بشرى جديدة للملايين.. وزارة التخطيط تكشف عن استثمارات المرحلة الثانية من «حياة كريمة» بخطة العام المالى الجارى

كشفت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن تقرير مفصل يستعرض التطورات والمستهدفات الكبرى للمشروع القومي “حياة كريمة” ضمن خطة التنمية للعام المالي 2025/2026. وتبرز المبادرة كنموذج تنموي مصري رائد حاز إشادة دولية، يستهدف تحسين جودة الحياة لنحو 60% من سكان الريف المصري، مع تخصيص استثمارات ضخمة لمواصلة إنجازاتها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مبادرة حياة كريمة: نموذج تنموي مصري رائد وتكريم أممي

وصفت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مبادرة “حياة كريمة” بأنها نموذج تنموي استثنائي في التنمية الاقتصادية والعمرانية. وأشارت الوزيرة إلى إشادة المنظمات والمؤسسات الدولية بالمبادرة، حيث تم تسجيلها على منصة مسرعات تحقيق الأهداف الأممية في يوليو 2020، وعلى منصة أفضل الممارسات الدولية العملية في يوليو 2021، وكلتاهما تابعتان لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.

وأضافت الدكتورة المشاط أن “حياة كريمة” تتميز باتساع نطاق تغطيتها لتشمل جميع المحافظات الريفية في مصر، مما يغطي نحو 60% من إجمالي عدد السكان. كما تتضمن المبادرة معظم الأهداف الأممية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة بالصحة وتوفير مياه الشرب النقية والصرف الصحي. وتراعي المبادرة الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، عبر سياسات وبرامج تنموية تهتم بالجوانب الاقتصادية والبيئية والعمرانية، إضافة إلى الجوانب الاجتماعية التي تستهدف تحسين الخدمات العامة في القرى المصرية وتقليل التفاوتات الاجتماعية لسكان الريف. وأكدت الوزيرة على المتابعة المستمرة للمبادرة تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية بسرعة إنجاز المشروعات وفق الجداول الزمنية المحددة.

استثمارات ضخمة لمراحل “حياة كريمة” وتوسعات مستقبلية

بلغت إجمالي الاعتمادات المالية المخصصة للمرحلة الأولى من مبادرة “حياة كريمة” 350 مليار جنيه. وتم تخصيص 25 مليار جنيه للبدء في تنفيذ مستهدفات المرحلة الثانية في قطاعي مياه الشرب والصرف الصحي خلال العام المالي 2025/2026، مع إمكانية زيادة هذا المبلغ حسب تطور البرنامج التنفيذي للأعمال المستهدفة. وتتميز المبادرة بارتباطها بجدول زمني محدد للتنفيذ على مراحل، حيث لكل مرحلة نطاق جغرافي وأهداف محددة مسبقا واعتمادات مالية مقدرة لبرامج العمل المرحلي.

تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية في “حياة كريمة”

لتعزيز مبدأ الحوكمة الجيدة والتوعية والمشاركة المجتمعية في إنجاح المبادرة، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تطبيق “شارك” للهواتف المحمولة. يسمح هذا التطبيق بنشر البيانات التفصيلية لأهم المشروعات المنفذة أو الجاري تنفيذها، بهدف توعية المواطنين بالإنجازات على أرض الواقع. كما يتيح التطبيق للمواطنين إبداء الرأي والمشورة والمقترحات بشأن سبل تفعيل المشروعات القائمة أو طرح أفكار مبتكرة لمشروعات جديدة، تمهيدا لدراستها وإدراجها ضمن الخريطة الاقتصادية للمبادرة.

وأكدت الدكتورة المشاط على المتابعة الفعالة والدقيقة لمستويات الأداء لضمان الشفافية والرقابة والمساءلة والإفصاح عن المعلومات. وأشارت إلى التقييم الذي أجرته الوزارة لأداء 50 قرية في المرحلة الأولى، وإعلانها عن الموقف التنفيذي لبرامج وأعمال هذه المرحلة من منظور تحقيق الأهداف واستفادة المجتمع، استنادا إلى مؤشرات ومعايير كمية قابلة للقياس. ويعد هذا دليلا قويا على حرص الدولة على المتابعة السليمة والمستمرة لمعدلات أداء المبادرة.

