كيف تحول في شهور؟.. أردا جولر من 142 دقيقة محبطة إلى لاعب أساسي بالبرنابيو بدوري الأبطال
يعود أردا جولر إلى مسرح دوري أبطال أوروبا وهو يرتدي قميص ريال مدريد، ليس كاحتياطي أو موهبة واعدة فحسب، بل كركيزة أساسية وصانع لعب محوري في تشكيلة الملكي. هذه النسخة من البطولة تمثل للاعب التركي الشاب فرصة ذهبية لرد دين الماضي وإثبات نفسه كنجم حقيقي في أعظم مسابقات القارة العجوز، بعد أن بلغ العشرين من عمره، يشعر أخيرًا أن لحظته للتألق قد حانت في هذه المسابقة التي طالما حلم بخوضها بصفة بطل.
تاريخ أردا جولر مع دوري الأبطال: من الصبر إلى التألق المنتظر
في موسمه الأول، احتفل أردا جولر بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد دون أن يشارك ولو لدقيقة واحدة، وهو ما ترك شعورًا داخليًا بأن اللقب لم يكن ملكًا له بالكامل. ثم جاء الموسم الماضي بمشاركة خجولة بلغت سبع مباريات في دور المجموعات، بمجموع دقائق لا يتجاوز 142 دقيقة، شملت مواجهات متفرقة أمام فرق مثل شتوتغارت وليل وليفربول وأتالانتا وريد بول سالزبورغ وبريست. ومع وصول الأدوار الإقصائية ضد السيتي وأتلتيكو وآرسنال، اختفى اسمه تمامًا من حسابات المدرب، ليتحول دوري الأبطال بالنسبة له من فرصة للتعلم إلى مصدر إحباط.
تحول مسيرة أردا جولر بفضل ثقة تشابي ألونسو
كل المؤشرات تغيرت جذريًا هذا الصيف مع تولي تشابي ألونسو دفة القيادة الفنية لريال مدريد. المدرب الإسباني لم ينظر إلى أردا جولر كمجرد موهبة فنية جميلة، بل رأى فيه لاعبًا قادرًا على الربط بين خطوط الملعب وصناعة الفارق بجوار كيليان مبابي. منذ كأس العالم للأندية، حيث وضعه ألونسو في مركز صانع الألعاب المتأخر، بدأت تتشكل شراكة كروية رائعة مع النجم الفرنسي. اليوم، يدخل أردا دوري أبطال أوروبا وهو ليس فقط لاعبًا أساسيًا، بل يعتبر أحد أهم مفاتيح الإبداع والخطورة في تشكيلة الفريق الملكي. وقد عبر اللاعب التركي عن هذا الشعور بقوله في مناسبات عدة “مع تشابي أشعر أنني مهم، أشعر متابعةقته”. هذه الثقة ترجمت على أرض الملعب إلى أرقام، حيث سجل هدفين في الدوري، وألغي له هدفان آخران، مقدمًا أداءً يجمع بين الجمال والفاعلية بفضل مهارة قدمه اليسرى الساحرة.
شراكة كيليان مبابي وأردا جولر: سلاح ريال مدريد الجديد
في مركز تدريبات ريال مدريد بـفالديبيباس، يتحدث الجميع عن التناغم المذهل وغير المتوقع الذي نشأ بين كيليان مبابي وأردا جولر. وجد النجم الفرنسي في اللاعب التركي زميلًا قادرًا على منحه التمريرات الحاسمة في اللحظة المثالية، بينما أصبح أردا هو اللاعب القادر على فك التكتلات الدفاعية للخصوم بذكائه ومهارته. هذه الشراكة الكروية أثارت دهشة حتى داخل غرفة الملابس، فخلال أسبوعين فقط من اللعب معًا، بدا وكأنهما يلعبان بجانب بعضهما البعض منذ سنوات طويلة، مما يمنح ريال مدريد قوة هجومية جديدة.
أردا جولر: فخر تركيا وطموح ريال مدريد الأوروبي
في تركيا، يتابع الملايين كل تحركات أردا جولر باهتمام بالغ، حيث يُنظر إليه على أنه الموهبة الأكبر التي ظهرت في البلاد منذ عقود، بل يعتبره البعض خليفة لأساطير الكرة التركية مثل هاكان شوكور وأردا توران. نجاحه في ارتداء القميص الأبيض الملكي وتمثيل ريال مدريد لا يعتبر مسألة شخصية فحسب، بل هو قضية وطنية ومصدر فخر كبير لملايين الأتراك. ومع عودة ليالي الأبطال الساحرة، يواجه أردا امتحانه الأكبر، فهو لم يعد مجرد موهبة جميلة أو بديل فاخر، بل يسعى جاهدًا لكتابة اسمه بأحرف من نور في سجلات ليالي البرنابيو الخالدة، مدركًا أن البطولة الأوروبية هي المسرح الأهم لإثبات قدراته.
بالثقة والدقائق الكافية والدور الأساسي الذي منحه إياه تشابي ألونسو، يدخل أردا جولر هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا وهو في قمة حماسه وسعادته. إنه يدرك تمامًا أنه يمتلك فرصة حقيقية ليؤكد للعالم أجمع أنه نجم العقد القادم لريال مدريد، وأن لحظته ليتألق قد حانت.