأفارقة والوفود المشاركة على جهودهم المخلصة، مثمناً دور الأمانة العامة للاتفاقية في دعم أعمال المجلس، وكذلك الخبراء وكبار المسؤولين الذين أعدوا الموضوعات الفنية على مدى الأيام الأربعة عشر السابقة للاجتماع، مما هيأ الظروف الملائمة لتحقيق هذه النتائج المهمة. من جانبهم، أشاد الوزراء المشاركون بالدور الفعال للرئاسة المصرية في تقريب وجهات النظر وحل الموضوعات العالقة، معبرين عن ثقتهم في أن ما تحقق في القاهرة سيعزز مسيرة التكامل الاقتصادي الإفريقي ويدفع بتنفيذ الاتفاقية إلى مراحل متقدمة. وأكدوا أن هذا التقدم يمثل خطوة جوهرية نحو التطبيق الكامل للاتفاقية وتحويلها إلى واقع اقتصادي ملموس يخدم شعوب القارة.