وتعتمد المبادرة على نهج التخطيط الاستراتيجي الذي يبدأ بتقييم الأوضاع القائمة قبل البدء، ثم تحديد مستهدفات المبادرة، وينتهي بتقييم الإنجازات المحققة في ضوء المستهدفات المعلنة. ويسهم هذا النهج في الوقوف على عوامل النجاح والقصور لاتخاذ السياسات التحفيزية أو التصويبية اللازمة للمسارات التنموية. كما تعتمد على المشاركة المجتمعية في تحديد احتياجات القرية المصرية وفهم إمكاناتها التنموية. ويتم اختيار القرى المستهدفة في كل مرحلة وفق ضوابط ومحددات صارمة، تطبيقا لمفهوم الاستهداف والتخطيط القائم على الأدلة، بالاعتماد على قواعد بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لفهم الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكل قرية وحالة الخدمات المتوفرة بها والتغيرات المكانية.

تفاصيل المرحلة الثانية من مشروع حياة كريمة

تستهدف المرحلة الثانية من مبادرة “حياة كريمة” 20 محافظة، تشمل 52 مركزًا وإجمالي 1667 قرية يقطنها نحو 21.3 مليون نسمة. وتستحوذ محافظات الصعيد على نسبة كبيرة من هذه المستهدفات، حيث تمثل 45% من المحافظات و36% من المراكز و29% من القرى المستهدفة.

وتشمل المستهدفات الكمية للأعمال التنفيذية للمرحلة الثانية ما يلي:

• مد وتدعيم شبكات مياه الشرب بأطوال تصل إلى 2350 كيلومتر.
• تنفيذ 18 محطة مياه شرب جديدة.
• توفير 315 ألف وصلة مياه شرب منزلية.
• إضافة طلمبات لـ 97 محطة معالجة صرف صحي بطاقة مليون متر مكعب يوميا.
• توفير 1.8 مليون وصلة صرف صحي منزلية.

دمج البعد البيئي: مبادرة “القرية الخضراء” ضمن حياة كريمة

في إطار الجهود المبذولة لدمج البعد البيئي في مشروع “حياة كريمة”، تستهدف المبادرة مواصلة تنفيذ مبادرة “القرية الخضراء”. تهدف هذه المبادرة إلى تأهيل قرى “حياة كريمة” لتتوافق مع أحدث المعايير البيئية العالمية التي وضعها المجلس العالمي للأبنية الخضراء، والحصول على شهادة “ترشيد” للمجتمعات الريفية الخضراء.

تركز مبادرة “القرية الخضراء” على ثلاثة محاور أساسية:

• الطاقة.
• المياه.
• الموارد.

وقد حصلت أربع قرى بالفعل على شهادة “القرية الخضراء”، وهي قرية اللواء صبيح بالوادي الجديد عام 2024، وقرية شما بالمنوفية عام 2024، وقرية نهطاي بالغربية عام 2023، وقرية فارس بأسوان عام 2022. ومن المستهدف تأهيل بقية القرى لتنضم إلى هذه القائمة.

إنجازات المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة بالأرقام

أظهر تقرير وزارة التخطيط أن محافظات الصعيد حظيت بنصيب الأسد من مخصصات المرحلة الأولى لمبادرة “حياة كريمة”.

كما استعرض تقرير الوزارة الأعمال المنفذة في المرحلة الأولى بنهاية النصف الأول من العام المالي 2024/2025. تضمنت هذه المشروعات نحو 23 ألف مشروع في 1477 قرية، تقع في 52 مركزا ضمن 20 محافظة، واستفاد منها إجمالي 18 مليون مواطن. وبلغ متوسط معدل التنفيذ للمرحلة الأولى 86.5%، فيما بلغت قيمة المبالغ المنصرفة 298.3 مليار جنيه. وخص نصيب محافظات الصعيد 68% من هذه المخصصات، بإجمالي 237 مليار جنيه، استفاد منها 11 مليون مواطن، ما يمثل 61% من إجمالي المستفيدين.

شملت الإنجازات الرئيسية في المرحلة الأولى ما يلي:

• الانتهاء من 261 محطة مياه شرب و1350 مشروع لوصلات مياه الشرب، لتوفير 455 ألف وصلة منزلية بالقرى، بهدف تحسين معدل إتاحة خدمات مياه الشرب لتصل إلى 100%.
• الانتهاء من 22 محطة معالجة و591 مشروع صرف صحي و878 مشروع وصلات صرف صحي، لتوفير 1.37 مليون وصلة صرف صحي منزلية، بهدف تحسين معدل إتاحة خدمات الصرف الصحي من 20% إلى 90%.
• الانتهاء من 685 وحدة صحية ومستشفى مركزي و365 وحدة إسعاف.
• إنشاء 15 ألف فصل دراسي ومحو أمية 596 ألف مواطن.
• إنشاء وتطوير 925 مركز شباب، ضمن جهود الدولة لتطوير خدمات التنمية البشرية.